تحقيقات

سوريا .. السوريين في الشتات من بعد فلسطين

ناس كثيرة مبهورة بمستوى تحضر شعوب الغرب ودفء المشاعر أثناء استقبال اللاجئين السوريين … 
اعذرني .. نظرتي للموضوع مختلفة , لا أختلف معك على مميزات هذه الشعوب , فهي شعوب متقدمة لا جدال فى ذلك , ولكن هناك فرق وشتان بين التقدم والتحضر … نعم .. هى شعوب مدنية , تستخدم كل ماهو جديد ومتقدم فى إدارة دولها (طبقا لتعريف الدولة المدنية) وهى شعوب منضبطة , مجتهدة , محبة للعمل , محبة للنظام والالتزام والجمال والنظافة .. تقدر قيمة الثروات والموارد التى تمتلكها ولكن تكمن المشكلة في تقديرها للموارد التى يمتلكها الآخرين .. فهذه الشعوب أسست دولها وتقدمها ومازالت على ثروات الشعوب الأخرى , الشعوب التي لاتعرف قيمة ماتملكه ولاتعرف مقدار مايمكن تحقيقه “شعوب بلا هدف” ..لا أجادل ولا أشكك فى إنسانية من خرج ورفع لافته للترحيب بلاجئ كانسان ولكن لاتأخذ الأمور بهذه السطحية , فحكومات هذه الدول لا تترك شيء خارج السيطرة .. فالسيطرة أساس النجاح , لا أرى فى استقبال وتشجيع اللاجئيين السوريين إلا جريمة ترتكب في حق الشعب السورى , لتفريغ أرضه .. لا أرى فى ترك الأرض إلا جريمة يرتكبها الشعب السوري في حق نفسه , بتخليه عن أرضه .. لا أرى إلا فلسطين جديدة .. لا أرى إلا مفاوضات مستقبلية تناقش (وترفض) حق عودة اللاجئين “السوريين” المشتتين فى بقاع الأرض للعودة لسوريا المحتلة … لا أرى إلا سوريا مقسمة , محتلة , وشعب عربى آخر ضائع .. وخرائط جديدة ترسم وأسماء دول تمحى ليحل محلها أسماء وأعلام دول أخرى لها مطامع وأهداف تتحقق بخطى بطيئة ..ولكن ثابتة … لا صور تنشر عن الغرقى والتشرد الخ إلا حملة اعلانية لها أغراض استراتيجية قذرة أنت تستخدم فيها ويتاجر بشعبك وأولادك ونسائك فيها , إن الانسانية لا تتجزأ ولاتعرف لون أو عرق أو دين أو جنس , وإذا كانت مشاعر الغرب تتحرك لكانت تحركت للشعب الفلسطينى والشعوب الأفريقية والعراقية والليبيا وأخرى … فالأرض مليئة بالشر .. فلا تنخدع , أنت لا تسوى بالنسبة لهم إنما أرضك وخيراتها هى الهدف , إن تقبل الحكومات الغربية للاجئين السوريين شيء مدروس بعناية , متفق عليه , مرتب والغرض تفريغ الأراضي السورية من مواطنيها , ولا تعتقد أن هذه الحكومات قد تركت شيء للصدفة , فهى تعلم طبيعة الشعب السورى , خلقه , انضباطه , حبه للعمل , سلميته وقدرته على التأقلم والتكيف وقد لمسنا هذا جميعا فى الفترة السابقة … فالشعب السورى بالنسبة لهم مكسب , مورد خارجي جديد يقدرون مميزاته , يد عاملة رخيصة سوف تقوم بجميع الأعمال التى تنأي عنها الشعوب الأوروبية وترفض العمل بها والتي تمنعها قوانين العمل في هذه الدول ولا تعتقد أن هذه الدول لاتسيطر على عملية التوافد عليها وتوزيع أعداد اللاجئين بها لضمان مصالحها .. فكل دولة تعلم جيدا قدر استيعابها ومتطلباتها من العمالة الرخيصة , لا شيء يترك للصدفة والظروف … إلا لدينا نحن … الشعب السورى حقق أكبر نسبة لاجئين فى تاريخ البشرية , فما بداء فى سوريا وامتد للعراق ومستقبلا للسعودية ثم الأردن ولبنان , كل ذلك خطوات ثابتة للأمام فى بناء دولة وأرض الميعاد “اسرئيل الكبرى” من النيل إلى الفرات ..وسوف يأتي اليوم الذى سيخلع فيه مقاتلوا “داعش” زي القتال “المموه” الاسلامي (الكاموفلاچ) الخاص بنوعية العمليات وطبيعة الأرض ومسرح العمليات , وستعلن القوات انضمامها لجيش (الهجوم) “الاسرائيلي” وتعلن “اسرائيل” سيطرتها على الأراضى الجديدة لتضيف إلى مساحتها ويصبح حلم عودة سوريا والسوريين سراب , مثل عودة دولة فلسطين , مثل من يفكر فى عودة الأراضي الامريكية والكندية إلى السكان الأصليين “الهنود الحمر” أما الشعب السوري والكلام موجه إليه , وعلى عكس مايعتقد الجميع , فلا زالوا يملكون زمام الأمور حتى الآن , فلا زالت الفرصة سانحة أمامهم للحفاظ على وحدة أراضيهم والدفاع عن دولتهم و تاريخهم و مقدساتهم و مستقبل أولادهم .. الرجوع للوطن والدفاع عن الأرض هو الحل , وسوف يختلف معي الجميع في رأي … ولكن عندما تصبح جميع الاختيارات صعبة لا سبيل للعناد , ويصبح اختيار القرار الأقل ضررا هو القرار الحكيم … لديكم جيش قوي وطني يحب الأرض ويدافع عنها , تختلفون على قائدهم … تلقبونه بالمجرم ولكنه حتى الآن يدافع عن الأرض , وطني مجرم ؟؟؟؟؟ .. نعم … وأولى لكم استخدامه فى تحرير الارض وعودة سوريا لكم , الوحدة , ثم التحرير , ثم الاتفاق , ثم البناء … الانتقام لا يأتي منه سوى التدمير وأول التدمير , تدمير الذات , والذات هنا هي أنتم ..الشعب السوري … لا مجال إلا الدفاع والقتال في صف الجيش السورى الوطني , الجيش القديم القوي , فهم منكم وأنتم منهم .. لا مجال إلا الوحدة , لا مجال ولا خلاص إلا برجوع الرجال إلى سوريا ..والقتال تحت قيادة موحدة مها كانت , ونعم … لست فى مكانكم , ولم أمر بما مررتم به , فهذه تجربتكم أنتم كما كتبت عليكم .. ولكننا مررنا بتجربتنا الخاصة , ولم تكن سهلة هي الأخرى ولم نكن ندري نهايتها وقتها .. مثلكم الآن … ولكننا رسمنا نهايتها بوحدتنا ووقوف الشعب خلفنا , فوفقنا الله … فتعلموا من أخطائنا ومما أصابنا فيه .. اتركوا لنا نسائكم وأولادكم أمانة في رقابنا وعودوا إلى ساحتكم للقتال والدفاع عن الارض ..عودوا ليصبح كل رجل فيكم فدائي بالجيش السوري الوطني وسوف نرعى نسائكم ونربي لكم اولادكم حتى يبلغوا اشدهم ..لينضموا إليكم حتى تحرر أرض سوريا … ولا تلقوا باللوم على العالم كما فعل الشعب الفلسطيني , الذى لام الجميع إلا نفسه والنتيجة “أرض محتلة” وشعب مشتت , وأمل ضائع … إلى الشعب السورى : لا تهدم الشعوب والدول لمجرد الاختلاف على شخص , وحدة سوريا هي الهدف الأسمى … أصدقائي السوريين … عذرا لرأي … فأنتم منا ونحن منكم , فقد كتب عليكم القتال وهو كره لكم
نقول وتقولون “يابختى بمن بكانى وبكى علي” .. سوريا … أمن قومي مصري …

بواسطة
أحمد يسرى
المصدر
شهبانيوز

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى