تحقيقات

شغب الملاعب الرياضية … ما هي أسبابه ؟ وكيف يتم علاجه ؟

أصبحت ظاهرة العنف والشغب ظاهرة واسعة الانتشار في الملاعب الرياضية , وهذه الظاهرة ليست حديثة في المجال الرياضي وإنما هي ظاهرة قديمة قدم الرياضة التنافسية ..

ولكن الجديد هنا هو تعدد مظاهر العنف والشغب وتغير طبيعته , حيث أصبحت هذه الظاهرة تتعدى حدود الملاعب الرياضية , فالكثير من الجماهير الرياضية أخذت تتصرف بعد الفوز أو الخسارة بطريقة غير حضارية عن طريق الاعتداء على الآخرين وإلحاق الأذى والضرر بهم أو بممتلكاتهم . 

واستكمالاً لما قدمته ( زهرة سورية ) في تحقيق سابق عن ظاهرة شغب الملاعب وأسبابها و نتائجها , ولأهمية هذا الموضوع عدنا لنرصد آراءً عدة للاعبين ومتابعين ومشجعين ومتخصصين وإليكم ماقالوا .. 

الأسباب والدوافع ..

– البداية مع حسام العقباني وهو لاعب في نادي العربي الرياضي بالسويداء , يقول : إن العنف الذي نشاهده في الملاعب الرياضية هو تعبير عفوي عن الغريزة وردة فعل إزاء الإحباط الناتج عن الخسارة , فهو ناتج عن فقد اللاعبين أو المشجعين السيطرة والتحكم في تصرفاتهم وانفعالاتهم . 

– بينما يقول علي عباس وهو لاعب في نادي الساحل بطرطوس : إن الإنسان يولد ولديه استعداد مسبق للعدوان , والذي قد يظهر بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق التنفيس في المواقف المقبولة اجتماعياً مثل المنافسات الرياضية , فالعنف والشغب ما هو إلا نتيجة الإحباط الذي يؤدي دائماً إلى القيام بالسلوك العدواني . 

– في حين ترى سهى حسن وهي متابعة ومشجعة : أن الشغب و ممارسة العنف الرياضي هو نتاج التفاعل بين الإحباط والتعلم الاجتماعي , فالإحباط برأيها لا يقود دائماً للعنف ولكنه يعزز من احتمالية حدوثه , كما يؤدي التعلم والظروف البيئية المحيطة بالفرد دوراً حاسماً في حدوث السلوك العدواني من عدمه . 

– علاء نعمان , مدرب في نادي الشبيبة بطرطوس كان له رأيه الاختصاصي في هذا الموضوع : إن علم النفس الرياضي يفرق بين نوعين من أنواع العنف وهما :العدوان كغاية والعدوان كوسيلة . فعندما يكون الهدف من الشغب هو إيذاء الآخرين وإصابتهم بضرر والتمتع بمشاهدة الألم والأذى الذي يلحق بهم جراء ذلك , يعتبر العدوان غاية بحد ذاته . 

بينما الشغب الذي يتم بغية الحصول على تشجيع خارجي كتشجيع الجمهور أو إرضاء المدرب أو تعبيراً عن الفرح بالفوز أو الإحباط من الخسارة , يعتبر هنا العنف وسيلة لغاية معينة وليست غاية بحد ذاتها . وبالرغم من أن الشغب كوسيلة يعتبر الأكثر شيوعاً واستخداماً في الوسط الرياضي إلا أن كلا النوعين يهدف إلى إيذاء الآخرين و لا يمكن تبريرهما في الوسط الرياضي بأي شكل من الأشكال . 

أساليب الشغب وأضراره ..

– برأي علاء إسماعيل وهو طالب ومتابع : إن ظاهرة الشغب في الملاعب العربية بشكل عام وفي سوريا بشكل خاص هي أقل عنفاً وحدة مما هي عليه في الملاعب الغربية , ولكن بالرغم من ذلك نرى أنها أخذت تتزايد في وسطنا الرياضي خلال السنوات الأخيرة . فهناك الكثير من الأحداث والتصرفات غير الحضارية التي تعقب انتصارات المنتخب أو الفرق المحلية والتي تدل على سوء سلوك عام وتصرفات غير أخلاقية تؤدي إلى إلحاق أضرار بدنية ونفسية بالشخص نفسه أو بالآخرين . 

– علي سعد يقول : إن النتائج السلبية للفرق والأندية ليست مبرراً للجمهور الرياضي لكي يعبر عن استيائه عن طريق ممارسة العنف والشغب داخل وخارج الملعب و التفوه بعبارات مسيئة للاعبين و لإدارات الأندية وللحكام , فهذا ليس تعبيراً حضارياً أو أخلاقياً . وهو ليس تصرفاً شخصياً حراً , لأنه يأتي بالضرر على الجمهور و على النوادي بنفس الوقت من خلال العقوبات المالية والحرمان من متابعة الجمهور للمباريات والمنافسات . 

– أوديسا شدود , طالبة مشجعة تقول : ينتشر الشغب في كثير من الأحيان إلى أبعد من محيط الملاعب فيظهر في الشوارع ووسائل النقل عن طريق استخدام السيارات بشكل غير حضاري وإطلاق الأصوات المزعجة وتعطيل السير , وهو ما ينتج عنه إيذاء الممتلكات والإخلال بالأمن . 

– قاسم علي مدرس للتربية الرياضية بطرطوس :في الغالب نجد أن المراهقين الشباب في سن الدراسة هم من يقومون بأعمال العنف والشغب حيث يلجؤون لاستخدام الشتم والصراخ وغيرها من الأنماط السلوكية التي تدل على بعض النزعات العدوانية وانخفاض الوعي لمفهوم الروح الرياضية والالتزام . 

مقترحات وحلول ..

– سمير عيوش لاعب , يقول : لكي يتم القضاء على ظاهرة العنف والشغب في المجال الرياضي , لا بد من مساعدة الشباب على تأكيد ذاتهم و تشجيعهم على التعبير عن آرائهم من خلال السلوك الحضاري , لحملهم على البعد عن السلوك العنيف . 

– في حين ارم الحرك طالبة و متابعة ترى : بأن لبعض وسائل للإعلام دوراً كبيراً في انتشار السلوك العدواني وذلك من خلال تعبئة الرأي العام بشكل قد يؤدي إلى رفع الاستثارة والحماس المفرط والتعصب الشديد , ولذلك يجب على الإعلام أن يكون له الدور البارز في إنهاء أو التخفيف من ظاهرة الشغب الرياضية من خلال ما يبثه للجمهور الرياضي . 

– تقول عفاف ميرزو وهي لاعبة كرة سلة: للقضاء على مثل هذه الظاهرة يجب أن يؤدي المهتمون بالتربية والتعليم بشكل عام ومدرسي التربية البدنية بشكل خاص دوراً كبيراً في تغيير الكثير من السلوكيات والتصرفات غير المرغوبة , من خلال تقويم السلوك غير المناسب ومعاقبته , إضافة إلى تنمية الروح الرياضية لدى النشء وتعليمهم الأهداف والقيم الاجتماعية النبيلة للرياضة .

وهكذا فإن شغب الملاعب الرياضية هو ظاهرة سلبية في المجتمع , تأتي عليه بظلالها وأضرارها المادية والنفسية ,ومن الضروري نشر الوعي الرياضي والتحلي بالروح الرياضية بين الجماهير والمتابعين , إضافة إلى التأكيد على أهمية التحكم والسيطرة على الانفعال الناتج عن الخسارة أو الانتصار .

بواسطة
أدونيس شدود

مقالات ذات صلة

‫15 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى