صدى الناس

رسالة مقاتل سوري قبل مايودع رفاقه .. بقلم أحمد دهان

مشوار طويل … مليان بالآهات والآلام والأوجاع … حملنا على أيدينا رفقاتنا اللي استشهدوا .. ونمنا ليالي والجوع والعطش عبيأكل فينا … انحرمنا كتير من الاجازات بسبب الاستنفارات وحالات التوتر وتصعيد الاشتباك وكنا نسهر لحتا غيرنا ينام …
راح كتير من أهلنا وعائلتنا و ودعناهم لديار الحق من غير من نشوفهم أو نسمع صوتهم .. بكينا كتير من القهر والحرمان … وخسرنا كتير شغلات مهمة في حياتنا من بيت وشغل ووظيفة وفرص تعليم .. غيرنا أخدوا شهادات وتوظفوا بأحسن شركات العالم … ونحن كنا عمنسهر بالليل للحراسة ونشتغل بالنهار في مهماتنا القتالية …
سنوات طويلة مرت علينا .. شابت الشعرة برأسنا وشيبنا ومازلنا مستمرين بالعطاء لآخر لحظة بخدمتنا … تعبنا ؟؟ صح !! وانقهرنا ؟؟ صح !! … بس كنا رضيانين بعيشتنا لإحساسنا الداخلي بأنو سعادة وسلامة وأمان واستقرار الكتير من السوريين عبتحقق على أيدينا … كنت أشتهي أسمع صوت أمي .. أو حتى سلام من أبي .. بالوقت اللي كان البعض في حضن أمه وأبوه …
حاولنا نكفي دراسة ونأخد شهادات .. بس البعض منا أخد شهادة من الحق والبعض طلع بمهمة وماعاد يرجع وغيرهن ماعاد تسمحلهن ظروفهن يفتح كتاب …
حاولنا نخطب ونتجوز … البعض مشي حالوا وغيرهن فقست القصة من أول شهر وفي منا اللي سمع كلام من أهل حبيبته شي بهز البدن : (( ما بعطي بنتي لعسكري مو معروف ايمت بيخلص أو الله عليم اذا بيجي مرة تانية أو لا )) …
رحنا نقدم على الوظيفة .. قلنا نكسب الوقت قبل ماتروح علينا … وصارت أمورنا تتفركش … شي وراق ضايعة وشي مانلحق وشي ماعنا ضهر يسندنا …. معقول بعد هالسنين اللي راحت من عمرنا ولسا بدنا من يدعمنا ؟؟؟
الحياة قهرت فينا وبعوائلنا … والظروف مارحمتنا … حالتنا صارت بتبكي .. وعواطفنا صارت مهترية … مضت علينا سنين حسينا بأنو ماعاد نصلح للحب ولا للحياة … خبرتنا قلة .. مكاسبنا ضعفت … معارفنا ضلوا الطريق علينا … وهمتنا صارت باردة على الحياة ..
بس مع ولادة أمل جديد … وباب جديد انفتح للحياة … صرنا نفكر بمستقبل أفضل .. وبحياة أحلا … ورغم الجروح والآلام والصعوبات اللي مرت علينا .. رجعنا ونهضنا .. ورح نمشي ونكفي الطريق .. كنا حاملين سلاح في وجه الأعداء .. وبلشنا من جديد نحمل هموم الحياة والبدء بعملية الانتاج … رح نكفي طريقنا لنعمر هالبلد … ونمد ايدينا لبعض ونتوكل على الله .. وإنشالله الأيام اللي جاية رح تكون الأحلا لإلنا ولبلدي ….
مع تحيات مقاتل من الدورة 102

بواسطة
أحمد دهان
المصدر
شهبانيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى