تحقيقات

برسم السادة محافظي “دمشق ، طرطوس ، اللاذقية” .. تجار الأزمات جعلوا من “النازحين” بازار !!

عقب حرب العراق عام 2003 وحرب لبنان عام 2006 وصلت أعداد كبيرة من الأخوة العرب العراقيين واللبنانيين وفتحت سوريا أبوابها أمامهم وربما كانت محافظتي الرقة وحلب من أكثر المحافظات التي استضافت النازحين العرب جراء الحروب التي شهدتها بلادهم ..

وبشكل عام ؛ قام الشعب السوري باستضافت هذه الأعداد الكبيرة من الوافدين العرب في بيوتهم ومساكنهم وأماكن إيوائهم ولم يبخل أي مواطن سوري بتقسيم لقمة عيشه مع أخوانه العرب الوافدين .. وبالطبع" دون أي مقابل" ودون أن تقيم الدولة السورية أو المنظمات الدولية أي خيمة لهم على الأرض السورية ولم تقم الدولة السورية "بالشحادة" عليهم ضمن المحافل الدولية .. !!
لا أريد الحديث عن دور الدول العربية الآن ، لأن نموذج مخيمات الأردن حاضرة وباب "الشحادة" مفتوح على أبناء شعبنا في عمان، لكن أريد أن أخص بحديثي علاقة السوري بالسوري .. ماذا حصل ؟ !!
محافظات تضررت بشكل كبير جراء استهداف الجماعات الإرهابية والدول الداعمة لها وبشكل خاص "حلب ، الرقة ، دير الزور ، الحسكة ، ريف دمشق" هذا الاستهداف تزامن مع زيادة أعمال العنف والإجرام من قبل العصابات الإرهابية بحق الشعب مما أدى بنزوح أعداد كبيرة من المواطنيين بأرواحهم وأطفالهم ونسائهم إلى دول مجاورة أو محافظات آمنة أهمها "دمشق ، اللاذقية ، طرطوس" ، بالنسبة لدول الجوار كانت أعداد الوافدين إليهم مكسب كبير لحكوماتها ، حيث تم تسييس الملف الإنساني والإستفادة من أعداد النازحين لإدانة الدولة السورية ولجمع تبرعات إنسانية على أعداد النازحين !!
لذلك لانعول أي دور إيجابي لدول الجوار وخاصة الناطقة "بالعربية" منها ، لكن كلنا أمل بأخوتنا السوريين في المحافظات التي لم تشهد إجرام المجموعات الإرهابية ..

السادة محافظو "دمشق ، اللاذقية ، طرطوس"

نعلم جيدا  بوجود "تجار الأزمات" والاحتكار وانعدام الأخلاق لدى البعض داخل مجتمعنا السوري ، لكن نتسأل أين دور منظماتكم الشعبية والنقابات المهنية والأحزاب السياسية في توجيه المواطنيين ومؤسسات الخاصة والعامة والحكومية بالتعامل اللائق مع النازحين المهجرين من إجرام المجموعات الإرهابية إلى محافظاتكم ؟ !!

تركزت معظم الشكاوي التي وصلت إلى إدارة صحيفتنا الإلكترونية ، بثلاث نقاط أساسية "إيجار المساكن ، فرص العمل ، العلاقة مع المؤسسات الحكومية والجهات الرسمية " ..

¤ إيجار المساكن .. تحدثت بعض الشكاوي عن الإستغلال الغير أخلاقي لحاجة المهجرين لمنازل تأويهم مع أسرهم ، فعلى سبيل المثال في مناطق بدمشق كباب مصلى والزاهرة وركن الدين ومزة جبل … على الرغم من أنها مناطق شعبية ومساكنها بسيطة إلا أن إيجار المسكن تجاوز 20 ل.س بالشهر ، في طرطوس كمناطق ريف صافيتا ومشتى الحلو يتراوح ايجار المسكن الريفي البسيط بين 20 إلى 40 ألف بالشهر .. أما في اللاذقية وريفها لا يقل إيجار أي مسكن عن 15 ل.س ، على الرغم من معرفة أصحاب هذه المساكن بأنها ستأوي أسر مهجرة من إرهاب المجموعات الإرهابية إلا أنهم تركوا الأخلاق والتعاطف الإنساني جانب ، وظهرت الحاجة لتدخل الحكومة بإيقاف تجار الأزمة عند حدهم وإجبارهم على التعامل بشكل إنساني باعتبار أن المصلحة الوطنية تقضتي ذلك.
 فرص العمل .. بمجرد أن يعلم الرب العمل بأن الصانع أو العامل الذي يتقدم بطلب العمل لديه بأنه "نازج" فهذا يعني "نصف القيمة" مستغلين وبشكل غير أخلاقي حاجة "المهجرين" لمورد رزق .
طريقة تعامل بعض المؤسسات الخاصة والعامة والحكومية .. كتب لنا بعض "المهجرين" عن معاناتهم مع بعض دوائر الدولة والمؤسسات الحكومية والجهات الرسمية بأنها لاترتقي إلى مستوى الثقة وخاصة تعامل وحدات الدفاع الوطني ، وهنا يتسأل بعض "المهجرين" .. هل نحن إرهابيون أما أننا "كمهجرين" فنحن موضع شبهة وعدم ثقة ؟ !!

بواسطة
أحمد دهان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى