تحقيقات

التحرشات الجنسية الالكترونية تفوق الحقيقية .. والفراغ العاطفي يبرر السبب

لا شك أن الانترنت أصبح لغة العصر , و إن لم يقتنع البعض بوجوده فهو اللغة السائدة مستقبلا وأكدت دراسة أُجريت مؤخراً وشملت 15 دولة عربية أن عدد مستخدمي شبكة الإنترنت في الوطن العربي وصل إلى 12.5 مليون مستخدم في بعض الدول العربية
وكان أكثرها دولة مصر حيث وصل عدد المستخدمين فيها نحو 450 ألف مستخدم , تليها في المرتبة الثانية دولة الإمارات ثم السعودية ولبنان .

كم سمعنا عن عالم المنتديات وكم نقرأ عنه وكم تارة نجد المصداقية وتارة نجد الزيف والخداع , المنتديات هي ذلك العالم الغريب المترامي الأطراف , هي تلك الأشباح السابحة في الخفاء المليئة بالعجائب والطرائف , المنتديات هي تلك الشخصيات الوهمية في هدفها ومقصدها , ونجد القلة في تلك الشخصيات التي لا تختلف عن الواقع , فالمنتديات بحر لا قرار له , وظاهرة إدمان المنتديات أصبحت من الظواهر التي تشكل سلبية مطلقة على بعض الأفراد, في ظل الانتشار الكبير للمنتديات العربية , حيث أصبحت بأعداد تفوق الآلآف , وتختلف تلك المنتديات باختلاف توجه أصحابها والقائمين عليها ، منها منتديات إسلامية ، ومنها فنية ، ومنها منتديات تهتم بالغناء والشعر وغيره ، ومنها ما هو خليط بين هذا وذاك .

وأعضاء المنتديات من الجنسين ، منهم من هو كبير في السن ومنهم من هو صغير ومنهم المراهق , منهم من هو عاقل و متزن في كتاباته ومنهم من هو طائش لا يعرف الغث من السمين تجده يكتب في كل مجال وبكل لون ، منهم من هو همه الوحيد إفادة الناس والاستفادة منهم في ما ينفعه في دينه ودنياه ، ومنهم همه الوحيد اصطياد الفتيات وجعل المنتديات مرتعا لتحرشاته الجنسية عبر الكلام المعسول و تسويق بضاعته النتنة وإيقاع الفتيات في طريق الانحراف والانحلال , وبث الفسق و الفساد الكترونيا بين الناس .

وإن كانت المنتديات الالكترونية مخصصة للتحاور و تتيح للناس تبادل الرسائل المكتوبة في ما بينهم والتحادث , وقد تكون أحيانا مرتعا للتحرشات الجنسية عبر الانترنت , علما أن المنتديات لا تقتصر فقط على الأمور السلبية في ظل وجود منتديات تعليمية ودينية هدفها إيصال الفائدة للناس , إلاّ أنّ غرف الدردشة أيضا تشكل خطرا أكبر من ناحية التحرش الجنسي الالكتروني فقد وجدت دراسة أن الذئاب البشرية المتربصة على الانترنت قد قابلوا ضحاياهم أولا في غرف الدردشة .

ويعتقد الباحثون أن غرف الدردشة خطرة، لا لكونها تتيح للمشاركين فيها الاتصال مباشرة وبشكل شخصي، بل لأن بعضا منها يشجع على استخدام اللغة البذيئة،والأحاديث الجنسية الفجة البعيدة عن الحياء .

ولكن السؤال الذي يتبادر دوما والذي أوقع الكثيرين في حيرة من أمره , لماذا يقدم بعض الشباب والفتيات إلى ارتكاب مثل هذه الأفعال ؟! , هل الفراغ العاطفي الذي يعيشونه هو من يفرض عليهم اقتراف مثل هذه الأخطاء أم الأمر مجرد تسلية , وعن رأي الشارع العربي تقول ريما " 19 سنة " : العيب ليس من الشاب إنما من الفتاة التي تنخدع من مديح منافق و تقع في شباكه بسبب نفسها الضعيفة " , بينما رأي أحمد " 24 سنة " يقول : المشكلة لم تعد مقتصرة فقط على الشباب وهناك فئة كبيرة من الفتيات اللواتي يقدمن إلى المنتديات لنفس الغرض , فلا يمكننا حصر ذلك على الشباب فقط , وأن ذلك عائد على سوء تربية وتوجيه من قبل الأهل .

و بيّن خالد " 21 سنة " على مبدأ " كل ممنوع مرغوب " أن الحالة الغير طبيعية بين الشاب والفتاة في الوطن العربي وحجبهما عن بعضهما لأبعد الحدود يولّد ذلك في نفس الشاب الرغبة الشديدة في حصوله على فتاة والعكس .

وتقول الآء " 18 سنة " : الجذور الأساسية لهذه المشكلة يقع على عاتق الوالدين أولا لأنهم هم من بخلوا على أبنائهم بالحب والحنان والرحمة وبالتالي نشأ الأبناء يعانون من النقص والفراغ العاطفي .

بينما رأي ديمة " 24 سنة " كان مخالفاً , تقول : لا أرى أي مشكلة في المحادثة بين الفتاة والشاب بغرض التسلية على " الماسنجر " أو في المنتديات ضمن حدود شرعية لأنه لابد من تبادل الأفكار والآراء بين الجنسين وخلق نوع من التنافس بينهما .

وعن رأي علم النفس في ظاهرة انحراف الشباب و الفتيات , يقول الدكتور مازن شمسان – أستاذ علم النفس – "إن أسباب هذه الظاهرة عديدة، والجزء الأكبر منها ‏نفسي، والآخر اجتماعي سببه الهوة بين الشباب والقائمين على ‏رعايتهم وتربيتهم، وبالدرجة الأولى الأسرة.

ومن هذه ‏الأسباب النفسية: الاستعداد النفسي للانحراف، ضغوط ‏المجتمع وعدم وجود بيئة صالحة، تشجيع المجتمع لبعض ‏أنواع الانحراف والمنحرفين، قسوة الوالدين على الأبناء، ‏والتدليل الزائد من قبل الأسرة. ومما يساعد على انتشار هذه ‏الظاهرة تراجع دور الأسرة والمدرسة في تربية الأبناء ‏وتوجيههم أمام ضعف الوازع الديني، الفراغ، ضعف التربية، ‏أصدقاء السوء، التقلد بالغرب، البطالة، الغزو الفكري من ‏خلال سيطرة وسائل الإعلام والقنوات الفضائية على عقولهم ‏وأفكارهم وبالذات الأفكار الهدامة والمنحلة بالإضافة إلى شبكة ‏الإنترنت المفتوحة والتي بها الكثير من العلم النافع وكذلك ‏الانحراف فالأمر أولاً وأخيراً يعتمد على شخصية الشاب ‏واختياراته الإيجابية".

فلم يعد التحرش الجنسي حقيقيا كما نعرفه ولم تعد الأسواق والجامعات مرتعا لذلك فحسب , بل أصبح التحرش الالكتروني أحد أشكال الانحرافات المرتبطة بتقنية الانترنت , والمنتشرة بكم هائل بين الشباب العربي .

بواسطة
تحقيق : لجين أكبازلي
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. اي والله هل حكي صحيح 1000 %
    و الشباب و الشابات بهل عصر محتاجين لكتير من التوجيه الصحيح

    شكرا كتير على هل موضوع
    و الله من عندو يصلح حال الأمة و الشباب جميعا
    تحياتي

  2. مثلما هو حال شبكة الانترنت ككل , ايضاً برأيي هو حال جميع افرع هذه الشبكة من منتديات و دردشات و جميع انواع المجتمعات الالكترونية .
    فهي سلاح ذو حدين , بالأمكان استخدامها بغرض التعلم و العمل و مختلف انوع الفائدة , أيضاً بالأمكان استخدامها للتسلية و مضيعة الوقت أو للنحراف .
    و برأيي الشخصي ان الدردشات و انواع معينة من المنتديات ماهي إلا مجتمعات إلكترونية شبه وهمية , ويكمن القصد في كلمة ( شبه وهمية ) إلى انه هناك نسب من مستخدميها غايتهم ارتكاب مثل هذه الأفعال التي تتمثل في الانحلال الخلقي و أيضاً هناك نسب اخرى غايتهم التسلية و مضيعة الوقت , و في كلا النموذجين نلاحظ بأن الكذب و الخداع هي اكثر الظواهر الملحوظة في واجهات التواصل .
    اما النسبة القليلة المتبقية فهي نماذج حقيقية تخلو غالباً من تصرفات الكذب و الخداع و نشاهدها في بعض شخصياتنا الواقعية ضمن اطار مصغر ( شبكة زهرة سورية ) كمثال بسيط .

  3. هو في صحيح تحرشات بس قليله عبر النت وبعدين يلي النت فيها كل العالم بس مابظن انو هالمرض انتشر في الوطن العربي ومهما انتشر بيضل صغير ويمكن محاربته والقضاء عليه بالرجوع الى الاخلاق والقيم التي تامرنا بها الاديان السماويه

  4. سبب هيك شي
    كل الأسباب يلي زكروها الشباب
    -تئصير الاسرة برعاية الولد او البنت
    -عدم وعي الشب او البنت
    – او فترة مراهقة
    – او حتى اصحاب سوء جرو البنت او الولد لهل شي
    بالنهاية المفروض الأهل يبقا عينهم على اولادهم مفتوحة 48 ساعة من اصل 24
    وهاد حال القنوات الغلط وفنوات الأغاني
    صرنا بزمن صار الفحش والدين ببيوتنا الفرئ بيناتهم كبسة زر او نئرة زر الفارة

زر الذهاب إلى الأعلى