شباب وتعليم

مرسوم إحداث كلية الفنون الجميلة في جامعة تشرين.. خطوة جديدة لدعم الحركة التشكيلية في سورية

تنضم كلية الفنون الجميلة في جامعة تشرين إلى مجموعة كليات الفنون الجميلة في جامعات القطر بهدف إتاحة
الفرصة أمام أكبر عدد ممكن ممن لديهم مواهب فنية لمتابعة تحصيلهم العلمي فالكلية الجديدة التي أحدثت بالمرسوم رقم 109 للعام 2012 توفر على الطلاب محبي الفنون عناء السفر إلى جامعات بعيدة عنهم من جهة ولا تجبرهم على التخلي عن رغبتهم في دراسة الفنون الجميلة أو دراسة اختصاص بعيد عن ميولهم نتيجة عدم وجود الكلية في محافظاتهم من جهة أخرى.

واعتبر الفنان أكثم عبد الحميد مدير الفنون الجميلة في وزارة الثقافة أن فكرة إنشاء الكلية ستؤدي حتما إلى تطوير الحركة الفنية التشكيلية السورية لان نسبة الفنانين التشكيليين الشباب كبيرة والكثيرون منهم بحاجة لتطوير مهاراتهم وصقل مواهبهم ما سيؤدي بالضرورة إلى رفد الحركة الفنية التشكيلية بفنانين جدد عن طريق توسيع المؤسسة التعليمية المختصة بالفن التشكيلي بسورية.

ولفت عبد الحميد إلى أن التطوير الأكاديمي لكليات الفنون الجميلة يكون بالتوسع في كوادرها العلمية وأجهزتها الإدارية فضلاً عن استيعاب الاختصاصات النادرة وإضافة مواد جديدة إلى المناهج تشمل الاختصاصات البصرية بحيث يكون المنطق البصري أوسع من الشكل الأكاديمي إضافة إلى إدخال مفاهيم ما بعد الحداثة للتواصل مع دول العالم ومعرفة الأفكار التشكيلية الحديثة حتى يتمكن الطالب من الاطلاع عليها.

وأوضح عبد الحميد أن تطور الحركة الفنية السورية من قبل الشباب يعتمد بشكل اساسي على ضرورة ان يرافق الدراسة الاكاديمية ورشات عمل متواصلة مشيراً إلى ان معهد الفنون التطبيقية طبق هذا النهج ما ادى الى تخريج فنانين مهمين قادرين على المنافسة في مجال النحت على مستوى العالم.

وبين الفنان ان الدراسة التقنية مهمة جدا للطلاب حتى يتمكنوا من التعامل مع الادوات الفنية الجديدة وتعزيز ثقتهم بنفسهم ليتم تخريج فنان متكامل واثق من نفسه وقادر على استيعاب الافكار التشكيلية الجديدة.

بدوره قال الدكتور حيدر يازجي رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين ان المؤتمرات النقابية في الاتحاد طالبت بإحداث اكثر من كلية فنون جميلة في سورية وذلك لان المستوى الفني له جانبان كمي ونوعي مبيناً ان وجود مجموعة كبيرة من الفنانين الأكاديميين هام جداً حيث يضعون خبرتهم في خدمة الطلاب بالمعاهد الفنية المنتشرة على مستوى القطر ما يجعلهم يؤسسون لحركة فنية تشكيلية كبيرة وهذا يحدث بسبب اهتمام القيادة بدور الفن في الحياة.

ورأى يازجي ان اقامة كلية فنون جميلة بالمنطقة الساحلية لتتكامل مع الكليات الاخرى في دمشق وحلب والسويداء سيؤدي إلى استيعاب اعداد كبيرة من المواهب المنتشرة في سورية وخاصة ما تفرزه منظمات الشبيبة والطلائع لتأخذ طريقها الصحيح نحو الاحتراف.

وأشار رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين إلى الصدى الكبير الذي يمكن ان يتركه احداث هذه الكلية في نفوس الطلاب لانها ستساعدهم على توفير مصاريف الاقامة بحيث اصبحت كليات الفنون ممتدة من شمال سورية إلى جنوبها مؤكدا ثقته بان الأيام القادمة ستفرز فنانين شبابا يصلون للعالمية.

بدوره رأى الفنان عبد الرحمن مهنا أن كلية الفنون الجميلة كانت محصورة بدمشق العاصمة فقط وهذا ما فوت الفرصة أمام العديد من الطلاب الراغبين بدراسة هذا الاختصاص بسبب عدم تمكنهم من التسجيل بعيدا عن بلداتهم وذلك لظروف مختلفة ومنها المادية وقال.. إن إحداث كليات الفنون في حلب والسويداء أدى إلى تطور الحركة التشكيلية وزيادة عدد الأكاديميين وكلية الفنون في جامعة تشرين باللاذقية ستزيد من غنى تلك الحركة الفنية كونها قريبة من مناطق فيها الكثير من الجمال فضلاً عن أنها قريبة من إدلب وطرطوس لذلك سوف تحتضن من يرغب من هذه المحافظات بدراسة الفنون وهذا ما يحقق مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية.

وأكد مهنا على أهمية ان تعمل وزارة التعليم العالي على الاهتمام بالكادر التدريسي والعمل على تكوين حالة فنية تخص الفن العربي وما يحتويه من رؤى جمالية وآفاق مازالت طي الكتمان وذلك من خلال العمل على دراستها.

من جانبه رأى الدكتور محمود شاهين ان احداث كلية رابعة للفنون الجميلة في جامعة تشرين هو إنجاز حضاري مهم ولاسيما ان كليات الفنون الجميلة بشكل عام تؤهل طلبة الجامعات وصناع الجمال والإعلان بكل مرافقه وتخرج المواهب المبدعة في سورية مبيناً أن وجود اربع كليات للفنون الجميلة في سورية هو نسبة عالية غير متوفرة حتى في الدول المتطورة.

وقال شاهين من الواجب إكمال هذا الكم بما يرفد أسباب نجاحه وعلى رأسها تجاوز ما عانت منه كلية الفنون الجميلة في حلب من قلة عدد أعضاء الكادر التدريسي المؤهل فضلاً عن عدم توفر البنى التحتية الضرورية كالمراسم والمحترفات لأن مثل هذا العائق سيحول دون تأدية المهمة الأساسية من الكلية وهو تأهيل وتطوير الكوادر الشبابية.

ويعزو شاهين نقص الكادر التأهيلي عموماً الى أن الجامعات الخاصة هي التي استنفدت طاقات الكليات الرسمية لأن الكثير من المؤهلين الاكاديميين معارون او يعملون لدى الجامعات الخاصة حيث تتسابق هذه الكليات على الكوادر من كليات الدولة.

بدوره قال الفنان التشكيلي مصطفى علي ان احداث كلية جديدة للفنون الجميلة في سورية هو ضرورة ثقافية حضارية ليس الهدف منها فقط تخريج فنانين وانما تكوين مادة أكاديمية ضرورية جدا لنشر الثقافة الفنية التي هي اساس لتقدم وتطور المجتمع لافتاً إلى أن إحداث الكلية يوءدي إلى خلق فرص اكبر للمواهب كي يصبحوا فنانين او مدرسين او موجهين تربويين.

ورأى الفنان أن وجود كلية جديدة في جامعة تشرين سيؤدي إلى تخفيف العبء المادي على الطلاب من ناحية السفر وغيره متمنياً استكمال الكادر التدريسي في هذه الكلية وهو ما يتطلب التعاون مع أساتذة من جامعات أخرى من اجل الاستفادة من الخبرات العالية وتقديمها لهؤلاء للشباب الجدد الذين يقع على عاتقهم أيضاً المغامرة والبحث لإغناء تجربتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى