تحقيقات

نهر الذهب وقصة الإهمال والتقاعس

يمتد نهر الذهب في المنطقة الممتدة من شمالي منطقة الباب-شمال شرق حلب- مرورا بعدد من القرى و البلدات منها (بزاعة – تادف – البيرة-عران – قرية عيشة – الجروف – شربع – عربيد – بلدة كويرس بشطريها الشمالي والجنوبي – قرية الشيخ احمد – تل سبعين )
إلى أن يصل بحيرة الجبول (إحدى المحميات الطبيعية في سوريا) قاطعا مسافة تقدر بــ25 كيلومتر .تاركا وراءه قصة نهر جميل وآلاف القصص و الحكايا التي مازال المسنون يروونها بشغف إلى أحفادهم وابناءهم.هذا النهر كان اسمه نهر الذهب .على جوانبه المزروعات و البقوليات والأقطان والخضار وفي نهايته بقدرة السماء تتحول بقايا المياه إلى مادة الملح الجبولي (الصخري) وكما يقال ذهب في أوله واخره. ولكن الإهمال وكثرة الجهات ذات الشأن والاختصاص وكثرة اللجان والدراسات تحول نهر الذهب إلى مصب النفايات والصرف الصحي ومجرى المياه الآسنة التي تفوح منها الروائح الكريهة نتيجة ركود مياه الصرف الصحي وما يتبع ذلك من أمراض رئوية وتنفسية وأمراض الأطفال عدا عن التلوث البيئي وعدم صلاحية المياه الجوفية وخاصة على جوانب مجرى النهر للاستهلاك البشري. ونحن هنا لم نرد التوسع بالموضوع لأسباب موضوعية كثيرة لا مجال لذكرها ولكننا سنعود إلى طرحه لاحقا وسوف نشير إلى المقصرين والمتقاعسين بالصوت والصورة. ولكن نريد أن نسال ونحن من منطلق المسؤولية والشفافية ومنطق حسن النية بالجهات العامة والمؤتمنة على مصير وصحة ومأكل ومشرب المواطن -سؤال: ماهي الجهات المسؤولة عن الكارثة البيئة بمحيط مجرى نهر الذهب,الروائح الكريهة والذباب والأمراض الرئوية.سوف نحاول الإجابة والإشارة إلى الجهات المعنية وما أكثرها:
1- هل وزارة السياحة كون مصب النهر في سبخة الجبول إحدى المحميات الطبيعية وكان هناك فكرة مشروع سياحي ضخم بالقرب منها ولا ندري أين وصلت به وزارة السياحة.
2- هل وزارة البيئة كون النهر يسبب خطر بيئيا على المنطقة التي يمر منها وعلى أطرافها ونعلم بأن هناك زيارات ميدانية قام أكثر من مسؤول في وزارة البيئة إلى المكان للمعاينة والدراسة.
3- هل وزارة الزراعة كون الفلاحين يقومون بسقاية مزارعهم ومحاصيلهم الشتوية من ماءه الآسن وغير الصالح للاستهلاك البشري وخاصة أن بعض المحاصيل بقولي كالخس والجزر والفجل والتي تؤكل بدون طبخ.
4- وزارة الري باعتبار أن آليات المؤسسة العامة لحوض الفرات دير حافر تقوم بشكل دوري بتجريف النهر كون الأنهار من ( أملاك الدولة) .
5- وزارة الصناعة كونها إحدى الجهات المستفيدة من الملح المستخرج من سبخة الجبول.
6- وزارة الصحة كون من مهامها الحفاظ على صحة المواطن والسهر على أمنه الصحي وسلامته.
7- البلديات وما أكثرها بحدود/10/بلديات قبل قانون2011 ولم نسأل احد لان الجميع ينتظر استلام المنتخبين الجدد من أعضاء البلديات لمهامهم وعندها لكل حادث حديث.
وبعد….كل الجهات قامت بزيارات سياحية جميلة جدا إلى سبخة الجبول ونهر الذهب وتصوروا الصور التذكارية والتي زينت بها الشاشات الصغيرة والصحف والمجلات الخاصة بكل وزارة. ولكن ماهي الحلول العملية التي قدمت وبوشرالعمل.
لا شيء سوى الوعود والدراسات والزيارات الميدانية والتي تكلف الدولة أعباء مالية إضافية نحن بأمس الحاجة اليها. نريد أن نحدد الصلاحيات والمسؤوليات وبعدها سوف نسأل لماذا التقاعس والإهمال يا حضرة المسؤول ؟؟؟؟؟ برسم الجهات المعنية ؟؟؟؟؟

المصدر
البعث برس

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. سمعنا ان اسرائيل تسعى دائما لاحتلال المناطق ذات المصادر المائية ولو عدنا الى شعار اسرائيل من الفرات الى النيل وما قامت به مؤخرا من السيطرة على منابع المياه في الضفة الغربية لادركنا اهمية النعمة التي حبانا الله بها ولاسيما ان العالم مقبل على نقص حاد في المياه والتصحر ولو كنت مسؤولا لجئت بهؤلاء المقصرين من المسؤولين واجبرتهم على السكن في تلك المنطقة ترى ماذا سيكون حالهم ولرميتهم فيه عقابا لهم ولكن المهم عندهم هم المكتب والسيارة والسلطة والمال واصدار القرارات ليقولو نحن نعمل سنحاسبهم كما نحاسب الخائن لوطنه

زر الذهاب إلى الأعلى