الزاوية الإجتماعية

مخيم الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق في محافظة الرقة

قامت الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق بتنفيذ نشاطها السابع لهذا العام بتاريخ 7 / 11 / 2011 وذلك في محافظة الرقة بريف مدينة الثورة قرب قلعة جعبر على ضفاف بحيرة سد الفرات العظيم وكان هذا النشاط هو عبارة عن مبيت موسع لمدة خمسة أيام يضم 25 متطوع من الجمعية
عن أهداف النشاط حدثنا خالد نويلاتي أمين سر الجمعية قائلاً :
1 – التعايش والتأقلم ورفع القدرة فللمخيم أهمية خاصة في تعزيز فكرة أن الإنسان قادر دائماً على التأقلم مع المحيط والبيئة والعيش في البراري والاعتماد على النفس وأن العودة إلى الماضي ليس بالأمر المستحيل وهو جائز في أي وقت وقد يكون اضطراري أحياناً في الحالات الطارئة ولذلك يجب الاستعداد لهذا الظرف
2 – بناء وتجهيز المعسكر بكل اللوازم الضرورية وتهيئته ليصبح قاعدة عمل بهدف خدمة عملية الاستكشاف والتوثيق ومراقبة الطبيعة ولتكون مستوطنة بشرية صغيرة مكتفية ذاتياً ومعتمدة على العمل الجماعي بشكل أساسي
3 – إنشاء وتدريب كوادر تنظيمية جديدة لتكون عون للجمعية في المستقبل وخصوصاً في مجال تنظيم وإدارة وتحضير النشاطات الخارجية
4 – زيارة منطقة الفرات وتحديداً بحيرة سد الفرات العظيم والتعرف عليها عن كثب من عدة نواحي طبيعياً وتاريخياً واقتصادياً و جغرافياً لأجل دعم السياحة الداخلية في سورية.
فترة التحضير
قبل التنفيذ بمدة أسبوعين قامت مجموعة من أعضاء الجمعية بالتحضير لهذا المبيت من خلال عقد عدة اجتماعات للمشاركين في دمشق وحلب لإعطائهم التوجيهات الخاصة بتحضير أنفسهم ومعداتهم لهذا المبيت بالإضافة إلى تجهيز مستودع هذا النشاط والذي يعتبر صورة مصغرة عن المعسكر الكبير الذي اعتادت الجمعية في كل صيف على تنفيذه مما اضطرنا إلى بذل جهد كبير في عملية ترتيب هذا المستودع وتحضيره ودعمه بالمعدات الناقصة من السوق فنحن قد عزمنا على أن نقوم بمشاريع كبيرة في هذا المبيت ونريده أن يكون أشبه بمعسكر مجهز بكل شيء وتدريب المشاركين على كل ما يلزم لتنفيذ المعسكر في العام القادم 2012.
فترة التنفيذ
بعد تجمعنا في مقر الجمعية مساء أول أيام عيد الأضحى المبارك وإجراء عملية التفقد انطلقنا باتجاه
محافظة الرقة والهدف كان قلعة جعبر ومن ثم بحيرة سد الفرات حيث أنضم ألينا المشاركين من محافظة
حلب واللاذقية وتوجهنا إلى أرض المبيت وتحت ظلال شجر الصنوبر والكينا اجتمعنا حيث قام قائد النشاط بتوجيه بعض الإرشادات للمشاركين وتوعيتهم على ضرورة الالتزام ببرنامج النشاط وشروط المشاركة به بالإضافة إلى إعطائهم خطة العمل والتي كانت تعتمد على تقسيم المجموعة إلى ثلاث فرق فرقتين للشباب ( الفرقة 11 وفرقة قاديش ) وفرقة للصبايا ( الفرات ) ، وحينها بدأ العمل وخلال أقل من ثلاث ساعات كان المخيم بدأ يأخذ شكله التقليدي الدائري ثلاث خيم كبيرة للفرق الثلاثة وخيمة مطبخ وخيمة مستودع وخيمة قائد المعسكر ويتوسط هذا المخطط حفرة النار والعلم السوري
البرنامج اليومي
كان البرنامج اليومي مدروس بطريقة دقيقة جداً بحيث تم توزيع العمل على جميع الفرق بشكل دوري ومتساوي فبعد الاستيقاظ الصباحي في تمام الساعة السادسة كانت توزع الأعمال على جميع الفرق بإشراف قادة الفرق ، وكان من أهم هذه الأعمال الطهي والجلي وجلب الماء وخدمة المعسكر والتحطيب والحراسة والنظافة وبناء المشاريع الداخلية للمعسكر مثل الطوافة المائية وسارية العلم والبوابة وبعض المشاريع الصغيرة الخاصة بكل فرقة على حدة وكان الهدف من هذه المشاريع هو تنظيم الفرق ضمن أعمال جماعية لأجل تعلم مهارات التأقلم مع الطبيعة والاستفادة من كل ما هو موجود من حولنا ضمن الطبيعة من حجارة وأخشاب يابسة بالإضافة إلى طرق التعامل مع التربة عند تحويلها إلى الجص لصناعة المواقد الخاصة بالطهي وتزيين أرض المعسكر وكان الكادر التنظيمي للجمعية يحاول في كل يوم نقل الخبرة إلى جميع المشاركين من خلال تعليمهم وتدريبهم على طرق التعامل و التأقلم مع هذه الطبيعة مثل كيفية ربط الأعمدة الخشبية ببعضها البعض بدون استخدام المسامير لإنشاء المجسمات الهامة للمعسكر مثال سارية العلم والطوافة وبوابة المعسكر وكيفية إشعال النار بعود ثقاب واحد وبدون استخدام المواد الكحولية بالإضافة إلى طرق التحطيب النظامية بدون الإضرار بالطبيعة كل هذه النشاطات كانت من النشاطات الداخلية أما النشاطات الخارجية فقد تم تنفيذ مسير ليلي لمسافة 14كم شرق البحيرة باتجاه بادية الفرات وكانت هناك جولة سياحية لزيارة قلعة جعبر الأثرية وزيارة جزيرة النشابية في قلب بحيرة سد الفرات ، وقبل غروب الشمس بساعة كانت جميع الفرق تجتمع أمام خيمتها لأجل إجراء عملية التفتيش والتقييم لمعرفة من مِن هذه الفرق كان الأكثر نشاطاً وتنظيماً ونظافة ضمن المعسكر وضمن نطاق خيمتها وقد أظهرت النتائج في نهاية كل يوم أن التنافس كان كبيراً جداً ففي كل يوم كان هناك فرقة مميزة أكثر من غيرها، لقد كان العمل والنشاط ضمن هذا المعسكر أكثر من رائع حيث كان جميع المتطوعين في قمة نشاطهم وقمة عطائهم ولم يكن هناك أي شيء ليعكر صفو هذا المعسكر إلا البرد القارص الذي كان بالنسبة للجميع أكثر من مفاجئ حيث كنا نظن أن برودة الطقس سوف تكون فقط في فترة المساء ولكننا عانينا منها حتى في وقت الظهيرة مما جعلنا لا نستطيع السباحة في البحيرة إلا لفترات بسيطة وفي ذروة الظهيرة هذا ما جعل قائد المعسكر وقادة الفرق يزيدون من فترة العمل ضمن المعسكر بشكل أكبر بهدف جعل جميع المشاركين في حركة دائمة لكسر الصقيع من خلال النشاط الحركي الدائم.
هكذا قضينا الأيام الخمسة للمبيت بهمة ونشاط عاليين ولم يكن هناك ما يزعجنا على الإطلاق وكنا في غاية السرور
فقد تحققت أحد أهم قواعد الجمعية التي كنا ننادي بها و نعتمد عليها وهي أن المتعة الحقيقية والفائدة تأتي من خلال العمل وبدون العمل لا يوجد في نشاطات الجمعية متعا أو فائدة.
اليوم الأخير استيقظ الجميع في الصباح الباكر وبدأنا بالعمل على تفكيك المخيم وتوضيب العتاد للعودة إلى دمشق وحلب وفي النهاية تركنا خلفنا ذكريات لا تنسى أبداً وخصوصاً في تلك المنطقة المميزة إنه الفرات العظيم الذي يكمل الصورة البهية لوطننا الغالي سوريا تلك البلد التي صدق من قال عنها بأنها فسيفساء في تنوعها الطبيعي والتاريخي والجغرافي.
الخلاصة الأهم: بلدنا رائعة لا بل أكثر من رائعة وتستحق منا الكثير من العمل لأجل دعمها والتضحية
لأجلها ونحن في سوريا لدينا طاقات بشرية هائلة تستحق الاحترام والتقدير فكل الذين شاركوا معنا
وعلى اختلاف ثقافاتهم وأطباعهم ونشاطاتها وأهتماماتها فهم كانوا متحدين تحت فكرة واحدة بأن
سوريا بحاجة لهم وأنها أجمل مما كانوا يظنون بكثير فشكر كبير لكل الذين شاركوا بمبيت الريح تحت رعاية الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق ونحن إدارة الجمعية على يقين بأن الجمعية السورية اليوم قد وضعت نفسها في مكان متميز لا بل متفرد بين جميع الذين يعملون لخدمة المجتمع من جمعيات ومنظمات وغيرها حيث أنها هي الوحيدة اليوم التي لم تتوقف عن ممارسة نشاطاتها بهدف تحقيق أهدافها رغم صعوبة الوضع الراهن الذي تمر به بلدنا الغالي سوريا
كنوز الفرات
بحيرة سد الفرات والسد بحد ذاته :
من المعيب أن نتحدث عن هذه البحيرة والسد فالجميع يعلم أهميتها ولكن الذي نود أن نشير له هو انه لن يستطيع أحد أن يدرك أهمية هذا النهر والبحيرة والسد إلا إذا قام بزيارتها وشاهدها بعينيه لذلك من المعيب ألا نقوم بزيارة تلك المنطقة.
قلعة جعبر غاية في الأهمية من حيث التاريخ ومعرفة عمقها التاريخي العربي، فهي قلعة عربية شيدت قبل الفتح الإسلامي بحوالي الخمسين عام، رغم أنه تم ترميمها قبل عشرة سنوات وتم إضاءتها لإنارتها في الليل وتجميلها إلا أنها مازالت بحاجة للكثير من العناية إلى الدعم الإعلامي للترويج لها وجذب السواح إليها.
جزيرة النشابية هي تلة جبلية قبل إنشاء البحيرة، وبعد أن تم غمرها بمياه السد بقيت قمتها عائمة في وسط البحيرة بشكل مميز تقدر مساحتها تقريباً بمساحة جزيرة أرواد في طرطوس، تحتوي على برج مراقبة أثري تابع لقلعة جعبر بحاجة إلى ترميم بأسرع وقت ممكن فهو مهدد بالانهيار في أي وقت،
لاحظ جميع المشاركين أن إدارة التشجير في تلك المنطقة قد قامت بعمل جبار لأجل تشجيرها ولكن دونما متابعة دقيقة لهذا العمل رغم أنه قد حصلنا على معلومات تفيد بأن الإمكانات التي كانت متاحة لأجل ذلك كانت كبيرة جداً، الحيوانات الموجودة في تلك المنطقة وبشكل دقيق جداً الأرانب ( وهي مستجلبة لهذه الجزيرة من أحد الصيادين وهي متوفرة حالياً بأعداد كبيرة جداً).
السلاحف – والعقارب – والكثير من الطيور البرية مثل النورس والبط.
أفعى سوداء عدد أثنين وأربعة سناجب ( وهي مستجلبة لهذه الجزيرة من قبل الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق في عام 2008 ومازالت فيها ).

في الختام الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق عادت إلى نشاطاتها المعتادة وبشجاعة وحماسة ولن تتوقف بعد الآن عن خدمة بلدنا الغالي سورية من خلال أهداف جمعيتنا وفكرها العام. نتمنى من جميع المسؤولين والفعاليات الثقافية والإعلامية والاقتصادية وكل المتطوعين في الجمعية دعمنا في النشاطات اللاحقة فنحن قمنا بخطوة جريئة لإعادة الحياة لهذه الجمعية ونأمل في أن يكون دعمكم لنا في المستقبل لخدمة هذا المشروع الشبابي الرائد الوطني بشكل صرف
منطقة الفرات وتحديداً بحيرة سد الفرات هي من أكثر المناطق في سوريا تميزاً ولكن الأهم من هذا هو تميز وشجاعة شباب وصبايا الجمعية الذين كسروا الحصار عن أنفسهم وبنفسهم وأصروا بشجاعتهم على المبيت في البرية لمدة خمسة أيام في مثل هكذا ظروف..حيث ظهر لنا أن سوريا بخير فقط للذين يريدونها أن تكون بخير.

بواسطة
منار بكتمر

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. إدارة الجمعية تشكر إدارة الموقع على هذه التغطية الصحفية وتتمنى دوام التعاون فيما بيننا وكذلك تشر جميع المتطوعين الذين شاركوا بهذا النشاط المميز

زر الذهاب إلى الأعلى