تحقيقات

الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري ضيفاً على زهرة سورية

إن أي حزب إن لم تكن نشأته لضرورة ملحة لا حاجة له , ولا شرعية لوجوده , ونشأة حزبنا كانت في بداية هذا القرن الواحد والعشرون وكلنا عشنا وشاهدنا ما حصل في بدايته من هجمة استعمارية شرسة على وطننا العربي والتي كانت بدايتها في العراق الشقيق
 , والتي أدت بالنهاية إلى احتلاله وتدميره من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية العالمية والغرب المتصهين ..

بهذه الكلمات المعبرة عن عمق التحليل السياسي للواقع العربي الراهن تحدث السيد " عمر محمد قاسم " الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري , والذي حل ضيفاً على " أسرة تحرير زهرة سورية " في حوار خاص حول الواقع السياسي الراهن في المنطقة العربية بشكل عام , وحقيقة الأوضاع في سورية , إضافة لوجهة نظر حزبنا بما يتعلق في قانون الأحزاب والتعليمات التنفيذية الخاصة به ..

ويتابع الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري حديثه حول مسيرة حزبه ودوره المجتمعي بالقول ..

لقد استشعرنا نحن أبناء هذا الوطن بأن الخطر قادم لا محال إلى وطننا سورية ومن ثم الدول العربية الأخرى وهذا الحدث جعلنا نشعر أننا مواطنون سلبيون اتجاه الوطن , وبإمكاننا فعل شيء اتجاه أو ضد هذه الهجمة , وهذه المرة جاءت الرياح بما تشتهي السفن , عندما أطلق السيد الرئيس بشار الأسد في خطابه , الحريات السياسية , وفسح المجال لنشوء الأحزاب السياسية الوطنية للمشاركة الفعالة في العملية السياسية , لتقوية الوطن وبناءه , ومن هنا ولهذا السبب كانت نشأة حزبنا الذي كانت انطلاقته في 15/11/2003 , ووضع شعار له هو (( سورية وحدة وطنية .. سورية حرة أبية )) وأهدافاً له هي (( ديمقراطية , علم , تقدم )) وحقاً كان هدف الأول الذي وضعناه في قائمة الأولويات هو الهدف الاجتماعي , أي بمعنى تمتين الوحدة والتلاحم الاجتماعي , بضم كافة أطياف وشرائح المجتمع السوري في الحزب وخاصة فئة الشباب من الجنسين , وذلك لعدة أسباب منها ..

1- استقطابهم في حزب وطني يعبرون من خلاله عن رغباتهم وطموحاتهم , وكذلك تبني الحزب لأفكارهم لصقلها ودعمها .

2- لتحصينهم من الوقوع أو الانجرار وراء أحزاب معارضة غير وطنية أو أحزاب تكفيرية , قد تؤدي إلى تدمير مستقبلهم , وحينها يكونوا عبئاً على الوطن وعالة على المجتمع وخسارة كبيرة للأمة .

3- أما على الصعيد الاجتماعي العام , نسعى لأن نجعل من المجتمع السوري أسرة واحدة موحدة حيث لا فرق ولا تمييز , والوطن هو البيت الحصين لهذه الأسرة , هذا باختصار , ولنا أهداف أخرى سياسية وإصلاحية , جميعها تصب في خدمة الوطن والمجتمع من أجل رقيه وتقدمه , وهي مذكورة في دستور حزبنا وموجودة على الموقع الالكتروني للحزب بشكل واضح ومفصل .

س – ماذا عن موقف حزبكم من الأحداث التي شهدتها سورية خلال الفترة الماضية ؟؟

سؤالك بحد ذاته نضعه جواب , عندما قلت لي الأحداث التي شهدتها سورية خلال الفترة الماضية , وأنا أقول فعلاً أصبحت من الماضي , وما هي إلا سحابة صيف وانتهت , أما عن موقف الحزب تجاه تلك الأحداث , لا أعتقد أن أحداً يمتلك عقلاً , يشك بأن ما حدث , بأنه ليس مؤامرة مدبرة ومخطط لها لزعزعت سورية وإضعافها , وارضاخها للانجرار وراء القطار الأمريكي التي تقوده الصهيونية العالمية , لاحتلال البلاد , واستعباد العباد , ولكن الملفت للنظر هذه المرة كانت المؤامرة , على طريقة الأفلام الأمريكية , أرادوا صياغتها وبطريقة وأسلوب جديدين , أرادوا تنفيذها , وكانت برأيي على الشكل التالي : السيناريو صهيوني , الإخراج أمريكي , الإنتاج عربي عميل , الممثلون هم ممن كانوا تيتمون إلى الوطن وكانوا أبناءه من الذين قبعوا في أحضان الأعداء , وغسلت أدمغتهم وعقولهم , وعميت أبصارهم , واستصلت ضمائرهم وبيعت كرامتهم بثمن بخس , ومثلوا هذا الدور في فلم أسمه (( سأدمرك يا وطني )) وكل هذا بدافع الانتقام , وإغراء المال ..

إذاً هؤلاء الذين يسمون أنفسهم معارضة , ما هم إلا مرتزقة في أحضان أعداء الوطن , وما يقومون به العصابات في الداخل هم أزرعة هؤلاء المرتزقة , مهمتهم ودورهم القتل والتخريب وإثارة الفتن والفوضى في المجتمع لتدمير الوطن , بكل ما أوتوا من قوة وبكل ما يستطيعون من تخريب , وكل هذا من أجل المال فقط ..

ورغم كل هذه الأعمال والمشاهد الإجرامية التي أثرت في كل من يمتلك عقلاً وقلباً أنا متفاءل بأن المستقبل للوطن سورية سيكون أفضل , لأن المجتمع أدرك وفهم المؤامرة , وأن ما حصل هو دروس مستقاة , سيستفيد منها الوطن والمجتمع وسيصبحان أقوى وأوعى من ذي قبل , على مبدأ " رب ضارة نافعة " , وهذا ما لمسناه على أرض الواقع , إذ بدأ المجتمع بجميع أطيافه بالتماسك والتلاحم , لأنه أدرك أن مصير الجميع واحد , والمؤامرة على الجميع دون استثناء أحد من الجماعات أو الأطياف , واختتم بذكر قوله تعالى " وعسى تكرهوا شيئاً وهو خير لكم " وأنا على ثقة أن سورية ستكون بخير أكثر من قبل ..

س – محاولات بعض الدول وفي مقدمتها حلف الناتو لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي يدين سورية , ما هي الأهداف التي تقف وراء هذه المحاولات برأيك ؟؟

أنت بسؤالك تقول محاولات ,وفعلاً هي محاولات , وما هي إلا وسيلة من وسائل الإرهاب , لأنها باتت الورقة الأخيرة بيدهم , ويأملون وينتظرون معجزة من وراء ذلك , ربما تجدي نفعاً لهم , وتقدم سوريا لهم تنازلات وترضخ ولو نسبياً وتتراجع عن مواقفها ومبادئها ولو جزئياً , وهم يعلمون علم اليقين أن هذه الورقة محروقة سلفاً , ولم تجدي نفعاً لتحقيق مآربهم , لأن ما يسمى مجلس الأمن الدولي , أصبح مكشوفاً لدى الشعوب قاطبة وأنه مجلس (( إرهاب دولي )) ومنظمة حقوق الإنسان الدولية هي في حقيقة الأمر (( منظمة تلفيق التهم على الأوطان )) ..

وعودة مرة أخرى لسؤالك عن حلف الناتو , هو أذكى من أن يغامر ويقامر بمثل هكذا عمل دون فائدة , لأن دول حلف الناتو على مدى التاريخ يبحثون عن مصالحهم الخاصة , ولا يهمهم شأن الشعوب الأخرى ومستقبلها ومصيرها , فهم دائماً يبحثون عن الصيد الثمين الذي يحقق أهدافهم وطموحاتهم , وما حصل في العراق وليبيا هو لهم بمثابة الصيد الثمين , ومعروف أن هاتين الدولتين أغنى الدول في البترول والثروات الأخرى , إذاً هم كالصيادون , فالصيادون يعملون جاهدين لاصطياد الصيد الكبير والمفيد , الذي يؤكل , أما ما يحاولون القيام به ضد سورية ما هو إلا تهديد ووعيد , فارغين , يريدون من وراء ذلك التخويف , وكل ذلك بأوامر أسيادهم الأمريكان والصهاينة ..

أما سوريا بقيادتها وشعبها معاً , يدركون ويعلمون أن النمر الأمريكي الذي أخاف العالم , ينظرون إليه على أنه أصبح قطاً هزيلاً , لا يستطيع الدفاع عن نفسه ودول الغرب المتمثلة بحلف الناتو الذين يصورون أنفسهم نسوراً جارحة , هم في نظر السوريون طيوراً صغيرة , جائعة تبحث عن قوتها ليس إلا ..

وأخيراً أقول إن أمريكيا والغرب الصهيوني وصلوا إلى المرحلة الأخيرة في الصعود في نهاية القرن العشرين وبدؤوا بمرحلة الهبوط في بداية هذا القرن , وهذا أمر طبيعي , إذاً لا خوف منهم , فهم في مرحلة الهبوط ويبحثون عن الحفاظ على هيبتهم فقط , هذا رأيي وتحليلي لهذا الأمر ..

س – رأي الحزب في التعليمات التنفيذية لقانون الأحزاب , وهل ترونه مناسباً لرغبات وتطلعات الحياة السياسية في سورية ؟؟

رأيي في التعليمات التنفيذية هي جيدة وسهلة ومرنة , ومناسبة باعتقادي للجميع وحققت طموح ورغبات كافة الذين أسسوا أحزاب والذين سيؤسسوا في المستقبل ولم يترك ذرائع وحجج لأحد , ممن كان يمتعضون من الوضع السياسي في الوطن , ولكن أريد أن أنوه بأن جميعهم في مرحلة اختيار حقيقي , فسحت لهم الساحة لإثبات وجودهم , والتعبير عن وطنيتهم ومصداقيتهم , في أهدافهم وطروحاتهم الوطنية , وسيسقط كل حزب لا يستطيع إثبات وطنيته ومصداقيته أمام الدولة والمجتمع , ولن تقوم له قائمة بعد ذلك ..

لذلك أقول وأنصح نفسي أولاً وجميع الأحزاب الوطنية الأخرى وخاصة الجديدة أن تغير مفهومها القديم للأحزاب , على أنها من أجل مصالح ومكاسب , أو الدفاع عن مصالح جماعات أو فئات , وتجسد بالشعارات والخطابات , لأن الزمن تغيير والظروف تبدلت والشعب لن ينطلي عليه ما كان في السابق لأنه أصبح أكثر وعياً وإدراكاً للحياة , وأكثر فهماً للسياسة ..

إذا يجب علينا جميعاً نحن كأحزاب العمل بالمفهوم الجديد الذي يلبي رغبات وطموح المواطنون , أي أن تكون الأحزاب جميعها ذات أهداف ومناهج , وأن تكون الوسيلة للتنمية والتقدم الحضاري , ولتطبيق العدالة وإنصاف الفرد والمجتمع , وتأمين حقوقه وتوعيته بالالتزام بواجباته أمام الوطن والمجتمع , وكذلك قيادة المجتمع قيادة علمية ومنطقية , والبعد أو إلغاء التحيز لأي كان طائفياً كان أم مذهبياً أم عرقياً , والنظر إلى المجتمع وكذلك توعيته على أنه أسرة واحدة موحدة المستقبل والمصير واحد ..

ولندرك جميعاً أن الأحزاب هي فكر المجتمع ووسيلة تقدمه وطريق رقيه وازدهاره فلنكن قدوة صادقة بوطنيتنا , لتحتذي بنا الشباب والأجيال اللاحقة ونربيها على حب الوطن , كي يكملوا بناءه بناءً صحيحاً وقوياً ليحميهم , ويجارون ركب الحضارة والتقدم العالمي ..

س – حزمة الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وجملة المراسيم التي أصدرها السيد الرئيس بشار الأسد , والتي عملت الحكومة على متابعتها , , هل ترونها كافية ومناسبة لخصائص هذه المرحلة ؟؟

حزمة الإصلاحات التي أصدرها السيد الرئيس كانت قد فاقت التوقعات , وكانت مرضية لأغلبية الشعب , الذي يعي الظروف التي تمر فيها البلاد , والذي لم يطلب إلاَّ القليل منها , والذي يهمه بالدرجة الأولى الأمن والاستقرار .. والمؤمن بأن الإصلاحات قادمة , وواثق من تفعيلها , كثقته بالسيد الرئيس , الذي أعلن هو بنفسه منذ بداية توليه الحكم , الإصلاح ومحاربة الفساد , والتي كانت هاجسه الأول ليجعل قاعدة صلبة لتطور وازدهار الوطن ..

لذلك أجد أن الإصلاح قادم وبقوة وصدق , ولتفعيله بالشكل المطلوب والصحيح يجب علينا نحن أبناء الوطن قاطبة , وكل من موقعه , بدء إصلاح الذات والأنفس لنكون عوناً للإصلاح وتفعيله , لا أن نكون عبئاً , ومعرقلين له , لأن الإصلاح بحاجة إلى مواطنين صالحين , وصادقين في الانتماء للوطن , كما يطلب من الجميع عدم السكوت عن الخطأ الذي قد يصدر من أي كان , سواء كان من الشعب أو من الحكومة وموظفين المؤسسات والدوائر الحكومية , وخاصة أمور الرشوة والسرقات والهدر في الأموال العامة , هذا الأمر مسؤولية الجميع , مهمة الصالحين والوطنيين من الشعب والحكومة ..

أما الطرف الأخر الذي لم يرضى أو لم يقنع بالإصلاحات , ويعتبرها حبر على ورق , فهم بالأصل وبنظري هم عناصر الفساد , والإصلاح بالنسبة لهم يعني ضرراً لمصالحهم الشخصية التي اعتادوا عليها , وهذا ما لمسته من هذه الفئة خلال هذه الأزمة , إن جلهم مستفيدين وحالتهم جيدة وهم أول المتظاهرين والمطالبين بإسقاط النظام ..

وهذا المشهد المتنوع الذي ظهر في هذه الأزمة أنا برأيي فعلاً فرز الوطني الذي يحب وطنه بصدق , من الآخرين الذين يفضلون مصالحهم الشخصية على الوطن ومستقبل المجتمع , وللأمانة أقول أن أغلب المواطنين غير المستفيدين هم أشد حرصاً على الوطن , وهم ضد حتى التظاهرات التي تخرج بصفة السلمية , لأنها كانت سبباً بخروج المندسين المسلحين وانخراطهم ضمنها , وحولوها إلى شغب دامي أدى إلى القتل الكثير وسيل دماء أبناء الوطن من المواطنون والأمن والجيش ..

س – رؤية الحزب للحركات والثورات العربية التي تسهدها المنطقة العربية خلال العام الحالي ؟؟

أولاً أنا شخصياً ل أومن أن ما يحدث على الساحة العربية هي ثورات انطلقت للتعبير عن رغباتها من تلقاء نفسها , وإنما وهذا ما بات واضحاً أن ما يحدث هو حراك شعبي انطلق للعبير عن حاجاته اليومية , والبحث عن عمل يضمن كرامتهم , مستغلين هذه الفرصة الذهبية التي حدثت , والتي هي غايتها مؤامرة تشمل كافة الدول والدويلات العربية , لإيجاد فوضى خلاقة للتحول إلى فتنة دينية وطائفية وعرقية لتجزئة المجزأ وإضعاف الضعيف , ليبقى الكيان الصهيوني هو القوة المسيطرة والأكبر في المنطقة العربية , وتصبح هذه الدول والدويلات تحت وصياتها وسوقاً لتصريف بضائعها , تحمي بذلك المصالح الأمريكية والغرب المتصهين , للاستنزاف ثرواته الطبيعية , وخاصة البترول ..

أما , ما حدث في تونس ورغم أنها من ضمن المؤامرة فكنا مؤيدين لها لأسباب كثيرة ومنها كما علمنا من خلال سماعنا للوضع هناك , من فقر وحجز حريات سياسية وعقائدية وقمع وبطالة وديكتاتورية النظام , والحالة السلبية للنظام اتجاه قضايا الأمة العربية , وكانت ناجحة بالشكل الظاهري , ولا ندري إلى أين تصل بعد ذلك , ونأمل أن تتوصل أمور تونس وشعبها إلى مرحلة الاستقرار والأمان ..

أما الوضع في مصر فهو أشبه ما يكون للوضع في تونس , ولكن ما حدث في الدول الأخرى أنا برأيي ما هي إلا شكلاً من أشكال التقليد للثورتين التونسية والمصرية , وفاعليها مدفوعين بأسلوب التحريض لإسقاط الأنظمة وجعل هذه الدول تعيش في فوضى لمدة سنين لتصل بالنهاية إلى الفتنة والقتل وإضعاف تلك الدول , وانقسامها إلى دويلات صغيرة وضعيفة , لتنفيذ المخطط الاستعماري المعروف , ولكن الأشد وطأة كان ما حدث في ليبيا , حيث تحولت المظاهرات مباشرة إلى قتال مسلح , لأن الغاية من ذلك هي إسقاط الحكم من قبل أمريكيا ودول حلف الناتو ليتقاسموا البترول والثروات الليبية التي حرمهم منها (( معمر القذافي )) وهي في حقيقة الأمر هكذا مخطط لها بدافع الانتقام منه , ومن أجل الخلاص من حكمه نهائياً , وزرع قيادة جديدة تخدم مصالحهم أولاً وأخيراً , ولا غاية لهم سوى ذلك ..

س – الموقف التركي تجاه سورية , كيف يصفه الحزب ؟

الموقف التركي على مدى التاريخ مذبذب مع جميع الدول , وأنا شخصيا لا أثق بصداقته ولا بنظافته لسببين بسيطين السبب الأول أنا اعتبره نظام يحتل قسما كبيرا من أرض الوطن ( لواء اسكندرون ) و السبب الثاني له علاقات وثيقة بالكيان الصهيوني عدو العرب والمسلمين معا , اقتصاديا وسياسيا وعسكريا يعني لا يختلف كثيرا عن الكيان الصهيوني في مواقفه وأطماعه سوء انتماءه الديني ..

وأنا بتحليلي الشخصي أن موقفه الأخير تجاه سورية الذي انقلب 180 درجة عن مواقفه الظاهرية ,ما قبل أحداث الشغب التي حصلت في سورية ما هي إلا تعبير واضح عن مكنوناته الداخلية الاستعمارية , لذلك كانت سياسته كالواقف على التلة وينتظر نتيجة الأحداث وما تؤول إليها إن كانت لصالح الدولة السورية , فيمكن إعادة العلاقات , باعتذارات وتبريرات وإن اختلف المشهد فهي تأمل أن يكون لتركية حصة من الكعكة السورية لا قدر الله ذلك ..

كما أننا لا ننسى أن النظام التركي هو موجه من قبل أمريكا ومسيطر عليه من قبل اللوبي الصهيوني , والدليل قبوله بوجود قواعد عسكرية أمريكية على أرضه , كما أنه يطمح إلى الانضمام إلى الحلف الأوربي الذي يستجديه منذ عقود , إذا تركيا حريصة على مصالحها ضاربة عرض الحائط بكل الاعتبارات الأخرى الدينية وحق الجوار , مع الأخذ بعين الاعتبار أن موقف السلطة التركيبة لا يمثل الشعب التركي ,كما هو حال الشعوب الأخرى التي تعمل قيادتها عكس رغبات شعوبها , وبالنهاية أنا متأكد بأن تركية ستندم على موقفها تجاه سورية في داخلها وسيكون موقفا صعبا لا تحسد عليه ,وستلاقي انتقادات كثيرة في داخلها سواء من الشعب أم من الأحزاب الأخرى الذين لم يرضوا على هذه السياسة الفتية غير الناضجة ..

س – دول الخليج وموقفها من الأحداث في سورية, وأسباب هذا الموقف ؟

أعتقد أنه لا يوجد اثنان يختلفان على أن دول الخليج هي مستعمرة أمريكية , وهذا يعني أن قراراتها ومواقفها جميعها تأتي من أسيادهم الأمريكان ,ولا رأي لهم فيها ولا حول ولا قوة , وهم بمثابة الأبواق للسياسة الأمريكية اتجاه سورية والقضية الفلسطينية , وجميع القضايا العربية الأخرى هذا باختصار وكما يقال من الآخر .. ؟

س – موقف روسيا والصين من سورية خلال جلسات مجلس الأمن الدولي ؟

هاتين الدولتين لهما علاقات وثيقة مع سورية منذ عقود , تجارياً واقتصادياً وثقافياً , وهما على اطلاع مباشر على الحقائق التي تحدث , والعداء الواضح تجاهها من قبل أمريكا والغرب والصهيونية ,فهما على يقين أن ما يحصل في سورية إنما هو مؤامرة غادرة , وما يروج له من دعايات ما هي إلا أكاذيب وافتراءات مغرضة لتحقيق مصالح عدوانية لذلك وقفوا بجانب سورية لمؤازرتها لخروجها من هذه المحنة التي افتعلتها أمريكا وحلفاؤها وعملائهم , ولا أحد ينكر أيضاً أن لهما مصالح اقتصادية ومرتبطتين باتفاقيات كثيرة وكبيرة مع سورية , يعني وباختصار هناك مصالح وهذا أمر طبيعي كل دولة تدافع عن مصالحها ..

س – إدارة الأزمة في سورية وتحليلكم لها ؟

أنا أجد أن إدارة الأزمة كانت من بدايتها إلى هذا التاريخ جيدة قياساً لحجمها وتنوعها وأديرت بحكمة بالغة من قبل السلطات المعنية للإدارة التي حاولت التقليل من سفك الدماء وبأقل الخسائر على الرغم من أن الجهة الأخرى المأجورة استعملت أشد أنواع العنف وبشراسة , وما قامت به الدولة كانت بمطلب غالبية الشعب الذي لم يكن راضياً عما يحصل من قبل الطرف المأجور الإرهابي الذي انكشفت حقيقته لجميع الشعب , وبتحليلي أن المؤامرة باتت تجر أذيالها وتلفظ أنفاسها الخيرة وما هي إلا أسابيع وسنجد الأمور ستعود إلى الأفضل مما كانت عليه وسيحاسب كل من شارك في الجريمة ضد الوطن والشعب الآمن ..

س – كيف ينظر الحزب إلى مؤتمرات المعارضين في الخارج ؟؟

أولاً .. أنا لا أرى ولا أومن ولا أعترف بهؤلاء المعارضين , وإنما وبرأيي ما هم إلا عملاء مأجورين يؤدون دور الخيانة للوطن مقابل إرضاء الدول التي احتوتهم وتصرف عليهم , ليأتي هذا اليوم ليستعملوهم كأدوات لتخريب بلادهم , والدليل التصريحات الأخيرة التي بدأت بالتحريض على القتل والتخريب , والذي عزز وصفهم بالعملاء هي تلك الاعترافات من قبل أزرعتهم في الداخل ممن قبض عليهم بالجرم المشهود ..

وكذلك تلبية هؤلاء المتمردين في الخارج دعوة الصهيوني المعروف برنار ليفي إلى مؤتمره في باريس ,والأمر الأهم من ذلك كله تجد تاريخ ليفي إلى مؤتمره في باريس , والآمر الأهم من ذلك كله تجد تاريخ جل هؤلاء منهم الإجرامي ومنهم المختلس , أي أنهم جميعهم فارين من القضاء والأغرب من ذلك هم يستجدون بتدخل دول حلف الناتو , لتدمير البلاد والعباد ,على مبدأ الانتقام , ولا هدف لهم سوى ذلك , لأنهم يعلمون علم اليقين أنهم غير مرغوبين حتى من قبل أهاليهم , فكيف والوطن الذي خانوه وأرادوا له السوء ..

س – ما هي الخطوات الإصلاحية التي ترونها مناسبة لتكون داعمة لمسيرة الإصلاح ؟

الحقيقة توجد خطوات كثيرة ولكن الأهم برأيي هو حل مشكلة الشباب بالدرجة الأولى أي تأمين عمل لكل من هو عاطل عن العمل , وإيجاد حلول للسكن لهم عن طريق الدولة من خلال مشاريع سكنية بأقساط شهرية رمزية طويلة الأمد وهذا مطلب جميع الشباب والعائق الوحيد الذي يعانون منه , هذا أولاً أما ثانياً المشكلة التي يعاني منها الفلاحين والمزارعين وخاصة موضوع المياه والأسمدة ..

و إيجاد حل لهذا الأمر الهام لأن سورية كما تعلم هي دولة زراعية بالدرجة الأولى وهناك أمور كثيرة مثل إيجاد توازن بين دخل الفرد والإنفاق وإعادة النظر في الرواتب بطريقة علمية تضمن له حياة كريمة وخاصة الموظفين في قطاعات الدولة , وتحديد رواتبهم حسب واقعهم الأسري , أي تحديد رواتب لأفراد الأسرة كل حسب حاجته فهناك الرضيع وهناك المعاق وهناك الطلاب وهناك من يعيل أب أو أم ليس لديهم دخل , فكل هذا يشكل عبء على الموظف وهذا ما يضطر البعض إلى قبول أو المطالبة بالرشوة لتسيير أمور حياته وهناك أيضاً مطالب كثيرة أخرى ضرورية بحاجة إلى بحث واسع لا يتسع له هذا اللقاء ..

بواسطة
حاوره : علاء الدين حمامي – أحمد دهان
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. شكرا للاستاذ عمر قاسم على هذا الوصف والرؤية والتحليل الدقيق , فيما يحاك من مؤامرة شرسة وحقيرة على الأمة العربية وخصوصا ما يحاك ضد سورية عاصمة الأمة العربية , صاحبة القرار الحر الوحيد في المنطقة العربية, التي أزعجت وأربكت كل المتآمرين من عرب وغرب وأمريكان وصهاينة

  2. هناك الكثير من الشخصيات الوطنية الغيورة على الوطن و مصلحة المواطن السوري والتي كان لادارة مجلتكم الرائعة الدور الهام في محاورتهم و الاستفادة من تحليلهم لواقع المؤامرة الشرسة التي تتعرض لها قلعة الصمود و التصدي ( سورية ) هذه المؤامرة التي فشلت بفضل وعي شعبنا و التلاحم الوطني بين كافة أطياف و شرائح المجتمع .حيث أننا استطعنا أن نبرهن للعالم بأسره أن شبابنا السوري لديه من الوعي السياسي و الاجتماعي الشىء الكثير و بأننا لسنا بحاجة لتدخل من يدعون الديمقراطية في شؤننا الداخلية مطلقاً , و اننا سوف نصنع الديمقراطية الحقيقية و نصدرها لهم لكم يتعلموا منا معنى الديمقراطية الحقيقية .

زر الذهاب إلى الأعلى