تحقيقات

ورشات تدريبية لإعداد مدربين شباب لنشر الوعي ومكافحة مرض السل

في إطار التعاون بين منظمة اتحاد شبيبة الثورة و برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لمكافحة مرض السل أقيم في حلب عدد من الورشات العلمية لإعداد مدربين شباب للتوعية و نشر الوعي الصحي حول هذا المرض
 وشملت تلك الورشات أكثر من خمسين شابا و شابة من مختلف روابط فرع شبيبة حلب …. وقد تناولت تلك الورشات عددا من المحاضرات التثقيفية حول مرض السل ذات طابع علمي طبي و محاضرات أخرى تحدثت عن كيفية التعامل و التواصل مع المرضى أو المتلقين في مجال نشر الوعي الصحي .

فرصة للتواصل و الحوار بين الشباب و مرضى السل 

عن الدورة و ما تضمنته من أعمال و التعاون بين الشبيبة و وزارة الصحة و برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لمكافحة السل تحدث لنا السيد عبد القادر شاكردي عضو قيادة فرع الشبيبة بحلب رئيس مكتب الأنشطة التربوية و الرياضية : تأتي هذه الورشات في سبيل تعزيز الوعي الصحي بين جيل الشباب و نشر الأفكار السليمة البعيدة عن خرافات العوام بالإضافة إلى دورها في خلق حالة من التواصل الاجتماعي بين الشباب و بين المصابين بهذا المرض لتقريبهم من المجتمع و إحساسهم بأنهم ليسوا أصحاب نقص أو علة و إنما هو مرض أصيبوا به لفترة معينة و سيشفون منه عما قريب وهذا يؤدي إلى إشعار الشباب بأن لهم دور في هذا المجتمع و بأهمية التعاون فيما بينهم في سبيل التأكيد على نشر ثقافة الوعي الصحي من الأمراض السارية و المعدية …. 

القيمة العلمية و المعلومات الطبية 

و عن الجانب الطبي الذي تلقاه المشاركين تحدث لنا الدكتور أحمد توما مدير البرنامج الوطني لمكافحة السل في مديرية الصحة بحلب فقال: إن أهمية إقامة مثل هذه الدورات في محافظة حلب تأتي من خطورة ترتيب حلب بين المحافظات السورية على سلم عدد الإصابات بالمرض كونها تضم ما يقارب ثلث الإصابات في سوريا و لكن بالوقت نفسه يوجد في حلب مركز لمكافحة المرض يعد الأكبر و الأكثر تطورا في القطر العربي السوري و عن علاقات التعاون التي أقامتها وزارة الصحة ببرنامجها الوطني لمكافحة السل مع المنظمات الشعبية بالإضافة إلى البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة فإن التعاون مع منظمة الشبيبة كان الأنجح و الأكثر ثمرا كونه يعتمد على طاقات الشباب و على روح الشباب و هذا يحقق الكثير من المرونة في سبيل نشر الوعي الصحي حول التوعية من مخاطر هذا المرض و سبل الوقاية و العلاج … و قد أكدت من خلال المحاضرة التي ألقيتها على أن المرض صحيح أنه خطير من حيث عدد الإصابات في العالم و التي تبلغ ثلث عدد سكان العالم و يوجد سنويا ما لا يقل عن 10 ملايين وفاة معظمها في البلدان النامية و لكن يجب الاعتقاد تماما أن المرض قابل للشفاء إذا ما تم اتباع سبل العلاج السليم و تناول الأدوية المحددة المعتمدة عالميا … و بالنسبة لوضع المرضى في سوريا فإن مريض السل يحظى بأفضل أنواع الرعاية الصحية عالميا من حيث تقديم العلاج و الدواء و الرعاية النفسية للمريض و نشر الوعي في محيط المريض من الأسرة و الجيران و الزملاء في العمل حيث انخفض عدد المصابين إلى أقل من النصف خلال العشر سنوات الماضية خلال وقت أقل من المحدد لنا من قبل الأمم المتحدة ..

طرق التدريب و مهارات التواصل 

و لضمان وصول التوعية الطبية الصحيحة للمتلقي من قبل الشباب إلى محيطهم فقد تضمنت الورشات محاضرات عن طرق التدريب للأستاذ غازي بكور المنسق بين منظمة اتحاد شبيبة الثورة و بين المنظمات الدولية الذي أكد على أن الفكرة الصحيحة و المعلومة المفيدة لا تصل إلا إذا اتبعت الطريقة الصحيحة و المناسبة في إيصالها و تحدث في عرضه عن أنواع و طرق التدريب من محاضرات و مداخلات موجزة و جلسات مناقشة عامة وتوزيع المواد و المستندات و المنشورات و العصف الذهني و التمارين العملية وصولا إلى دراسة الحالات و حتى اتباع أدوار …. لافتا إلى استخدام الطريقة المناسبة من هذه الطرق مع الشريحة العمرية المناسبة أو الفئة الثقافية المعينة إضافة إلى مراعاة أن تكون المادة المقدمة سلسة و ملبية للهدف و أضاف: لقد أكدت في المحاضرة التي ألقيتها على أن يكون الشباب المتدربون و هم في المستقبل سيكونون المدربين مرنين في التعامل مع المرضى و عدم الحساسية منهم كونهم أصيبوا بهذا المرض و التأكيد على عدم الاستعلاء عليهم و الانتباه إلى نقل المعلومة الصحيحة بالأسلوب الرشيق و المرن مبتعدين عن عدم تقديم المعلومة إذا لم يكونوا متأكدين منها … 

مع المشاركين .. 

الشباب مجد الدين أمينو وفرهاد جعفر ومحمد حميدان توجهوا بالشكر إلى قيادة المنظمة على هذه الورشات وأعربوا عن مدى استفادتهم من مثل هذه الفعاليات التي تقيمها المنظمة بشكلها الدوري المتمثل في نشر الوعي الصحي المبني على أسس علمية بالإضافة إلى كونها وسيلة للاحتكاك بمختلف فئات المجتمع و عدم تهميش أي فئة اجتماعيا و تمنوا أن تنفذ المنظمة دورات وورشات على صعيد أكبر من حيث الفترة الزمنية و العلمية كإقامة مخيم صيفي لأيام معدودة لتكون الاستفادة أعم و أكبر و ملبية لطموحهم في التعلم الشمولي ..

أما الشابات نسرين محمد وهديل زراب وغادة غاوي فقد أكدن على أن الدورة قدمت لهن الكثير من المعلومات حول هذا المرض و طرق علاجه و كيفية العدوى به و سبل الوقاية منه و تمنين أن تقيم المنظمة العديد من الدورات الأخرى المشابهة لهذه الدورة عن الأمراض السارية الأخرى و لفتن إلى أن قصر مدة الدورة زمنيا كان أحد الانتقادات التي وجهنها بمحبة إلى الجهة المنفذة والمشرفة على سير أعمال الدورة راجين أن يتم تلافيها في المرات المقبلة على أن تكون الدورات و الورشات المقبلة تتضمن محاضرات موسعة تقدم فيها المعلومات بشكل أكبر و علمي أكثر ..

و قد أكد كل من الشباب عبد الكريم مصطفى و محمد أبو خشبة و عبد الرحمن حموي و حسن قبان علي وقاسم العبد الله شرعوط على مدى الاستفادة و العناية التي قدمت إليهم في هذه الدورة من قبل قيادة فرع الشبيبة بحلب و من قبل المحاضرين الأكفاء الذين قدموا لهم خلاصة سنوات من الدراسة و التعب و الجهد المضني خلال ساعات قليلة ستكون كفيلة بأن يمارسوا من خلالها الوعي و الإرشاد الصحي و التوعية حول مرض السل في محيطهم الذي يشمل البيت و العائلة و الأصدقاء و الزملاء في الدراسة و العمل متمنين أيضا أن تكون مثل هذه الفعاليات ذات فترة زمنية أطول نسبيا من الفترة التي أقيمت بها هذه الورشة ..

يذكر أن منظمة اتحاد شبيبة الثورة و برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووزارة الصحة تقيم العديد من الدورات في هذا المجال منذ عدة سنوات بهدف نشر الوعي و تعزيز دور الشباب في المجتمع بما يلائم احتياجات المجتمع و مهارات الشباب

بواسطة
محمد دحدوح
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى