أخبار الرياضة

حقوق البث التلفزيوني الحصري حولت الرياضة إلى تجارة

بحجة الحاجة إلى دخل إضافي والقيام بتغطية إعلامية أفضل تقوم معظم اتحادات كرة القدم العالمية ببيع حقوق بث حصرية لبعض القنوات مقابل مبالغ مالية ضخمة ..

وهذا البيع الحصري يجعل من مشاهدة بطولات كأس العالم وكأس أمم أوروبا وغيرها … الخ , حكراً للذين يستطيعون دفع أسعار الكامات مما يحرم طبقة كبيرة من المجتمع من مشاهدة مباريات هذه البطولات ..

الأمر الذي رفضته بعض اتحادات كرة القدم كالاتحاد الألماني الذي يمنع احتكار مباريات البطولات الألمانية وتشفيرها , مبرراً الأمر بأن كرة القدم لا تفرق بين الناس لأن الفقير والغني لديهم الحق بمشاهدة المباريات ..

لكن العديد من القنوات ذات الميزانيات الهائلة – الممولة من قبل حكومات أو رجال أعمال على مستوى عالي – قامت باحتكار العديد من البطولات على نطاق إقليمي واسع كــ ( فوكس ) بالأمريكيتين و( سكاي سبورت ) بأوروبا و( الجزيرة الرياضية ) في الوطن العربي , مما همش دور باقي المحطات التي لا تستطيع منافسة تلك القنوات بسبب فارق الإمكانيات المادية و التي أصبحت تكتفي ببث دورياتها المحلية ..

ولطالما شكلت مسألة النقل التلفزيوني جدلاً واسعاً في إسبانيا حيث أن هنالك بعض الأندية التي تريد رفع مداخيلها عن طريق تشفير مبارياتها الأمر الذي قوبل بالرفض من قبل الاتحاد الإسباني فقررت بعض الأندية إقامة إضراب من أجل تنفيذ مطلبها وكادت أن تأجل إحدى جولات الدوري بسبب الإضراب , لكن سرعان ما توصلوا لتسوية ..

ودلت إحصائيات عام 2002 قبل أن يتم تشفير مباريات كأس العالم أن الازدحام المروري أثناء المباريات يكون شبه معدوم , أما بعد التشفير عام 2006 فقد زادت حركة المرور مما يدل على الشغف الكبير وانجذاب فئة كبيرة من المجتمع وأن التشفير قد يمنعنا من متابعة شغفنا ..

و لكن ما موقف المتابع السوري من هذا التشفير؟

بالطبع هنالك حالة عامة من عدم الرضا بسبب ارتفاع أسعار الكامات وحادثة التشويش التي حدثت خلال مونديال جنوب أفريقيا حيث تم التشويش على القناة الناقلة من قبل جهة غير معروفة لأسباب لا يعرفها المشاهد واكتفاء القناة بتقديم اعتذار دون القيام بأية تعويضات للمتضررين فبعد قيام الناس بالاشتراك بالقنوات مقابل مبالغ مالية ليست بقليلة يحرمون من مشاهدة بعض المباريات , فما ذنب المشاهد العربي ؟

أما عن رأي الشارع السوري فقد استطلعنا الآراء التالية ..

الشاب محسن محمد : إن ارتفاع أسعار الكامات جعل الشباب يستعملون أقمار غير عربية تحمل مواد لا تتناسب مع تربيتهم وأخلاقياتهم ..

وفي رأيٍ آخر قال محمد ادلبي : إن مسألة التشفير خلقت نوعاً من القرصنة على الكامات عبر استعمال أجهزة تقوم بفك التشفير أو عن طريق الإنترنت مما قد يعرض الشاب للمسائلة القانونية ..

وعلى صعيد مغاير قال الشاب محمود بركات : إن هذه الحقوق الحصرية تجبر القنوات الناقلة على تقديم خدمات أقوى كنقل المباريات بالتصوير فائق الدقة والثلاثي الأبعاد وتقديم محللين على مستوى عالمي ..

محمد جبريني كان رأيه وسطياً عندما قال : الميزات التي تقدمها القنوات المشفرة قد لا تستطيع قناة أخرى تقديمها لكن لدي تحفظ على أسعار الكامات وأعتقد أنه إذا كان بإمكاني تحديد البطولات التي أريد متابعتها والاشتراك بها هذا سيخفض من الأسعار وسيكون الحل الأمثل ..

وهنا يتسائل البعض لماذا كل هذا الدفاع عن مشاهدة مباريات كرة القدم ؟

بالطبع لأنها دخلت جميع المجالات والميادين , فكرة القدم تجاوزت مرحلة الرياضة فقط لأنها أصبحت أكثر رواجاً وعالمية فقد أصبحت مجالاً هاماً في التسويق والإنتاج , وصارت الشغل الشاغل للعديد من اللاعبين والمشاهدين والمنتجين والمصنعين , وهنالك نقطة أخرى تصب في فوائد كرة القدم , وهي توحيد الناس من كل الأعراق والأجناس والأعمار وجمعهم تحت عنوان واحد هو الرياضة الأمر الذي جعل العديد من الحكومات أن تزيد من رعاية هذه اللعبة وبالإضافة لذلك أنها أصبحت دخلاً كبيراً للعديد من الدول أمثال إسبانيا وإيطاليا وإنكلترا غيرها ..

بواسطة
عبد الله وزاز
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى