صدى الناس

مدينة حلب مظلمة ليلاً ..؟؟!

تكاد المصابيح تتعطل كاملة في بعض الشوارع وتصل في أخرى إلى 70 بالمئة دون تمييز بين الأحياء الفقيرة والراقية ..

يندبون أهالي مدينة حلب حظهم من شوارعهم المظلمة بفعل تعطل مصابيح الإنارة وقلة الصيانة التي تستوجب موازنة مضاعفة غير متوافرة تقتضي «الاستدانة» من موازنة العام القادم، ما يجعلهم يقضون شهر رمضان أثناء خروجهم من المنازل على ضوء السيارات والمحال التجارية ..

وتكاد المصابيح تتعطل كاملة في بعض الشوارع وتصل في أخرى إلى 70 بالمئة دون تمييز بين الأحياء الفقيرة والراقية إلا أن الاعتمادات المالية المخصصة لأعمال الإنارة من مجلس المدينة والبالغة 92 مليون ليرة سورية سنوياً يصرف معظمها في الأحياء الراقية، على الرغم من أنها صرفت لغاية حزيران ما وضع المجلس أمام خيار الاعتماد على موازنة العام القادم لتأهيل الشبكة وتنفيذ العقود مع السورية للشبكات.

وصل البلّ إلى ذقن منصفات الطرق الدولية المؤدية إلى دمشق وتركيا والمنطقة الشرقية ليلحظ المسافر مدى خفض استهلاك الطاقة على أعمدة الإنارة المعطلة مصابيحها والبالغ عدد المركّب منها 350 ألف جهاز إنارة، ويبلغ استهلاك الإنارة العامة 8 ملايين ليرة في الدورة الواحدة بواقع 4 ميغاوات وهو رقم صغير مقارنة بمدينة كبيرة مثل حلب يصل عدد سكانها إلى 3 ملايين نسمة وتستهلك 1000 ميغاوات.
 
إذاً، لا يمكن صيانة أي شبكة راهناً على الرغم من الوضع المزري الذي وصلت إليه الأعمدة المعدنية القديمة التي عمرها 30 عاماً وكلفة الواحد منها مع جهاز الإنارة 100 ألف ليرة وراحت الأجزاء السفلية منها تتآكل نتيجة للصدأ وقطع تقليم الأشجار والأحوال الجوية أسلاكها الكهربائية العلوية. 

ولا تنجو شبكة الإنارة من التعديات عليها بسبب سرقة الكهرباء من أعمدتها في الساحات العامة للأسواق وعلى المحلقات حيث يكثر «الإكسبرس» وبائعو البطيخ، الأمر الذي قاد إلى سرقة نحو 150 عداداً من أصل 1800 عداد متصل مع الشبكة مع أنها محمية داخل خزائن معدنية يجري كسرها أسفل العمود وسرقة الباب المعدني لتنكشف الأسلاك على العراء ويسهل استجرار الطاقة منها بشكل غير مشروع. وثمة توصيات باستخدام أعمدة كهربائية مصنوعة من الـ«فيبر كلاس» عوضاً عن المعدن والتأكيد على شركات الإعلان بالتنسيق مع شعبة الإنارة في مجلس المدينة لتغذية لوحاتها الإعلانية بطريقة غير مشوهة للمشهد العام إلا أن الشبكات الأرضية المتآكلة بحاجة إلى جهد استثنائي لصيانتها واستبدال الأعمدة الكهربائية التي أكل الزمان عليها وشرب ..

بواسطة
حسان عبد اللطيف اسماعيل
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى