شباب وتعليم

خلال كلمته باختتام المخيم الوطني الخامس للكشاف الدكتور الراشد يؤكد على حالة التميز التي يعكسها شباب سورية

المشاركون في المخيم الوطني الكشفي الخامس : اكتسبنا مهارات جديدة .. وتعلمنا الصبر .. وحب العمل وأصبحنا أكثر قدرة في التكيف مع الظروف الصعبة .. والأجمل هو علم بلادي الذي ارتفع في سماء المخيم ..

عندما تكون في مخيم الشهيد باسل الأسد للتأهيل الوطني بكفر جوم في محافظة حلب وتدهشك حركة لعمل التي تبدأ مع الخيوط الأولى من الصباح ولا تهدأ إلا لساعات الليل المتأخرة .. وتلمح خلالها حشد من القامات الفنية وقد أسبغت الشمس على أسحناتها ألواناً تخبرك أنك في مكان لا وجود فيه إلا للعمل فهذا يعني أنك في المخيم الوطني لكشاف سورية في دورته الخامسة .. 

(143) شاباً وشابة جاءوا من المفوضيات الكشفية لجميع محافظات القطر والحصيلة أسبوع حامل بالأنشطة .. والتفاصيل في السطور القادمة .. 

البداية التعاون أساس النجاح

حبال الخيمة كانت قاسية على بعض الأيدي الصغيرة .. فلم تتمكن من إنجاز المهمة .. لا بأس فالحل جاهز .. اتحدت جميع الأيدي (( ففي الاتحاد قوة )) … وقت قصير وأنجزت المهمة وأصبحت الخيمة جاهزة … تلتها ثانية .. وثالثة… حتى امتلآ المخيم بخيم تتجمع لكل المشاركين .. 

صبا تركاوي وآية جر علي تلميذتان في الصف السابع من محافظة حماه عبرتا بكثير من الفرح عن مشاركتهما بالمخيم .. 

فوصفت صبا اللحظات الأولى من وصولها للمخيم ووقوفها باستعداد أثناء رفع العلم لإعلان بدء المخيم باللحظات الرائعة التي لا يمكن أن تنساها أبداً قائلة " الموسيقى التي رافقت صعود العلم إلى السماء جعلتني أشعر ( بأحلى شيء في الدنيا ) " حسب تعبير صبا … وتابعت الحديث زميلتها آية قائلة " كلنا شعرنا بالاعتزاز عندما بدأ يرفرف علمنا في الفضاء وهذا ما جعلني أحب المكان من اللحظة من الأولى وأحب كل شيء معه " .. 

وتواصلت أيام المخيم

وتحدث خالد إبراهيم من الحسكة عن مشاركته بالمخيم بكثير من الخصوصية قائلاً ..

" أعترف في بداية قدومي للمخيم أنني كنت ( غليظاً ) وأعترض على كل شيء وأجد صعوبة في التأقلم مع الأشياء الجديدة التي تختلف عن الأشياء التي اعتدت ممارستها في البيت , ولكن بعد مرور يومين أصبح عندي أصدقاء من جميع المحافظات وبدأت أتقبل النظام الموجود هنا حتى اعتدت عليه , والآن أتمنى لو تطول مدة أيام المخيم أكثر .. 

حمزة الجاسم من دير الزور وصف أجواء المخيم بعبارة ( غير شكل ) وتابع ..

تعلمنا أشياء كثيرة كنا لا نعرف عنها شيئاً , كيف نتعامل مع المحيط ونتأقلم مع الظروف , كيف نهيأ أنفسنا للتفاعل مع الآخرين , وكيف نكون ايجابيين في حياتنا ..؟ 

أفضل ما نال الإعجاب عند زينب الحلو في المخيم هي المسابقات .. تقول زينب ..

" مع المسابقات كنت أنسى تعبي طوال اليوم والحر الشديد وحرارة الشمس التي ترافقنا بعض الأحيان .. أنا شخصياً أحب المسابقات أكثر من أي شيء وخاصة عندما أحقق فيها مركزاً متقدماً " .. 

تعلمت تقديم المساعدة

وسام القاسم من حمص أكد بأنه تعلم أشياء كثيرة في المخيم أهمها الإنصات إلى الآخرين , وأضاف قائلاً ..

" أنا مزاجي وعصبي بعض الشيء وهنا تعلمت كيف استطيع تمرين نفسي على ضبط انفعالاتي , وكيف أقدم المساعدة لمن يحتاجها بشكل تعود عليه بالفائدة ولا تشعره بالحرج أمام الآخرين " .. 

وتتابع سلمى الحلو من حمص الحديث قائلة " في المخيم قمنا برحلات متنوعة منها العلمي , ومنها الترفيهي , وبعضها رحلات خليوية .. ما يميز هذا النشاط إننا تعلمنا كيف نترك في كل رحلة أثراً ايجابياً في المكان الذي نذهب إليه .. رحلاتنا لم تكن لمجرد الاستكشاف والمعرفة والمتعة فقط , بل كنا ننظف المكان الذي نذهب إليه ونعود لنقدم تصورا كيف يمكن أن نقيم في ذلك المكان نشاطاً في المستقبل يمكن أن يعود علينا وعلى الآخرين بالفائدة .. 

أسرة واحدة

نورشان وسارة الخطيب شقيقتان من حماة .. تقول سارة ..

" منذ اللحظة الأولى من المخيم ابتعدنا أنا وسارة عن بعضنا , لا لخلاف بيننا .. ولكن لتتعرف كل واحدة منا على أصدقاء آخرين .. وتتابع نورشان .. تعرفت على زينب بسبب مرضها في اليوم الأول من قدومنا إلى المخيم .. فسهر الجميع في تلك الليلة حولها حتى تماثلت للشفاء .. الكشاف علمنا المحبة والتعاون .. وأن نكون أسرة واحدة مهما كان عددنا .. وهو شيء أحببته " ..

تنظيم عريق

ووجه إبراهيم عليان وهو طالب سنة أولى حقوق من الحسكة الشكر لمنظمة اتحاد شبيبة الثورة لتبينيها مسألة إعادة الحركة الكشفية في سورية ..
وتابع " الكشاف حركة لها تاريخها .. وأعرف عن الكشاف من والدي أنهم شاركوا بالحرب العالمية الثانية فكانوا ينقلون الذخيرة للمحاربين ونجحوا في ذلك لأنهم كانوا فتية وهذا الأمر أبعدهم عن الشك وبالتالي عن التفتيش " .. 

تعلمنا مفردات جديدة

والنار تؤدي رسالة وقد تعطي إشارة – هذا ما يؤكده منار العوض .. ويضيف

" تعلمنا هنا كيف نستخدم شعلة النار في تقديم رسالة معينة لفريق يبعد عنا .. وكيف نستعمل الأدوات المتاحة أمامنا لنصنع منها شيئاً ينقذنا وقت الشدة .. كل ما تلقيناه كان مفيداً وممتعاً في الوقت نفسه " ..

التنمية البشرية

وتصف إيناس شحود من اللاذقية مشاركتها في المخيم بأنها أكثر من مفيدة قائلة ..

" من خلال مشاركتي تعلمت كي يستطيع الإنسان ضبط أعصابه , علمونا أشياء هامة خاصة بالبرمجة اللغوية العصبية , كيف نواجه أفعالنا ونستثمر طاقتنا في شيء مفيد , والأهم أننا جميعاً متدربين وقادة كنا يداً واحدة " .. 

مشاركة لليونيسيف

السيد محمد قنواتي مدير مكتب اليونيسيف بدمشق وصف شباب سورية بأنهم شباب يمتلكون ذهنية منفتحة ويحبون التعلم والانفتاح على الآخرين .. وهذا هو الشيء الذي دفع مكتب اليونيسيف بدمشق بالتعاون مع الشبيبة لوضع برامج للشباب من خلال الشبيبة أو الكشاف .. 

وأضاف " نحن نهيئ كوادر في مجال التنمية البشرية عبر فرق التدريب التي ندربها ثم نوجهها للمشاركة ببرامج المنظمة أو الكشاف لتؤدي رسالتها الإرشادية خاصة في مجال علاقة الإنسان مع ذاته ومحيطه وتفاعله بشكل إيجابي في مختلف مجالات حياته " .. 

برامج شاملة

السيد إلياس شحود رئيس اللجنة التنفيذية لكشاف سورية واكب فعاليات المخيم خطوة بخطوة عبر تواجده الدائم مع المشاركين .. حيث يشير إلى بعض النقاط في المخيم قائلاً .. 

" شارك في المخيم ( 143 ) شاباً وشابة وهم من شرائح عمرية مختلفة ( الأشبال – الفتيان – الكشاف المتقدم – وبعض السواعد ) , برنامج المخيم يراعي التباين في الشرائح العمرية لذلك يختلف في تفاصيل أنشطته بحسب الشريحة التي ستتلقى النشاط وبأسلوب يلبي حاجات الجميع ..

وبالمجمل أنشطة المخيم كانت متنوعة بعضها ذو طابع ترفيهي .. والآخر خدمي وهناك أنشطة في مجال أعمال البيئة وأعمال الريادة والتعامل مع الطبيعة , إضافة إلى البرامج التثقيفية ورعاية المواهب , والإرشاد و إدارة الوقت .. 

والمخيم هو ثمرة تعاون بين الكشاف والشبيبة إضافة إلى مشاركة مكتب اليونيسيف بدمشق ببعض البرامج , والتجاوب كان رائعاً وأشكر هنا جميع الهيئات والمؤسسات المعنية في محافظة حلب التي عملت مع الشبيبة لتأمين مستلزمات إقامة المخيم ونجاحه " .. 

ولقاء للدكتور رئيس اتحاد شبيبة الثورة

اتسم لقاء الدكتور صالح الراشد رئيس اتحاد شبيبة الثورة بطابع خاص حيث ابتعد عن صيغ البروتوكول الرسمي ليكون حديثاً شبابياً بامتياز أثنى خلاله رئيس الاتحاد على قوة التحمل التي يبديها شباب الوطن رغم ظروف الحر الشديد .. والنشاط الذي يترجمونه بتلك الحشود الكبيرة في مواقع العمل خلال الصيف الحالي سواء في منظمة الشبيبة أو المخيمات الكشفية .. 

وتابع " هذا النشاط الذي يترجم أهلية متميزة في جوانبها ومفرداتها في مجال الأولمبياد العلمي والمعلوماتية .. البيئة ..الفنون .. العمل التطوعي وفي مجال التواصل مع الشباب العربي والشباب في العالم من خلال الوفود التي تأتي لسورية " .. 

وثمن الدكتور رئيس الاتحاد حالة التميز التي يعكسها شباب سورية , مؤكداً أن هذا التميز يشكل المحور الذي تتبلور حوله عملية إطلاق مشاريع أكثر نوعية وشمولية في حياة المنظمة والكشاف لتكون تلك المشاريع حاضنة حقيقية , وأكثر قدرة على فرز حالات التميز الكامنة التي يختزنها شباب سورية وتفعيلها في السياق الوطني العام .. 

إعداد : أحمد دهان / رئيس التحرير
تقرير : فاتن اليوسف 
تصوير : طارق بصمه جي
المصدر : زهرة سورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى