صدى الناس

نفحة من تراثنا الشعبي .. الربابة…قلوبٌ تخفق شجناً

لا تعتذر مال الهجر لك تبرير … وصدك بليا ذنب والله ظليمة
 
ماصارلي بلياك ياخي تصوير … تجددت كل الجروح السليمة

أبيات من القصيد لطالما غنت وأجهشت صدور مستمعيها بالبكاء ولكن لم تغنى على المحطات الفضائية ولا على المسرح ولا في الإذاعة ولم يحظى صاحبها بمقابلة تلفزيونية .. أو صحفية , ولكن غنت وألقيت في البادية وفي ربعات ومجالس بيت الشعر ..

من المؤكد أن فنوننا الشعبية لم تنبع من فراغ ، شأنها شأن فنون العالم كله ، فكانت صوت الأجداد الذي وصلنا صداه ، عابراً للبادية معبّراً عن بيئتهم وأحوالهم في كل المجالات والمناسبات ومحاكيا وجدانهم ومعبراً عن مايدور بخواطرهم لأن أهل البادية يترجمون مايجري معهم من أحداث ومناسبات وماتفيض به الطبيعة من نعم وماتجلبه من قسوة وقحط ومحل كل ذلك يترجم بجلساتهم وسهراتهم بواسطة الربابة وبيت القصيد وعلى الرغم من أنه وصلنا الكثير من فنون الأجداد الذي تمّ حفظه وتوثيقه، لكن ثمة قصائد وألحاناً وأغاني لا يُعرَف مبدعها الحقيقي، ربما لأنها كانت تقدّم بتكرار تلقائي عبر الأجيال المتعاقبة ، أو لعدم تمكن الرواة من معرفة قائلها أو مبدعهاولعدم وجود وسائل إعلام متطورة كما هو الحال في عصرنا. لذا فإن معظم ما نراه ونسمعه من موروثات شعبية غنائية وموسيقية ، يعود الفضل للفنان الشعبي في شيوعها وإيصالها إلينا لدوام استمرارها ، سواء كان هذا الفنان قديماً مجهولاً لنا أو معاصراً يشارك في نقل وتطوير الموروث الشعبي .. 

وخلال الطفرة الفنية في العقدين الماضيين وتطور الآلات الموسيقية اليدوية والكهربائية لم يُهمّش فن العزف على الربابة الذي عرفته البادية منذ مئات السنين،ولازال هناك بعض الفنانين الشعبيين الذين مازالوا يحافظون على الموروث الشعبي , وللتحدث عن هذا الموروث التقت "زهرة سوريا "عازف الربابة الفنان "محمود عبدا لكريم " والذي حدثّنا قائلاً ..

الربابة آلة موسيقية عربية تعتبر من أقدم الآلات الوترية يتم العزف عليها بواسطة القوس ,ومنها اقتبست الربابة الأوربية في العصور الوسطى وبالتالي اقتبس عنها الكمان أو الكمنجة. وتتألف الربابة من الأجزاء التالية ..

– القوس : مصنوع من الزان أو عود الطرفا ووتره مصنوع من شعر ذيل الحصان
– الرقبة : مصنوعة من خشب الزان
– الخابور : يقوم بعملية وزن الوتر وهو مصنوع من الزان
– الإطار : مصنوع من الزان والجلد ( جلد الذئب أو الماعز)
– الغزال : قطعة خشبية صغيرة يستند إليها الوتر
– الوتر : مصنوع من شعر ذيل الحصان
وسألنا الفنان محمود عبد الكريم عن الألوان التي تغنى وتعزف على الربابة فأجاب قائلاً ..

• العتابة : مثل ..
نغا طير الحمام وصاح بلين … شوارب سود جوا اللحد بلين
بالله ياحفار اللحد وأيديك بلين … حاجة تهيل عالغالي التراب

• النايل ومثالاً على ذلك ..
ويا نسيم الهوا سلامكم جاني … تسعر ولا تنطفي نيران خلاني

• السويحلي مثال ..
بس أربع بيوت جيران أهل شوكي … مانكدر أنفوت والناس ظنانة

• القصيد : مثل ..
كالت بدو واسم البدو كيف نمحي … ونحمي البداوة كلها من وطنا
كالت بدو واصلنا ونفتخر بي … ثم الصحاري والروابي سكنا

وسألنا السيد محمود عبد الكريم هل هناك ألوان غنائية غُنت على الربابة ..

نعم هناك عدة ألوان وهي ..

• المولية ومثال على ذلك ..
وتكول ماتظني وتكول ماتظني … والبطن مثل الغزال وابيض من القطن
والله وان جابت ولد للفلفا بحظني … واشنشلا بالذهب لوجابت أبنية

• الميمر مثل ..
أبو الخديد الوردتين اللالا … ياذهب يامشغول مابك لولا
كلتلها روحي وياي كالت لالا … نفسك دنية وزاد طبعي اكشر

*اليغبوني مثال ..
عاليغبوني اليغبوني ولد ياغبين … أهلي واهلك بالحارة جيران اثنين
وسألنا السيد عبد الكريم هل هناك مقاطع تعزف على الربابة في اوقات الحزن

أجاب بنعم هناك بعض الألوان وهي على الشكل التالي ..
*النعيوة : ياعيد لاتكرب عالعتاب ترى العيد واهل العيد غياب
الهديوة : وتغنى للاطفال الصغار اثناء هزهم بالسرير
جيت للدار ولن الحطب مرجود صحت يادار وين اهل الكرم والجود
• الجمّالة وهي على النحو التالي:
شالو الحلو من الدار راحو يدفنونوا … سلموعليه ياناس ماعاد تشوفونا
كولو لشايل النعش يمشي على هونا … قلب وروحي ياناس سلّم على لغالي

كلمة أخيرة للفنان" محمود عبدالكريم ", نتمنى من فرقة إحياء التراث بمدينة ديرا لزور الاهتمام بهذا لموروث الشعبي والمحافظة عليه

بواسطة
محمد الحسين
المصدر
زهرة سورية / دير الزور

مقالات ذات صلة

‫7 تعليقات

  1. كل الشكر لزهرة سوريا وللكاتب محمد الحسين موضوع رائع جداً ويستحق الاهتمام لانه نسي من قبل الكثيرين .
    كل الشكر لكم مرة ثانية

  2. اتمنى ايجاد فضائية سورية تهتم بالتراث البدوي والمنطقة الشرقية وهي جزء لايتجزأ من الجسد السوري الواحد واشكر زهرة سوريا على هذه اللفتة الكريمة

زر الذهاب إلى الأعلى