تحقيقات

زهرة سورية تكشف أثر التكنولوجيا وتأثيرها على شخصية الطفل

برامج الأطفال : كثافة في العرض.. مبالغة في المشاهد.. وسهولة في التأثير ..

هو طفل لا يتجاوز السابعة من عمره .. كغيره من الأطفال يحب اللعب والضحك ومشاهدة برامج الأطفال التي كانت السبب الرئيسي في إخماد شمعة حياته.. فقد دفعه فضوله إلى تقليد إحدى الشخصيات الإلكترونية المحببة لديه.. حيث ألقى بنفسه من الطابق الرابع معتقداً أنه سيطير مثل ( سوبر مان ).. 

لم يغب عن ذهني ذلك الحادث الأليم .. لذلك انطلقنا عبر زهرة سورية لمعرفة مدى تأثر الأطفال بالبرامج التي يشاهدونها..

تكوين الشخصية لدى الأطفال .. 

" الطفل في بداية نشأته يشبه الوعاء الفارغ الذي يمتلئ يوماً بعد يوم بالمعارف والأفكار والعادات المكتسبة من والديه والمجتمع المحيط به " هذا ما قاله السيد بسام وهو والد لثلاثة أطفال , وقد أضاف قائلاً : " يجب تعويد الطفل على نمط معيّن من السلوك وتلقينه العادات الحسنة من البداية " ..

كما عبّرت السيدة ريما عن ذات الفكرة فقالت .. 

" إن شخصية الأطفال تتكون من خلال المجتمع الذي يعيشون فيه لذلك يجب تعويدهم على الابتعاد عن العادات السيئة وإعطاؤهم النصائح النافعة , وتربيتهم على الخصال الحميدة والسجايا الفاضلة.. فمن شبّ على شيء شاب عليه " ..

برامج الأطفال ودورها في تكوين شخصية الطفل ..

السيدة ميادة حسين ( مدرّسة لغة عربية ) قالت .. 

" لبرامج الأطفال دور هام في تكوين شخصياتهم, فمثلاً البرامج التي تعتمد على المسابقات بين فريقين تنمّي روح المنافسة لديهم وتزيد في وعيهم, وتكسبهم العديد من المعارف والمعلومات النافعة " ..
أما الآنسة مرام ( رياض أطفال ) فقد تحدّثت عن البرامج التي تعتمد على الصراع بين الخير والشر وعلى المطاردات والمغامرات الخطيرة التي تدفع بعض الأطفال إلى تقليد شخصياتها, وتزرع في نفوسهم الإثارة والعنف إلى حد يؤثر سلباً على سلوكهم .. 

كما عبّر السيد حسان وهو والد لطفلين عن رأيه قائلاً .. 

" بما أن برامج الأطفال تأخذ جزءاًَ لا بأس به من وقت أطفالنا فإنها تلعب دور كبير في تشكيل بعض المبادئ التي تبقى خالدة في ذهن الطفل , لذا يجب انتقاء البرامج الهادفة والنافعة والابتعاد عن تلك التي تبث الخوف والرعب في قلوبهم البريئة " ..

التأثير السلبي والإيجابي لبرامج الأطفال .. 

" لديّ طفلين في المرحلة الابتدائية وهما يتابعان بشغف برامج الأطفال وخاصة تلك التي تعتمد على الصراع بين طرفين.. حتى أصبحوا يقلّدون تلك الشخصيات في المنزل , وعلى عراك وصراع طوال اليوم " .. هذا ما قاله السيد ياسر ( موظف ) عن تأثر أطفاله بالبرامج التي يتابعونها معظم الوقت ..

هذا وقد أضافت السيدة حنان حسن ( مرشدة تربوية ) معبّرة عن وجهة نظرها .. 

" لن نستطيع منع أطفالنا من متابعة برامج الأطفال على أنواعها.. ولكن يجب تنبيههم إلى أن تلك الشخصيات مجرّد شخصيات كرتونية وخيالية غير موجودة على أرض الواقع لذلك يجب عدم اللجوء إلى تقليدها حتى لا يلحقون الأذى بأنفسهم " ..

بيد أن السيدة سمر ( محامية ) أبدت رأياً مخالفاً بعض الشيء وقالت .. 

" لا يمكننا القول بأن كل برامج الأطفال ثؤثر سلباً على أطفالنا لأن هناك بعض البرامج المفيدة التي تعلمهم الثقة بالنفس والجرأة وتكسبهم العادات الحسنة كالنوم والاستيقاظ باكراً.. واحترام الكبار والعطف على الصغار ومساعدة المحتاجين … وغبر ذلك من العادات الحسنة " ..

للأطفال آراء أيضاً .. 

بما أنا موضوعنا يهم الأطفال بالدرجة الأولى فقد قامت زهرة سورية بإجراء استبيان على مجموعة من الأطفال ذكوراً وإناثاً لمعرف البرامج المحببة لديهم وكانت النتيجة أن نسبة سبعون بالمائة من الأطفال يميلون إلى البرامج التي تعتمد على روح المغامرة والإثارة والتي تحوي مشاهد العنف والصراع والقتال .. وهذا في الحقيقة ما يهدد سلوكهم في المستقبل ..

لا بدّ من نصيحة .. 

بكلمات مختصرة أشار الدكتور ياسين بلال ( اختصاصي أطفال ) إلى أن برامج التلفاز بشكل عام وبرامج الأطفال بشكل خاص تكسب الطفل أنماطاً من السلوك الاجتماعي في حياتهم الاعتيادية.. وتلعب دوراً هاماً في عملية التكيف الاجتماعي ..

وأضاف ناصحاً .. 

" بما أن الإقبال على برامج الأطفال كبيراً , فإن علينا أن نتعامل معها بانتظام وذلك بالابتعاد عن البرامج التي تربّي في نفوس الأطفال العنف فيصبحون شرسين في تعاملهم مع أقرانهم .. واختيار البرامج التي تنأى بهم عن التكاسل وتبني حياتهم على مكارم الأخلاق ..

بواسطة
زينة حسين
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى