تحقيقات

أهالي الحسكة وقصة المعاناة المزدوجة بين “داعش” والقبضايات

مع إقتراب إنتهاء المحنة التي عاشتها محافظة الحسكة خلال الفترة الماضية , هذه المحافظة التي أثبتت أنها مقبرة “داعش” في سورية , وأنها عصية على الغزات …
وبعد الهجمة الشرسة التي تعرضت لها من قبل مرتزقة “داعش” ومن والاهم , إلا أن أهالي أحياء غويران الشرقي والغربي والليلية وحي الزهور والنشوة الشرقية والغربية والنشوة فيلات والسكن الشبابي وغيرها من الأحياء التي تعرضت عوائلها للنزوح القسري بسبب الهجوم والتي تشكل ٢٠% من مساحة الحسكة , كل هؤلاء عانوا الأمرين في غياب دور المنظمات الإغاثية والمسؤولين في المحافظة ما عدا النذر القليل الذي فعل مابوسعه , لكن لم يحل المشكلة التي مازالت قائمة وكشفت الكثير من التقصير وحالات اللامبالات والإهمال التي وصلت لحد البلادة ولولا تفهم الأهالي للوضع الحالي وجهود بعض الشرفاء لكان هنالك كوارث إنسانية حقيقية …

فالنازحين لجأوا إلى الحدائق التي طردهم منها المسؤولون دون تأمين مايكفي من مراكز الإيواء في مدارس وغيرها , ولولا تدخل بعض الخييرين من الأهالي والشرفاء والمسؤولين والجهات المختصة لتأمين ما تيسر لإيواء العوائل , ورغم أنه لم يكن كافيا لكن هذا ما كان …

الهلال وزع القليل من المعونات التي عذبت المستهدفين من حيث طريقة التوزيع وعدم وجود خبرة لدى المتطوعين في التوزيع ,إذ عليك الذهاب بوثائق معينة إلى مستودع الهلال لتقف في طابور طويل منذ ساعات الصباح الباكر لتنتظر في ظروف الصيام السابقة حتى يأتي الموظفين الذين قد يجيبونك بعد الساعة الواحدة ظهرا على أنك ضمن الشريحة المستهدفة اليوم , أو أنك لست ضمنها …

وفي غياب التخطيط وتعدد الشرائح ووجود بعض المتنفذين الذين لهم باب خاص سهل العبور تجد أن الموضوع صار فيه لبس , إذ أن المعونات وزعت باسم النازحين على شريحة “القبضايات” وهذه الشريحة تضم كل متنفذ أو صديق أو قريب أو صاحب أو صاحبة للموظفين و”قبضاياتهم” …

أما الجمعيات المتعددة في الحسكة فقد إكتفت بإستهداف شرائح أخرى لم تطالها يد الإرهاب لإعتبارات عشائرية ومذهبية وطائفية وغير ذلك , في ظل غياب الفعاليات المجتمعية التي هرب معظمها إلى القامشلي وعامودا ورأس العين وغيرها …

إن هذه التجربة أثبتت فشل التعامل مع كل هذه المؤسسات بالحسكة في ظل قناعة القائمين عليها والمسؤولين عنهم في إعتبارها دكاكين ورثوها عن أرحامهم المتوفين يتصرفون بها حسب أهوائهم ومزاجياتهم , لذلك فعلى القيادات الشريفة في محافظة الحسكة البدء منذ اللحظة بمحاسبة المقصرين مهما كانت مراكزهم ومكانتهم وأينما وجدوا وتغيير قناعة هؤلاء الوارثون لتعود إلى كونهم مجرد عناصر في خدمة الشعب الذي يقع في آخر قائمة إهتماماتهم …

بواسطة
أمجد طه البطاح
المصدر
شهبانيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى