تحقيقات

مدير التربية بادلب ضيفاً على زهرة سورية وأهمية التعليم في سورية موضع النقاش مع طلاب ومختصين

هل تؤدي المجاميع العالية والاهتمام الزائد من الأهل لإهمال طلابنا للعلم ..؟ وما موقف طلابنا من الشهادة الثانوية , هل تخوّلهم للدخول في الجامعة فقط ..؟ هذه هي النقاط التي كانت محور حوارنا لهذا البحث ..

حيث يعتبر العلم من الأسس الهامة التي تبنى عليها الأمم ويتطور به بنيانها ونحن الآن في عصر باتت الحاجة إلى العلم فيه حاجة ملحة لا بل أكثر من ملحة وذلك لمواكبة التطورات الحاصلة عالميا , ولكن السؤال هل نجد هذا الإدراك لدى طلابنا وهل يقوم الطالب لدينا بالدراسة لسنوات كثيرة من أجل اكتساب العلم لكونه علم ولتطوير نفسه وتطوير مجتمعه والحياة من حوله أم لمجرد الدراسة والحصول في نهاية المشوار على وظيفة يؤمن بها مستقبله ..

وهل نحن في مدارسنا وجامعاتنا نقوم بعملية التدريس على أساس تخريج مبدعين ومفكرين عظماء أم أننا في أسلوب امتحاناتنا نجعل من الطالب مجرد ببغاء يدرس ويتقدم للامتحان دون أن يُعمل فكره ويبدع وهل باتت الشهادة الثانوية لطالب البكالوريا مجرد شهادة لتؤهله للدخول إلى الفرع الجامعي وبات ينظر إليها من هذه الوجهة فقط وتناسى أهميتها العلمية وأهمية العلم والتفكير والإبداع وهل للمعدلات العالية التي تفرضها وزارة التعليم العالي في المفاضلة أثر في عدم اهتمام الطلاب وعدم اكتراثهم كونه يوضع أمام طريقين الأول عدم الاهتمام وبالتالي ضياع ( 12 ) سنة من الدراسة أو أن يقوم بالحفظ الببغائي حتى وإن كان يدرس الفرع العلمي وذلك لتحصيل علامات أكثر وفي كلا الحالتين ابتعدنا عن الهدف الأساسي للعلم وعن هدف العملية التربوية العلمية وبالتالي فإن مدارسنا وجامعاتنا لا تعطي علم وإنما تعطي شهادة لمجرد الدخول في الحياة العملية , هذه الأسباب وأسباب متعددة يمكن أن تجعل من الطالب لا يهتم بالعلم ولا يعرف قيمةً له .. 

ولأهمية هذا الموضوع وأهمية العلم قامت زهرة سورية باستبيان حول وجهة نظر الطالب بالكالوريا فتبين أن هناك .. 

26 % يعتبرونها درجة من الثقافة
38 % يعتبرونها شهادة ضرورية
7 % يعتبرونها بأنها شهادة ليست ضرورية
24 % يعتبرونها وثيقة مهمة لسوق العمل
5 % يؤكدون بأنه يمكن الاستغناء عنها 

عند النظر في تلك الإحصائيات والتأمل بها تجد شيئاً يدعوك للوقوف مطولاً عندها والبحث في الأسباب .. زهرة سورية التقت مجموعة من الطلاب والمدرسين وعادت بالريبورتاج التالي ..

المجاميع المرتفعة والأهل هم السبب ..

أحمد راسم العبد الله طالب بكالوريا ..

في وقتنا الحالي أصبحت الشهادة الثانوية من مستلزمات سوق العمل فنحن غالباً لا ندرس من أجل العلم ولكن من أجل سوق العمل وتأمين مستلزمات الحياة مستقبلاً فنحن الآن نقيّم الإنسان من خلال شهادته لا من خلال علمه وثقافته ولعل الذي يدفع الطلاب لذلك هو أنك تدرس لمدة 13 سنة وبعدها يكون أمامك تحدٍ كبير وهو الحصول على العلامات العالية لتنجح وتدخل أي فرع جامعي وإلا فأن هذا الزمن كله سيذهب سُداً فلا تجد أمامك إلا حلاً وحيداً وهو أن تدرس لا للحصول على القيم العلمية والثقافية أي من غير فهم وهذا الأمر يؤدي إلى ترك الطلاب للدراسة أو السفر إلى خارج القطر للمتابعة كالبنان مثلاً أو إذا كان والدك من أصحاب الدخل المرتفع يمكن أن تدرس في جامعة خاصة وبمجموع قليل .

وأضاف زاهر محمد ناصر طالب بكالوريا ..

إن البكالوريا بالنسبة للطالب هي مرحلة مهمة له تحدد مستقبله ومهمة بالنسبة لأهله أيضاً فهي التي تحدد المستقبل الجيد أو المتوسط هذا من جهة ومن جهة أخرى قد تؤدي بالطالب إلى ترك الدراسة نهائياً والسبب الأهم في ذلك هو ارتفاع المجاميع بالإضافة إلى عدم وعي الطالب في هذه المرحلة من العمر وانشغاله بأمور أخرى كالانترنت و الألعاب والكماليات في الحياة التي تزداد يوما بعد يوم ولكن الحل يكمن في أن يكون الدخول إلى الجامعة لكل طالب بحسب رغبته وبحسب المادة التي يفضلها بدلا من أن يكون هناك مفاضلة وهذا سيجعل منه يهتم بالعلم لذاته وليس لمجرد الدخول إلى الجامعة وبالتالي فإننا إذا اتبعنا هذا الأسلوب سنخرج العلماء من كلياتنا وليس العكس .

الأهل هم السبب ..

حكم أبو الذهب طالب بكالوريا ..

إن حالة اللامبالاة بأهمية العلم التي تصيب طلابنا في هذه المرحلة سببها الرئيس الأهل فحن قد وصلنا إلى وقت تجد فيه الطالب لا يدرس إلا إذا أجبروه الأهل على الدراسة أي أنه يدرس مجبراً على ذلك ومن ثم هم يقومون بإلزامه بالدورات الخصوصية التي تجعله كالآلة يخرج منذ الصباح ولا يعود إلا في آخر النهار منهكا من الحجم الهائل للدروس التي يتلقاها فالآية قد انعكست الاهتمام ليس من الطالب بل من أهل الطالب ولكن كما يقال ( كثرة الشد ترخي ) أي عندما يرى الطالب أن الأهل قد وضعوا له الدروس الخصوصية الكثيرة وأنهم يقولون له إذا لم تحصل على العلامات فإننا سندخلك في جامعة خاصة فأنه بالتأكيد سيستهتر بالدراسة و يهملها كون نقود والده ستدخله الجامعة دون عناء ..

ويضيف عبدو طرشة طالب بكالوريا أيضاً ..

إن الطلاب تصيبهم حالة من ( البطر ) فهم يعرفون أن أهلهم سيؤمنون لهم مستقبلهم وبالتالي تتولد لدى الطالب حالة من الإهمال في مقابل التصاعد الكبير لاهتمام الأهل .

ندرس لنحصل على الشهادة فقط

همسة عتيق طالبة بكالوريا ..

الشهادة الثانوية بنظري هي مجرد شهادة ضرورية بالنسبة للدولة فقط لدخول الجامعة ونحن ننظر إليها نظرة خاطئة فهذه السنة الواحدة هي التي تحدد مسار حياة الطالب وهنا يكمن الخطأ فيجب أن لا يعتمد مصير الطالب على هذه السنة وإنما يجب أن يكون هناك تقيم له على مدار سنوات الدراسة واعتبار ذلك مبدأً لدخول الجامعة .. 

والمشكلة في اللامبالاة هي استياء الطالب من حلم الجامعة وبالرغم من تعدد فروع الجامعة إلا الفروع المفيدة في للحياة المستقبلية هي فروع مستحيلة بالنسبة للطالب كما أن الجامعات الخاصة أثرت على الطالب بشكل سلبي باعتبارها أثرت على المفاضلة بجعلها بأعلى مستوياتها مما جعل الطلاب يعتبرون أن الحصول على فرع جمعي مستحيل ..

وتضيف همسة إن عدم الاهتمام يأتي من كونها أصبحت منفصلة إلى مستويين الأول مستوى تصبح فيه الشهادة شبه حلم بسبب ارتفاع المعدلات والثاني أنها تصبح مجرد شهادة عادية غير مهتم بها بسبب إيجاد طرق ووسائل أخرى يمكن أن تؤمن المستقبل ..

عدم إدراك الطالب للمرحلة الثانوية

الأستاذ وضاح نعمة أستاذ في علم النفس ..

لعل عد اهتمام الطالب حالياً بالدراسة إنما يعود إلى اهتمامه بالكماليات وعدم إدراكه لأهمية الحلقة الأساسية في التعليم ألا وهي ( المرحلة الثانوية ), كذلك انحصر اهتمام الطالب بالصف الثالث الثانوي دون المراحل والحلقات السابقة بسبب أهمية هذه المرحلة في تحديد مصيره ومستقبله واهتمامه بالمجال العلمي أكثر من الأدبي لانشغاله وتطلعه للاختصاصات العالية رغم عدم وجود القدرة لديه على النجاح أو التفوق في تلك الاختصاصات ..

وأضاف : أيضاً انتشار التعليم الخاص الذي ساعد على تسرب الطالب من المدرسة لتحقيق فرصة بالنجاح بها دون التركيز على المستوى الثقافي العلمي في مراحله التكميلية فالتعليم الخاص فتح المجال أمام كثير من الطلاب وأولياء الطلاب بتوجيه أبنائهم للاختصاصات المرغوب فيها دون توازن في عملية المعدل العام للمستوى التحصيلي , إذا ما قورن ببقية الطلاب الحائزون على درجات عالية في مستواهم التحصيلي الثانوي , لكن لا ننكر بأن هذا التعليم وفر كثيراً من هجرة طلابنا إلى الأقطار أو الدول الخارجية .. وأضاف على كل مدرس أن لا يتستر على الخطأ والمساعدة قدر الإمكان على الإرشاد ولتوجيه ..

للأسرة والضغوط دور في ذلك ..

الأستاذ ميشيل مشتاوي مدرس لغة إنكليزية ..

إن الظروف التي تحيط بالطالب هي العامل الأساس والرئيسي في إهماله للدراسة وهذه الضغوط تتقاسمها الأسرة والأرقام العالية للمفاضلة حيث يجد الطالب نفسه تحت ضغط شديد وربما طموحه يختلف تماماً عن ما يرغب به والديه وما يبلغه من خلال درجاته في المفاضلة .. ونحن نتمنى من وزارة التربية ووزارة التعليم العالي التنسيق فيما يتعلق بالمفاضلة وعلامات الاختصاص في لإتاحة الفرصة للطلاب لإكمال تحصيلهم الجامعي وتحقيق طموحاتهم .. كما أننا نتمنى من وزارة التربية أن يكون ضمن أسئلة الامتحانات العامة سؤال لتقيم ذكاء الطالب بعيداً عن الأسئلة المتكررة والتقليدية للفصل بين الطلاب .

الاهتمام بالعلم في تزايد ..

زهرة سورية حملت هذه المشكلة والآراء لمدير التربية في ادلب الأستاذ عبد الجليل الأحمد فأفادنا قائلاً .. 

إن الاهتمام بالتعليم في تزايد ولو لم يكن هناك اهتمام بالعلم لكنت لم تجد الطلاب يتهافتون على المخابر اللغوية التي تقيم دورات تقوية في المناهج الرسمية , طبعاً نحن لسنا مع هذه الدورات كبديل عن التعليم العام في المدارس ولكن هذا إن دل على شيء فأنه يدل على الاهتمام الزائد من الطلاب وأولياء الأمور بالعلم والتفوق ..

وأضاف : إن الاهتمام بالعلم بتصاعد مستمر والسبب في ذلك يعود إلى نظرة العالم بأكمله إلى أهمية التعليم وتنمية الموارد البشرية واستثمارها في سوق العمل وتطوير المجتمع والارتقاء به نحو الأفضل لمواكبة التطور العلمي على مستوى العالم.
أما بالنسبة للأسئلة الإمتحانية فهي توضع من قبل لجان مختصة في الوزارة وتكون مدروسة تربوياً وتناسب قدرات الطلاب الذهنية والفكرية والتربوية وهذه الأسئلة موضوعية وقد بدأ الاهتمام من قبل الدولة بهذا الجانب حيث تم إحداث ثانوية للطلاب المتميزين في سورية مؤهلة تربوياً وإدارياً ومن كافة الجوانب التي تخدم العملية التربوية التعليمية وتسعى إلى تنمية الموارد البشرية واستثمارها في مصلحة الطالب والوطن وينتقى الطالب فيها للدراسات الجامعية والعليا على الموهبة والقدرات الفكرية والذهنية وميوله ونأمل أن تكون هذه المدرسة أنموذجاً من حيث الاختبارات وشروط التسجيل في الجامعات , ومديرية التربية بادلب تقوم بالإشراف التربوي على المدارس من خلال الإدارة والموجهين الاختصاصيين والتربويين والمرشدين النفسيين , وللوصول إلى الأهداف المرجوة لا بد من تضافر جهود الجميع الأهل والطالب والمدرس والإدارة التربوية , وفي النهاية سيبقى العلم سبيل ازدهار الأمة والبلاد بشكل عام ويشكل مقياس حضارتها .

بواسطة
حسام الشب قدور
المصدر
زهرة سورية / ادلب

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. هلأ موضوع الشهادة الثانوية كتير مهم بس المشكلة هي بالمجاميع يلي عبتخلي الطالب يحسب ألف حساب ليقدم الإمتحان لهيك لازم نفتح موضوع الإمتحانات والمجاميع

    خلونا نشيل موضوع الشهادة على طرف ونحكي بالرعب والخوف وقت الغمتحان وبال؟أخص داخل قاعات الإمتحان

    شكرا لمدير تربية ادلب على حديثه والشكر لموقع زهرة سورية على فتح الجرح الذي يؤلم كافة الطلاب

  2. لازم دائما نفكر متل ما أشار الكاتب في المقال على الجانب الابداعي عند الطالب لانو الواحد مننا لما اي شغلة في البيت او الحياة او مهما كان لما نجبره على شغلة فأنو ما بحبها وبشيتغلا متل ما بيقولوا ( من قفا إيدو ) بس لما بيكون بحبها بتشوفو بابدع ابداع غير شكل .. وهيك طالبنا لما المفاضلة بتخليه غصب عنه يدخل شي فرع فاكيد ما رح يطلع على اهمية علم او مهما كان .. المهم يتخرج ويخلص

زر الذهاب إلى الأعلى