تحقيقات

82.1 في المئة من أطفال غزة لا يشعرون بالأمان

أظهرت إستطلاع أجرته منظمة فلسطينية متخصصة في الصحة النفسية أن 82.1 في المئة من أطفال قطاع غزة عبروا عن اقتناعهم بأن القطاع مكان غير آمن¡ فيما أكد 98.5 في المئة من الأطفال أنهم لم يشعروا بالأمن أثناء فترة الحرب لشعورهم بالعجز عن حماية أنفسهم
وعجز الآخرين عن حمايتهم.

ووجه برنامج غزة للصحة النفسية في بيان له¡ في ذكرى يوم الطفل العالمي وذكرى اليوم العالمي لضحايا العنف من الأطفال الأبرياء¡ نداءً للعالم:"أنقذوا أطفال فلسطين".

وقالت المنظمة الحقوقية الفلسطينية "تمر الذكرى السنوية ليوم الطفل العالمي وذكرى اليوم العالمي لضحايا العنف من الأطفال الأبرياء في الوقت الذي ما زال يتعرض فيه الأطفال الفلسطينيين لشتى أشكال ممارسات العنف على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي".

واعتبرت أن أخطر أشكال العنف "الحصار المشدد المفروض على قطاع غزة والحرب المدمرة التي شنت ضد القطاع لمدة 22 يوما "من 27 ديسمبر/ كانون أول 2008 إلى 18 يناير/ كانون ثان 2009" والتي راح ضحيتها حوالي 1417 فلسطيني بينهم حوالي 313 طفل وجرح حوالي 5303 بينهم 1606 طفل".

وأكدت أن الحرب أدت إلى زعزعة الصلابة النفسية للأطفال الفلسطينيين "مما قد يجعلهم عرضة للعديد من المشاكل النفسية والاجتماعية على مدار أجيال قادمة".

وذكر البرنامج أن "تراكم هذه الأشكال المختلفة من العنف وتعرض الأطفال الفلسطينيين للتجارب الصادمة إلى ظهور ردود أفعال نفسية وسلوكية سلبية لدى هؤلاء الأطفال بشكل يهدد سلامتهم النفسية بصورة كبيرة".

وأوضح أن الدراسة أجراها البرنامج بعد الحرب الأخيرة على غزة بعنوان "مدى تأثير الحرب على الصحة النفسية للأطفال في قطاع غزة" أظهرت أن 66.6 في المئة من الأطفال ظهرت لديهم بعض أعراض القلق والمخاوف النفسية¡ وأن 42.0 في المئة من الأطفال يتوقعون حدوث أحداث مشابهة لما مروا به وعايشوه.

وبينت الدراسة أن 36.4 في المئة من الأطفال يشعرون بالانزعاج والتوتر عندما يتعرضون لمشاهد تذكرهم بأحداث الحرب المفجعة¡ فيما أشار 61.5 في المئة من الآباء إلى ظهور سلوكيات غير اعتيادية لدى أطفالهم¡ من قبيل البكاء المستمر¡ وعدم القدرة على البقاء في مكان محدد لفترة طويلة.

وأكدت الدراسة أن 40.6 في المئة من الآباء عبروا عن مشاكل لدى أطفالهم مع الأقران¡ كما عبر 82.1 في المئة من الأطفال عبروا عن اقتناعهم بأن غزة مكان غير آمن¡ و73.5 في المئة من الأطفال كانت لديهم مخاوف من استهدافهم بالقتل¡ فيما وقع 76.6 في المئة من الأطفال وقعوا أسرى لمخاوفهم من تكرار ما حدث لهم خلال الحرب.

وأكدت نتائج الدراسات البحثية التي قام بها البرنامج عن وجود علاقة بين العنف وتأثيراته الصادمة من جهة وسلوك الأطفال السلبي وعلى طريقة تفكيرهم فيما يتعلق بالسلم السياسي والاجتماعي من جهة أخرى.

وطالب برنامج غزة للصحة النفسية المجتمع الدولي¡ أن يعير اهتماما خاصا بالأطفال ضحايا العنف في فلسطين خاصة بعد الحرب الإسرائيلية على غزة¡ معتبرا تجاهل مثل هذه القضايا يعتبر انتهاكا لاتفاقية حقوق الطفل وعنفا غير مباشر ضد الأطفال.

ودعا مؤسسات المجتمع الدولي إلى ضمان الإفراج عن الأطفال الأسرى في السجون الإسرائيلية والذين يبلغ عددهم حوالي 246 طفلا.

وحذر بأن الخبرات الصادمة والعنف الذي يتعرض له أطفال فلسطين نتيجة "العدوان الإسرائيلي المتواصل من قصف وقتل وتدمير تؤثر سلبا على استجابتهم لأفكار السلام وتهدد مستقبل التعايش السلمي بين الشعوب وتهدد الأمن والاستقرار في المنطقة بشكل عام".

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى