تحقيقات

المصالحة الوطنية !! ماذا عن حلب ؟ !!

تستمر عملية المصالحة الوطنية بين فئات الشعب في عدة مناطق ومدن من سورية ، في حمص وريف دمشق ودرعا وادلب وحماه ..
حيث عمل "المحافظون" وقادة العمليات العسكرية والجهات المختصة على التعاون مع الوجهاء وأصحاب النفوذ ممن لديهم القدرة والتأثير على السوريين الذين أجبرتهم الظروف على حمل السلاح ضد الدولة لتسوية أوضاعهم وتسليم أسلحتهم للجهات المختصة ، ليصار إلى إعادتهم لمزاولة حياتهم اليومية ..
في درعا كانت أبرز أعمال المصالحة في جاسم والصنمين ومناطق أخرى ، وفي ريف دمشق كانت سلسلة جبال القلمون وجوبر وداريا ، أما في حمص فقد توجت عمليات المصالحة الوطنية بإخلاء "حمص القديمة" من المسلحين وتسوية أوضاع بعضا منهم ودخول وحدات الهندسة للتأكد من نزع الألغام والعبوات الناسفة لإعادة الأهالي إليها ..
جهود جبارة لعدد من "المحافظين" بالتعاون مع المجتمع الأهلي والجهات المعنية ، أثمرث عن تخليص قرى ومناطق وبلدات من المجموعات المسلحة وتسوية أوضاع أعداد من المطلوبين والأهم هو إعادة الأهالي لبيوتهم بعد تأمين ظروف معيشتهم وتحقيق السلام والأمان لهم ..
في خضم هذه التطورات التي قامت بها لجان والمعنيين بشؤون المصالحة الوطنية نتسأل ، "ماذا عن حلب ؟ " ..
ماذا عن حلب .. ؟ !!
طريق خناصر انقطع عدة مرات ، طريق المطار استهدف أكثر من مرة ، الراموسة والعامرية عادث  إلى واجهة الاشتباكات ، ودوار المالية تحت سيطرة المجموعات الإرهابية ، فأين هي جهود المصالحة الوطنية ؟ ..
أغلب الريف الحلبي خارج سلطة الدولة ، وبلدتي "نبل والزهراء" ماتزالان تقبعان تحت نيران العصابات الإرهابية وقد أقدمت هذه العصابات على استهداف المدنيين فيهما بالغازات السامة ..
قذائف الموت والحقد تمطر بشكل شبه يومي على المناطق الواقعة تحت سلطة الدولة مخلفة أعداد من الشهداء والجرحى ..
إزدياد التوتر وأعمال العنف بحلب وغياب أي دور إيجابي لفرق المصالحة الوطنية يعني بالضرورة بأن الشعب الصامد في حلب والمقاوم للإرهاب لديه ضعف ثقة بمسؤوليه ، وإن كانت المصالحة الوطنية جزء من حل المشكلة فيجب أن تكون على مرحلتين ، الأولى تكون بالمصالحة بين المواطن والمسؤول لإعادة ثقة الجماهير بقيادته ، وبهدف تعزيز التعاون بين الدولة والمجتمع الأهلي .. المرحلة الثانية تكون مع السوريين الذين حملوا السلاح ، وذلك بتسوية أوضاعهم ومحاورتهم وجذبهم لحضن الوطن ..
لا يمكن للمصالحة الوطنية أن تنجح بعيدا عن الحاضن الشعبي ، وواقع الأمر في حلب يفرض إعادة المسؤولين فيها ترتيب أولويات عملهم وفتح أبوابهم لأبناء الشعب وملامسة أرض الواقع وجذب الجماهير إليهم ومعالجة ظروف معيشتهم المتعثرة ..

بواسطة
أحمد دهان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى