تحقيقات

من يستهدف المدنيين في سورية ؟

السؤال واضح ويحتاج لإجابة دقيقة “أجابة موثقة بالدليل القاطع” من يستهدف المدنيين في سورية جراء أعمال العنف التي تشهدها البلاد .
يقال بأن هنالك طرفين للنزاع ونتسأل ، على ماذا يدور هذا النزاع ؟ !! إن كان النزاع يدور حول السلطة ، فما شأن الشيشاني والأفغاني والخليجي … في هذا النزاع المسلح ؟ !!
إن كان ليس لهم أي حق بالسلطة في سورية بإعتبارهم مواطنون أجانب وليس لهم أي صلة بالشعب أو الأرض أو الحضارة السورية فما علاقتهم بالنزاع على السلطة ؟ !!
إذا  الصراع المسلح في سورية ليس نزاع بين طرفين على السلطة ، بل مجموعات تعمل بالاتجار بالأشخاص والسرقة والقتل وتهريب الآثار وسرقة الصوامع والمصانع لمصلحة دول وتستخدم كافة وسائل العنف والإرهاب ضد الدولة السورية وشعبها ، لتحقيق عملها وغاياتها فترهب المواطنين وتسرق منهم أمان وسلام بلادهم ..
نتائج هذا الصراع من منظور المجموعات الإرهابية يكون بتحقيق هدفين أساسين
 الأول : حصول أفراد المجموعات الإرهابية على الأموال من خلال السرقة والسطو المسلح وانتهاك الأعراض والحصول على إعانات مالية من الدول الراعية لهم
الثاني : يتمثل بتفيذ الغاية السياسية للدول الداعمة للجماعات الإرهابية وهو تدمير مؤسسات الدولة السورية وتخريب البنى التحتية والاقتصادية للمجتمع السوري .
من المشاهد العامة لما يحدث في سورية يتضح بأن من يمارس الإرهاب ضد الشعب والدولة السورية لايهتم بالأساس بحياة المواطن أو بلقمة عيشه وبالتالي فأن من يسرق ويقتل ويغتصب لا يهتم إن كان المستهدف من أعمال العنف مدني أو عسكري !!!
كمنطق فكري وسياسي نجد أن الجماعات الإرهابية هي من تستهدف المدنيين ، سواء عبر غزارة نيرانها أو استهداف قطاعات عيش المواطن أو اتخاذ المدنيين دروع بشرية !!
فمدن معلولا ويبرود وعدرا العمالية والحصن .. وغيرهم مناطق غير عسكرية ، أغلبها مناطق سكانية سياحية الدولة السورية لم تنشر وحداتها العسكرية فيها بسبب طبيعتها ، إلا أنها كانت هدف للمجموعات الإرهابية ، لأنها بسهولة يمكن أن تصبح دروعا بشرية لمواجهة قوات الجيش ..
في ريفي حلب وادلب ، عمدت الجماعات المسلحة إلى جمع السكان والأطفال في الجوامع والأديرة والمدارس وقامت مجموعات منهم باستهداف طيران الجيش ، ليوهموا الجيش بأن هذه المراكز تعج بالمسلحين فيقوم الجيش بضربهم ويستغل إعلاميهم تصوير المشهد على أن الجيش يستهدف المدنيين ، إلا أن الجيش وخاصة سلاح الطيران أدرك هذه الخدعة وبدأ بالتأكد من أهدافه بعد أن تاجرت قنوات العهر وشركائها بدماء الأبرياء ..
لماذا تأخر الجيش العربي السوري بالحسم العسكري للعديد من المدن والبلدات ؟
لقد أكد وزير الدفاع نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة العماد فهد الفريج خلال حديثه للتلفزيون السوري بأن العامل الإنساني هو رقم واحد عند اتخاذ قرار الحسم العسكري بأي منطقة أو بلدة وهذا مايؤخر إنجاز القوات السورية على أرض الميدان ، ولأن أعداء سورية يدركون ذلك فقد عملوا على محاصرة السكان ببيوتهم ومنعهم من مغادرتها أو وضعهم بمدارس بهدف اتخاذهم دروع بشرية بوجه الجيش كما في مدينة حلب وحمص وريف دمشق ..
استخدموا الأسلحة الكيماوية بخان العسل في ريف حلب وبريف دمشق وهم على يقين بأنهم استهدفوا مناطق غير عسكرية ، استخداموا غازات وسوائل سامة "السارين والكلور" وهي أسلحة كيماوية في كفر زيتا بريف حماة والزهراء بريف حلب مما أدى إلى إرتقاء عدد من الشهداء وأعداد كبيرة من حالات الاختناق وهم يعلمون جيدا بأن المتواجدين هم مدنيين عزل من السلاح ..
قطع خطوط النفط والكهرباء وحرق مقاسم الهاتف وتفجير السكك الحديدية وسرقة الصوامع والمصانع ليس لها أي هدف عسكري وإنما جميعها مرافق وخدمات للشعب المدني ، فهذه المرافق لا تخدم وحدات الجيش بل هي أساس حياة المواطن ..
من يستهدف المدنيين ؟!!
هذا السؤال أصبح واضح لأن من يستهدفهم بقذائف الهاون والسيارات المفخخة اليوم ، هم أنفسهم الذي استهدفوا حياة المواطن السوري عبر أكثر من ثلاثة أعوام مضت من عمر الأزمة ، هم أنفسهم من قتل ويقتل ويخطف ويسرق كل مقدرات الوطن والشعب السوري ويتباكى على ضحايا العنف بجنيف ونيويورك والقاهرة والدوحة والرياض وواشنطن وتل أبيب .. ، صدق من قال "بيقتلوا القتيل وبيمشوا بجنازته" ، هم أنفسهم من يدعوا لمهرجانات خطابية على روح ضحايا الحرب ، وهم أنفسهم من يرسل الأسلحة ويداوي جرحى الإرهابيين .

بواسطة
أحمد دهان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى