تحقيقات

رسالة مفتوحة من حلب الشهداء إلى مقام الرئاسة

سيدي الرئيس .. ، حلب والتي قلت عنها “حلب في عيوني” لاتنام الليل من جراحها .. يقول مراسلي التلفزيون فيها بأنها آمنة والأوضاع تحت السيطرة وحال الخدمات فيها يسير كما يجب ، ويؤكد ذلك سيادة المحافظ الذي أصبح جل اهتمامه ايصال الحقيقة “شخصيا” عبر حديثه
على التلفاز مرة أو مرتين بكل يوم وهو "يندد ، يشجب ، يستنكر … !!"
، .. فياسيدي الرئيس وأنت أعلم بحال محافظة عملاقة كمحافظة حلب ، هل إذا كانت أحوال الرعية في حيين أو ثلاثة من مدينة حلب فهذا يعني بأن المحافظة سالمة وقوية وأحوالها بخير !! ؟ فقط على شاشات القنوات السورية يصور المشهد العام بحلب على أنها تعيش حياة طبيعية ، ويقوم مراسلوا شاشات التلفزة الوطنية بنقل واقع المحافظة من قلب مبنى القصر البلدي ومن لسان رأس الهرم التنفيذي فيها ، فهل بات إعلامنا بحلب مسخر لخدمة "حاشية الوالي" .. أين حال ست ملايين مواطن حلبي من إعلامنا الوطني ..
سيدي الرئيس ..
مشافي كلفت الدولة مليارات لخدمة الشعب باتت معاقل هامة للمجموعات الإرهابية ، فمشفى الكندي أعرق مشافي القطر التعليمية ذهب مع الريح بعدما شهد أسطورة تاريخية من النضال الوطني ، ومشفى الأطفال في منطقة الشعار كأكبر مشفى للأطفال بات معتقل لأبناء شعبك ومركز تجمع للإرهابيين الشيشان والأفغان وكثيرة هي المشافي التي أصبحت خارج الخدمة وعدد من الكفاءات الوطنية من أطباء وطواقم طبية .
سيدي الرئيس ..
الأدوية وبعدما كانت حلب تصدر منتجات معاملها لأكثر من 30 دولة أصبحت تفتقر لأبسط أنواع الأدوية ، وأسعارها تحدد من قبل أصحاب الصيدليات فلا رقابة على الدواء ولا تنظيم لعملهم ..
سيدي الرئيس ..
يظهر مراسل التلفزيون السوري من دوار المالية والزهراء ليقول بأن الجماعات الإرهابية تكذب عبر قنوات سفك الدم السوري ، وفي اليوم التالي تصبح تعج بالمسلحين ، طريق الراموسة وخناصر غير آمن لعسكرة المسلحين به والمطار لم يعد يستقبل الطائرات لتوتر الحالة الأمنية حوله ، أما القوافل التجارية تقف على مشارف حلب لاتستطيع الإقتراب بسبب أعمال القنص ، فأين دور الجيش العربي السوري في حلب ولماذا بدأ يتراجع !!
الخضار والمواد الغذائية بارتفاع وبعض انفقد والمجموعات المسلحة تحاصر الأهالي في بيوتهم وتمنعهم من مزاولة حياتهم اليوم ، فلا عمل ولا تعليم وانتشرت العصابات واللصوص .. سيدي الرئيس ..
في حلب لم نعد نسمع صوت الآذان لأن المساجد هدمت وبعضها أصبح مقر عمليات أو معتقلات أو مدابح باسم "الحرية" ، الأديرة والكنائس أحرقت وهدمت وانكسرت الصلبان ولم نعد لسمع قرع أجراس الكنائس ، ورجال الدين الإسلامي والمسيحي بين شهيد ومخطوف ومفقود .. ومن يكفرهم يقطع رأسه ، ومن يمنعهم عن ارتكاب المحرمات أو منعهم من إغتصاب الحرمات يتهم بالعمالة والجاسوسية لمصلحة "النظام" فيذبح على مذبح "الحرية" ..
أهالي حلب الذين تجاوز عددهم عن الست ملايين معظمهم تهجر ، سواء في مخيمات النزوح أو في المناطق الآمنة من سورية في الساحل السوري ، يستأجرون أقبية وغرف لاتصلح حظيرة حيوان بعشرات الآلوف ، بعدما كانوا أسيادا في قومهم وبعدما كانوا يشغلون مئات العمال من السوريين ..
سيدي الرئيس ..
فقد عبر شاشة السورية وفود السلام ووفود الأمم المتحدة تتباكى على آلام شعبنا في حلب ، وهم يقضون معظم أوقاتهم مع السلطة التنفيذية هناك بالمطاعم والفنادق وأكبر مثال على ذلك ، "الاستاذ يعقوب" منسق الأمم المتحدة الذي انتفخ بطنه من الطعام والشراب لدرجة أنه لم يتمكن من التصريح للإعلام بالشكل اللائق "لأنه متقل بالعشى" هل هؤلاء من يسحل مشكلة حلب "وجل همهم بطونهم وبسطهم والبروظة على الإعلام " ..
سيدي الرئيس ..
في حلب يحتاج المواطن إلى أكثر من 15 ساعة للانتقال من منطقة لأخر داخل المدينة وبحاجة لجوازات سفر وكرت عبور ، أما وسائل النقل الخاصة إذا أفلتت من أيدي المجموعات الإرهابية فلن تتركها حواجز الدفاع الوطني بحالها ..
سيدي الرئيس ..
الشيشان على أسوار الجوية والأفغان في المطارات العسكرية ، والأسلحة الكيماوية تستهدف شعبك في خان العسل والزهراء ، والمجاعات بالجملة أما المعونات الإنسانية فهي تباع "بالبسطات" وإذا وصلت إلى مناطق تواجد المسلحين فهي تقدم لأسر المجموعات الإرهابية ..
لا بنزين ولا مازوت وأسعار المحروقات والغاز حسب الطلب ، أما آجار النقل فهي حسب المزاج .
سيدي الرئيس ..
في حلب الشعب والأراضي والمؤسسات والمعامل ودور العبادة ذهبوا ضحية مجموعات الإرهاب التي توافدت من كل أنحاء العالم وذهبوا ضحية الفساد التي تعيشه المحافظة من قادة ومسؤولين عسكريين ، سياسيين ، تربويين ، خدميين ، اقتصاديين …
فكيف لحلب أن تتعافى والفساد والمحسوبيات عشعشت فيها وأوكار الإرهابيين امتلأت بها ، كيف لحلب أن تعود لحضن الوطن وقد باتت مدينة يأكلها الإرهاب والفساد معا ..
سيدي الرئيس ..
حلب وشعبك في حلب يناديك ويناجيك أن تنقذهم من الإرهاب والفساد وأعوانهما ، حلب ياسيدي دفعت أكثر مما تستطيع فقط لأنها مع الوطن وكان خيارها منذ البداية الخيار الوطني ..

بواسطة
أحمد دهان - فواز دحو

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى