تحقيقات

الأزمة في سورية كيف تنتهي ولماذا بدأت ..؟؟

عندما نتحدث عن حل جوهري للأزمة السورية والذهاب إلى نهاية للأحداث فلابد من ..
البدء في مقدمة هذا الحل بوقف أعمال العنف والمضي بحوار سياسي وطني شامل يقرره السوريون أنفسهم هكذا كان جوهر إتفاق بيان جنيف وتوصيات مجلس الأمن الدولي وخطة المبعوث الأممي لسورية كوفي عنان وخلفه الأخضر الإبراهيمي .. ويقول خبراء ومحللون سياسيون بأن هذا المبدأ يشكل مقدمة لخلاص سورية من أزمتها التي بدأت بتحريض خارجي رافقه أدوات داخلية تم من خلالها استحضار خطاب ديني طائفي مذهبي قذر دفع بالكثير من السوريين لحمل السلاح وتقطيع أواصل الوطن وتأجيج أعمال العنف عبر تمويل المجموعات المسلحة والإعتماد على المتطرفين الإسلاميين بهدف ضرب وتفتيت الدولة السورية بمكوناتها الثلاثة “أرض ، شعب ، السلطة أو الجيش” وبذلك يتم القضاء على روح المقاومة وإيقاف نبض العروبة والإسلام وبالمقابل تشويه الدين الإسلامي الحنيف وتصويره على أنها دين ذو طابع عدواني إرهابي يهتم بالسلطة ويستخدم كافة الوسائل للوصول لذلك .. ووفق رؤية الحل الدولية وليست العربية للأزمة السورية بالطرق السلمية فأنه يتوجب إيقاف تدفق السلاح والمقاتلين الإرهابين لسورية ، فلا يمكن للجيش والأمن أن يواجهه عصابات مسلحة بالورود والأرز أو أن يتركها تمارس فوضى وتخريب في بنى الدولة السورية ، الحكومة استجابة للمطالب المحقة للشعب منذ البداية بما فيها المطالب التي كانت شبه مستحيلة بل وذهبت بالإستجابة إلى أبعد من ذلك ومع كل استجابة كانت المجموعات المسلحة تصعد إرهابها ومنذ بداية الأزمة والحوار السياسي مفتوح لكل أطياف المجتمع السوري لكن بشرطين الأول منع حمل السلاح والثاني رفض التدخل الخارجي بكل أشكاله فقد عملت الحكومة على تعديل الدستور بكامل مواده بدلا من تعديل المادة الثامنة فقط ومشاركة أحزاب المعارضة بحكومة وطنية جديدة وإنطلاق أعمال مجلس الشعب وفق قانون انتخاب جديد وتشكيل المحكمة الدستورية العليا ، بينما قابل ذلك من قبل دعاة الديمقراطية وأذرعهم الإرهابية مزيد من العنف والفوضى وتأجيج الوضع الداخلي عبر نشر السلاح والإرهاب في المناطق الآمنة والدليل واضح من خلال تفجير الأزمة بحلب حيث كانت حلب مدينة آمنة لغاية بداية العام الجاري ومع دخول أصحاب الحريات والديمقراطيات بدأ إنتشار ظاهرة الإرهاب والعنف المسلح وأصبحت حلب مدينة الأشباح فلم تخلو من إرهابهم لا البشر ولا الحجر ولا الحضارة ولا التاريخ أو المقدسات أو دور العبادة والتعليم فلماذا لم يتركوها آمنة وأصروا على جرها لتكون ضمن المدن المتوترة وبدأت مسيرة الإنتقام من المجتمع الحلبي كونه لم ينجر منذ البداية لإرهابهم ولخطابهم القذر في توسيع الفتنة ؟ .. لأنهم ليس رسل سلام وآمان وحرية منذ البداية ولأن الأحرار من يحترم الأخرين ولايجبرهم بالعنف والإقصاء لرغبات القلة حيث وضعوا أمام الصناعيين والتجار خيارين أما تمويل الميليشيات المسلحة أو إحراق كامل ممتلكاتهم ومنشآتهم كما حدث مع منشآت الويس وعلبي ، فالحرية لاتعتدي على حريات وحقوق الأخرين بل تحميها ومن المفترض أن يتركوهم آمنين ومستقرين بعيدا عن أية لعبة سياسية .. لقد دخلوا إلى حلب بالسلاح والمدافع كما في باقي أنحاء سورية وكان أول إنجازاتهم فيها هو تفجيران إرهابيين بثكنة هنانو وحلب الجديدة مع صلاة الجمعة ليذهقوا أرواح الأبرياء ، بهذه الطريقة البشعة ، لقد دخلوا المدن بهذه العقلية الإجرامية فما دور الجيش إذا بمثل هذه المواقف .. العنف لايولد إلا العنف “وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين” .. هل يمكن أن نقول بأن العنف والقتل وحمل السلاح أصبحت هي لغة الحوار السائدة في المجتمع السوري ؟ وهل يمكن أن يلجأ أي طرف من الأطراف والتيارات في سورية لفرض رأيه ورغباته بقوة السلاح حتى ولو على حساب الكرامة والسيادة الوطنية أو على حساب السوريين أنفسهم ؟ .. حتى نصل بسورية إلى دولة المؤسسات والقانون والإكتفاء بما لحق بنا من خسائر مادية وبشرية فعلينا أن نعقد العزم على حمل قيم التسامح والمحبة ونضمن جراحنا وندعو بالرحمة لكل شهدائنا ونكتفي إلى هذا الحد من العنف وإراقة الدماء والوقف عن تقاذف كرات المسؤولية بين مولاة ومعارضة فالأهم هو الوطن وإن لم نكن أمينين على تراب هذا الوطن وعلى مقدساته وحضارته فعلينا أن ندرك حاجة الأجيال التي من بعدنا للوطن ولترابه ولمقدساته ، وأن لا نسمح لغير السوريين بالمرور على تراب هذا الوطن والإساءة لقدسيته مهمها كانت صفاتهم وأدوارهم .. والله ولي التوفيق .

بواسطة
أحمد دهان / رئيس التحرير
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى