تحقيقات

مصياف.. بساط أخضر تعلوه القلاع والآثار المتنوعة

تتميز وتنفرد مدينة مصياف عن بقية المناطق بموقعها الجغرافي والاستراتيجي الهام في نقطة التقاء وسطي بين الجبال الساحلية والسهول الداخلية في سورية.
وتقع مصياف إلى الغرب من مدينة حماة وتبعد عنها حوالي 47 كلم وترتفع عن سطح البحر ما يقارب 450 مترا تحيط بمصياف مجموعة من الجبال أهمها جبال المشهد بارتفاع 1027 م وجبل عين خنازير بارتفاع 779 م تقريبا. وتتمتع مصياف بطبيعة خلابة فهي محاطة بالجبال التي تكسوها أحراش السنديان والبلوط والصنوبر والقطلب والبطم والسماق وتعتبر قبلة لكل من يرغب بالاستمتاع بمعايير الجمال الطبيعي. ويقول الباحث التاريخي أحمد ديوب من سكان المدينة إن مصياف يطلق عليها العديد من التسميات كمصيات ومصياب ومعناها الحصن الحصين وقد اطلق عليها ياقوت الحموي اسم مصياد لكثرة الصيد فيها. ويشير ديوب إلى أن مصياف تمتد على بقعة واسعة من البساط الاخضر الذي تحوي أنواعا مختلفة من الاشجار ويخترقها العديد من الجداول ومجاري الينابيع ذات المياه العذبة التي تتدفق منها كشريان يمد المدينة بالحياة تتدفق من كل جرف وواد لتعطي نموذجا رائعا لتنوع نباتي وحيواني فريد لم تختبره أي منطقة قريبة. كما تحتوي المنطقة على تشكيلة غنية ومتنوعة من الازهار الزينية كالتوليب والنرجس والازهار المعروفة بفوائدها الطبية كالبابونج والنعناع البري.
ويضيف ديوب.. إن مصياف غنية بالاثار الرائعة والجميلة ولعل اشهرها على الاطلاق قلعتها التي تعتبر أحد اهم القلاع السورية اضافة الى سوق مصياف التجاري القديم الذي تم ترميمه مع القلعة والجامع الكبير الذي كان يعرف بجامع النور وحمام السوق وبناء السرايا القديم وهناك مسجد الرفني الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن السادس الهجري.
ويعلو جبل المشهد العالي الذي تكسوه طبيعة خلابة من امهات اشجار البلوط والسنديان بناء اثري قديم معروف باسم القصر وآثار لقلعة الماهر المرتبطة بقلعة مصياف برباط وثيق.
ويشير ديوب إلى أن مصياف تشتهر بالعديد من الزراعات أهمها زراعة الزيتون والعنب والخضراوات والكستناء والرمان والكرز والاجاص والكرمة والتوت البري بأنواعه.
وتتميز المدينة بمناخ معتدل صيفا بارد شتاء إلا أن اجمل فصول السنة فيها هو الربيع ورغم أن مصياف تتميز بقوه هوائها إلا أن هذا الهواء خال من الغبار بسبب غنى المدينة بالغطاء النباتي. ويضيف ديوب.. أن مصياف تحوي على العديد من الينابيع الفوارة المتوزعة في أرجائها من اهمها نبع الفوار شرق المدينة والوراقة جنوبها والنائب وعين بيطار الذي يستخدم مياهه في ري البساتين المجاورة وعين زرقاء بالاضافة الى العديد من العيون الموجودة داخل المدينة والتي تستخدم مياهها للشرب كما تنتشر العديد من الينابيع على طول السفوح الشرقية للجبال الشرقية للجبال الساحلية لكن ناحية وادي العيون تعتبر من اكثر نواحي مدينة مصياف غنى بالينابيع ويزيد عددها على 340 ينبوعا ويعود التباين في غزارتها إلى التفاوت في كمية الامطار الهاطلة على المنطقة. ويشير ديوب إلى أن مصياف مدينة تعتمد على التجارة فهناك السوق الرئيسي والسوق الصغير الذي يضم عددا كبيرا من المحال التجارية التي تحتوي على مختلف انواع السلع الضرورية للسكان والمنطقة.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مصياف مدينتي الغالية,اشتقت إليك كثيراً,للأكاد ينفطر قلبي من ألم البعد عنك .أشتاق لجبالك وسهولك ووديانك, كم لعبنا وركضنا وفرحنا في روابيك وخمائلك الجميلة,مازالت نسمات هوائك الرطب يلفح وجنتي وأنى أنظر إليك من قمة جبلك المشهد العالي ومازالت الأناشيد والأغاني التي كنا ننشدها أن ورفاقي تمر بذاكرتي كأنما تجمدت هناك ولا تريد أحداثاً أخرى لتسجلها. يالسحرك !يالجمالك!

زر الذهاب إلى الأعلى