صدى الناس

مبروووك… جارتنا جاءها مولود

لم أكد أنتهي من فنجان قهوتي الصباحي الذي بدأت اعتاد شربه مؤخراً وأنا أتنعم بهواء بلادي البارد ونسماته الشديدة البرودة محاولاً قدر الإمكان أن أسرق بعضاً من وهج سيجارتي لأتدفأ به ،
كيف لا ونحن نحاول قدر الإمكان الاعتماد على وسائل تدفئتنا الذاتية التي منحنا إياها الله سبحانه وتعالى في محاولة قدر الإمكان إلى التوفير بقطرات المازوت الغالية النادرة المفقودة.
في تلك اللحظات التي أنعم بها بآخر رشفات فنجاني البارد وإذا بي أسمع صوت جلبة في بيت الجيران لتبدأ التبريكات والتهاني و "الزغاريد" فسألت والدتي "خير شو صاير ليش الزغاريد" فأجابتني والدتي بأن تلك المباركات تخص جارتنا "أم ربيع " فالجارات يباركن لها بمجيء المحروسة الجديدة على العائلة ووصولها بخير وسلامة بعد عناء تسعة أيام من التعب والالم ، وهنا سارعت أنا بالسؤال "تسعة أيام أم تسعة أشهر" فجاءني الجواب بأنها تسعة أيام والحمد لله وصلت " قنينة الغاز " بالسلامة إلى المنزل .
وهنا تذكرت البرد مرة اخرى فاشعلت سيجارتي الثانية وقررت أن اكتب رسالة أوجهها إلى حكومتي الغالية ووزير نفطها الأغلى أسأل من خلالها عن سبب هذه الأزمة الخانقة في المحروقات التي تعصف ببلدي الحبيب سوريا.
تصريحات كثيرة سمعتها بحكم مطالعتي الصحفية اليومية للاخبار وكتابة بعضها فهل السبب يا ترى هو صعوبة النقل كما صرح وزير النفط منذ فترة ووعوده المتكررة بأن الازمة في طريقها إلى الحل ، أم هل هو السبب كما صرح رئيس نقابة عمال النفط والثروة المعدنية منذ فترة يعود إلى تسريح عمال وحدات الغاز الذين يتمتعون بخبرة كبيرة في عمليات التعبئة أم ان السبب هو عمليات الشجع والاحتكار من قبل بعض الموزعين أم أن الشعب السوري أصبح "بردان " زيادة عن اللزوم و"يتدلل" زيادة عن اللزوم .
لم أستطع أن عرف سبباً محدداً ولكنني قررت التفكير به وأنا في طرقي إلى عملي خاصة وأنا أشاهد أدواراً وصفوفاً طويلة من المواطنين تحمل "البيدونات" وتنتظر امام الكازية علها تحظى بفرصة وقطرات من المازوت ، ولكني لم أبتعد كثيراً في طريقي حتى وجدت صفاً كبيراً من الناس وهم ينتظرون أمام مركز توزيع الغاز علهم أيضاً يحظون بمولود جديد .
نعم هي تلك الصفوف والأرتال من الناس التي بدأت أعتاد رؤيتها في مدينتي "يبرود " بشكل خاص وفي دمشق وسورية بشكل عام ، ولكن لماذا وما السبب الحقيقي وراء هذه الازمة ولماذا لم يصدق الوزير والمحافظ في وعودهم الدائمة بتأمين مادتي الغاز والمازوت للمواطنين قريباً جداً، أو ليست هي هذه الحكومة نفسها التي وعدت سيد الوطن في لقائه التوجيهي معها بالسهر على راحة المواطن أم ان الكلام شيء والفعل شيء آخر .
لا بد بأن أسئلتي هذه مشروعة ويسألها آلاف المواطنين السوريين يومياً وينتظرون تحقيق وعود المسؤولين خاصة وأن العديد منهم بدأ يعطل عمله لينتظر أمام محطات الوقود ومراكز الغاز ، فاصبحت المشكلة مشكلتين الأولى هي تعطيل العمل والثانية هي التكلفة الزائدة التي يدفعها المواطن ليشتري الغاز حيث وصل سعر "القنينة " إلى /500/ أو /700/ ليرة وحتى الألف ليرة في بعض الاحيان ، كما وصل سعر ليتر المازوت حتى /25/ ليرة من خلال تلك السيارات التي تجول على المنازل بعد انتظار شهر أو شهرين في الدور لتبيعه إلى المواطن بأسعار عالية .
ولكني أنا طبعاً مواطن متفائل وسأمنًي نفسي مجدداً بالأماني الطيبة فحكومتي الغالية حريصة على مصلحة المواطن ووزير نفطها يسهر على تامين احتياجات المواطن من المحروقات ، وللأمانة ايضاً هناك وزراء في هذه الحكومة بصدق جعلوا همهم الوحيد معالجة مشاكل المواطن وعملهم واضح كوزراء التعليم والسياحة والتربية والزراعة والصحة ولكن المواطن الغير مطلع على اعمال هؤلاء الوزراء بدأ يوجه اصابع الاتهام إلى الحكومة ككل في أزمة المحروقات هذه .
وأخيراً شكراً حكومتي العزيزة وأرجو ان تعذري كلماتي "السقيلة" ولا تؤاخذيني فهي هلوسات بدأت تجتاحني بحكم الحمى التي أصابتني من البرد ، ومبارك للمواطنين السوريين من سعيدي الحظ بمواليدهم الجدد .

بواسطة
أحمد حمزة الدرع

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. وشو مشان انو المواطن عنا ماعد يشبع مازوت !!!مع احترامي الك استاذ حمزة بس المازوت كل ماتوفر بالكازيات بصير الشاطر اللي بو يجيب شي خمس ست ولاد وهو يوقف اولهن ليعبو شي سبع بدونات وياخدهن نفس الشخص يعني هالكمية كلها عائدة لشخص وكل واحد صار بدو يخزن ببيتو مازوت وكأنو الدنيا هربانة وهاد هو السبب الأكبر بالنقصأنا معم قول انو السبب الوحيد بس يمكن يكون في اسباب كتيرة بس برأيي اذا بتقبلو هاد اعظمن وأنا عم بحكي بالنسبة للمازوت بسوشكرا .. دانا

  2. ان يتصدى الشعب لهؤلاء الغشاشين حتى ولو ادى الامر للتشاجر معهم ورفع الصوت وتحقيرهم علنا ولجمهم كما كان ابو شهاب يفعل بابو جودت لعل الدولة تسمع اصوات الناس في الشوارع

زر الذهاب إلى الأعلى