صدى الناس

مندوب المبيعات: مهنة إزعاج الناس

تتصفح الجرائد الإعلانية وتراها ممتلئة بفرص العمل، وأكثرها يعرض وظيفة (مندوب مبيعات)، وهذه المهنة باتت من أكثر الوظائف شهرة وارتفاعاً في الأجر، كما يذكر أصحاب العمل في الإعلانات.
ويرى الشباب في مهنة مندوب المبيعات رغم إقبالهم عليها، أنها الوظيفة الأكثر إرهاقاً وتعباً وكذلك الأكثر استغلالاً لهم ولوقتهم، حيث يُطلب منهم قضاء ساعات طوال في الشوارع أو المنازل للترويج لبضاعتهم، فيتعرضون في بعض الأحيان لسخرية الناس أو رفضهم لهم أو طردهم من المنازل، بالإضافة لصعوبات التعامل مع الشركة الموظفة لهم في حال لم يحققوا نسبة معينة من المبيعات كما طلبت الشركة.

أما من وجهة نظر الطرف الآخر في هذه المهنة وهو المستهلك، فقد أصبح الناس يكرهون هذه الوظيفة لأنها تبدأ باتصال هاتفي للسؤال عما إذا كنت تستخدم أدوات تجميل أو مكنسة كهربائية أو أجهزة تنقية مياه أو سجادة أو.. أو.. إلخ، ولا يقف السؤال عند هذا الحد، بل يمتد للتأكيد على ضرورة استخدامك هذه الأشياء وإن كنت لا تحبها، وإن أخبرت المندوب المتصل أنك لا تستخدم هذه الأشياء أو لا يوجد لديك في المنزل من يستخدمها فإنه يبقى مصراً على عرضها لك، ويستمر الاتصال لطلب المجيء إلى المنزل بعد إلحاح وترج، فيقبل المستهلك من أجل أن ينهي المكالمة التي ملها.

الملل والإزعاج الذي يصيب الناس جراء هذه المهنة يتمثل بقدوم المندوب إلى المنزل، وفي بداية دخوله يقول أنه يريد البقاء (5) دقائق فقط للشرح عن مبيعاته، لكنه يبقى في المنزل ساعة على أقل تقدير وهو يعيد نفس عبارات الشرح، ويُلح على صاحب المنزل لتجريب أدواته ضمن منزله مما يسبب الغضب لدى البعض، لأنهم يشعرون أنهم تحت الضغط من أجل شراء قطعة ما، ومهما أخبرت المندوب أنك لا تريد أن ترى شيئاً أو لم يعجبك شيئ مما يعرضه تبقى محاولاتك فاشلة لأنه لن يخرج بسهولة كما دخل بسهولة.

والطريف أن المندوب لا يقبل الخروج من منزلك حتى لو طردته إلا إذا أعطيته أسماء عشرة أشخاص مع أرقام هواتفهم ليكونوا ضحيته المقبلة.

سابقاً كانت هذه المهنة تقتصر على الشباب الذكور العاطلين عن العمل، لكنها باتت اليوم أكثر انتشاراً وشمولاً لشرائح مختلفة من الشباب والشابات والأكبر سناً والمراهقين، رغم عدم معرفة هؤلاء لمدى صلاحية وجودة المنتجات التي يقومون بترويجها والدفاع عن جودتها، إلا أن الحاجة للعمل كما يقولون هي الدافع لامتهان هذه الوظيفة باستخدام فن الكلام والعبارات القابلة للتصديق والإقناع، وبواسطة التجارب العملية التي يقومون بإجرائها داخل البيوت، حيث يصدق الناس البسطاء ترويجهم ويبدؤون بتناقل الخبر وشراء هذه المنتجات ليكتشفوا بعد عدة أيام أنهم تعرضوا لعملية غش كبيرة، ويكون شراؤهم مبنياً إما على الانبهار بما فعلته هذه الآلة المعروضة أمامهم أو بسبب الخجل من إلحاح المندوب.

هذه المهنة تتسبب بمخاطر على الناس وعلى المندوبين ذاتهم بالإضافة إلى السمعة السيئة التي تلاحق العاملين بها، فلابد من وجود رقابة على هذا العمل وتنظيم هذه المهنة ووضع معايير قانونية خاصة لمندوبي المنازل حتى تتغير النظرة السلبية والشكوك تجاه كل من يعمل بها.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى