شباب وتعليم

ضمن فعاليات مشروع دعم ثقافة الشباب (300) مشارك ومشاركة في مركز النشاط الشبابي بنبل يرصدون الشهب

سيجري : أهالي نبل تمكنوا من إحصاء ( 64 ) شهاب خلال المدة مابين الساعة الحادية عشر والثانية عشر ليلاً , حيث تمكنوا من رؤية الشهب بالعين المجردة خلال مشاركتهم بليلة الرصد الفلكية

يقوم هواة الفلك والمهتمون بالرصد لأهم الأحداث الفلكية بمراقبة ورصد هطول زخة شهب البرشاويات والتي أطلق عليها هذا الاسم نسبة إلى كوكبة نجمية سماوية تدعى (( برشاوس )) حامل رأس الغول ، حيث تشهد ليلتي الحادي عشر والثاني عشر من آب ومن كل عام هطول كثيف للشهب البرشاوية حيث يصل إلى ( 60 ) شهاب في الساعة الواحدة .. 

وضمن هذا التقليد السنوي وبدعوة من مجلس إدارة مركز النشاط الشبابي في مدينة نبل التقى حوالي ( 300 ) شاب وشابة مع أسرهم في سهرة فلكية لرصد الشهب البرشاوية حضرها السيد أحمد دهان عضو قيادة فرع الشبيبة بحلب إضافة لمجلس إدارة المركز وعدد من المثقفون والتربويون والأكاديمية ومجموعة من أسر وأهالي المدينة .. 

حيث تحدث في بداية السهرة الفلكية السيد " حازم سيجري " عضو مجلس إدارة النادي العلمي لرابطة جول جمال والمختص بعلوم الفضاء والفلك عن أهمية الرصد في هذه الليلة التي تصادف يوم الجمعة الثاني عشر من آب بأن " زخات الشهب أحياناً تنهمر بعدد كبير جداً من الشهب في ذات الوقت ، وقد يستمر ذلك لفترات قد تطول أو تقصر، ويمكن مشاهدة من ( 40 ) إلى ( 70 ) شهاباً في الساعة بعد منتصف الليل .. وتسمى هذه الحالات بهمرات أو زخات الشهب ، وقد كان الناس قبل معرفتهم سبب حدوث مثل هذه الهمرات ، يصابون برعب شديد مسيطر، حيث كان الظن سائداً أن النجوم قد بدأت بالتهاوي إلى سطح الأرض وأن القيامة ستقوم على الأرض وأهلها " .. 

خصوصية هذا اليوم ضمن الأحداث الفلكية دفع الكثيرون للمشاركة

ويضيف سيجري بالقول " بعد دراسة العلماء لهذه الظاهرة تبين أنها ناتجة عن بلوغ منطقة أحد مدارات المذنبات حول الشمس حيث تدخل البقايا كما قلنا جو الأرض وتتهاوى محترقة كشهب ، وما عن تتجاوز الأرض تلك المنطقة حتى يتوقف سيل الشهب المنهمرة , وأما زختنا ، زخة البرشاويات فإنها ناتجة عن تقاطع الكرة الأرضية مع بقايا مذنب سويفت – تتل وهو مذنب يكمل دورته كل 130 عاماً ، وتتميز شهبه بأنها لامعة وسريعة جداً إذ إنها تدخل الغلاف الجوي بسرعة تبلغ ستين كيلومتراً في الثانية " .. 

وعن عدد الشهب التي تم إحصائها خلال هذه السهرة الفلكية فيشير سيجري قائلاً " لقد تمكن أهالي نبل من إحصاء (64) شهاب خلال ساعة واحدة , بين الساعة الحادية عشر والثانية عشر في منتصف الليل , وتمكنوا من رؤية هذه الشهب بالعين المجردة خلال مشاركتهم بليلة الرصد الفلكية , بالإضافة إلى أننا قمنا برصد القمر الذي يشع نوراً في الليل , وكوكب المشتري عملاق كواكب المجموعة الشمسية حيث لاحظ الراصدون عدد من الأقمار التابعة لكوكب المشتري وهي تدور في فلكه " .. 

وأكد السيد " أحمد دهان " عضو قيادة فرع الشبيبة بحلب ورئيس مجلس إدارة منتدى الشبيبة للعلوم والمعلوماتية الفرعي إلى أن " هذه الفعالية تأتي تلبية لرغبات جيل الشباب في التعرف عن قرب بعلوم الفضاء والفلك حيث تمكنهم من رؤية القمر وبعض الكواكب والتعرف على مجرة دربة التبانة من نجوم وكواكب ومذنبات وشهب ونيازك , حيث أغنى النقاش والحوار أجواء هذه السهرة الفلكية والتي تأتي ضمن مشروع دعم ثقافة الشباب الذي أطلقته إدارة منتدى الشبيبة للعلوم والمعلوماتية بحلب تحت شعار (( سورية بخير بشهر الخير )) والذي يهدف إلى تنمية وتوسيع ثقافة الشباب علمياً عبر برامج تدريبية علمية وورشات عمل متخصصة " .. 

الجهة المنظمة للفعالية حرصت على أن تكون مميزة من خلال تنظيمها وحضورها ومشاركة جميع المهتمين 



من جانبه أشار السيد " حسين حاج خليل " مدير مركز النشاط الشبابي في مدير نبل إلى أهمية هذه الفعالية بالقول " إن أهمية هذه السهرة الفلكية بالنسبة للجماهير هي معرفة بعض المعلومات حول الشهب , وقد تمت المناقشة معهم في الكثير من الموضوعات الفلكية , سواء حول حياة القمر أو التعرف على بعض الكواكب أو بمعرفة كيفية ظهور الشهب والنيازك , وقد سادت أجواء من الهدوء والارتياح الكبير بين الجماهير لهذه السهرة الفلكية المميزة والتي عودتهم عليها منظمة اتحاد شبيبة الثورة " .. 

المهندس " بدر كعدة " منظم هذه الفعالية وعضو مجلس إدارة المركز أشار للتحضيرات التي سبقت هذه الفعالية ولأهميتها بالقول " فعلاً فقد لمس الحضور من شباب وشابات أنه في شهر الخير سورية بخير , فراقبوا على التلسكوب القمر وشاهدوا حفر النيازك عليه وراقبوا ولادة نجم المشتري في هذا اليوم " .. 

ويضيف المهندس كعدة بالقول " لقد طالبني البعض بأن أوجه لهم الدعوة في المرات القادمة حين قيامنا بمثل هذه النشاطات التي يقدمها فرع الشبيبة مشكوراً , وطالبني آخرون بمواكبة التقدم العلمي وأن يكون مع التلسكوب جهاز إسقاط وشاشة ليتم الرصد عبرها ليتسنى لجميع الحضور رؤية القمر والمشتري وأي شيء أخر يتم رصده بنفس الوقت للجميع , وأعبر نيابة عن جميع المشاركين بالشكر للجنة الفلكية ومنتدى الشبيبة العلمي الذين يتحملون عناء السفر في الليل بهدف تقديم المعلومة لدعم ثقافة الشباب .. ثقافة هذا الجيل رغم هذه الظروف الحرجة " .. 

المشاركون أشادوا بأهمية هذا النشاط العلمي وتمنوا الاستمرار بتنظيم مثل هذه الفعاليات

" بتول جورك ونور ياسين " طالبتان في المرحلة الثانوية عبرتا عن مشاعرهما لقاء مشاركهم في هذه الليلة الفلكية بالقول " حضرنا ليلة الرصد الفلكية هذه وكانت الفكرة بارزة من حيث الأهمية , فقد رصدنا سطح القمر وراقبنا تضاريسه , ورصدنا الشهب في السماء وأحصينا عددها وكانت سهرة فلكية علمية مميزة , نتمنى تكرارها " ..

" حسين جعويك , عمار عيد , محمد جنبلاس ومرشد حماشة " طلاب في الثانوية العامة الفرع الأدبي أكدوا بأنهم شاركوا بنشاط علمي مميز في حياتهم فأشاروا بالقول " ليلة الرصد الفلكية كانت مميزة وفريدة من نوعها تعرفنا من خلالها على مقتطفات جميلة حول دور القمر وجماله والنيازك والشهب وتأثيرها على الأرض وموعد سقوطها وكمياتها ونشوئها وأهميتها , كما تمكنا من التأمل في القدرة الإلهية التي خلقت هذا الكون الرحب والكبير المليء بالمعجزات الكونية التي لا نعرف عنها إلا القليل " .. 

آمنة شحادة وزينب إسماعيل كان لهما رأي مشابه لما تقدم به زملائهم فعبروا عن مشاركتهم بالقول " الأفكار التي تلقيناها بارزة ومميزة لم نعرف من قبل القمر عن قرب إلا عندما تعرفنا عليه عن طريق التلسكوب وقد رصدنا الشهب والنيازك , واكتشفنا أشياء لم نكن نعرفها حقيقتها من قبل , نتمنى أن نستمر في مواكبة هذا التقدم العلمي " ..

طلبة جامعيون شاركوا بهذه الفعالية فأغنوا تجاربهم وعزز من أفكارهم

" عمار كعدة " أمين وحدة نبل للأحياء وطالب في هندسة العمارة من جامعة حلب أشار لدور منظمة اتحاد شبيبة الثورة برعاية هذه الفعالية قائلاً " كما عودتنا منظمة اتحاد شبيبة الثورة دائماً فقد كنا بلية مميزة من ليالي الرصد الفلكي , حيث استشرفنا بلمحة وجيزة عن علوم الفلك , ثم قمنا برصد القمر وإحصاء عدد الشهب في السماء وأتمنى أن تستمر مثل هذه النشاطات الفلكية في منظمتنا الغالية , والجميل في هذا اليوم ما حققته هذه الفعالية من أجواء اجتماعية وتعزيز لحالة التواصل بين أبناء المدينة خاصة الحضور المميزة والكبير لأسرنا الكريمة ومشاركتها في هذه الفعالية بكل حرص ومتابعة واهتمام " .. 

ويشاركه الرأي السيد " حسين عيد " طالب في علم الاجتماع من جامعة حلب حيث توجه بالشكر لمنظمة اتحاد شبيبة الثورة على هذا النشاط الجميل ويتابع قائلاً " إن تميز هذا النشاط وحرص المنظمة على تنفيذه يدل على حقيقة هامة وهي بأن المنظمة حريصة على نشر الوعي والثقافة العلمية خاصة في الأرياف ومنها ريف محافظة حلب , ورغم أن مدينة نبل تتميز بكثافة المثقفين والأكاديميين إلا أن لقاءنا اليوم يختلف عن أن لقاء علمي آخر , واشكر مركز الأنشطة الشبابية في نبل على هذه البادرة الطيبة , حيث أننا نرى جميع فئات سكان المدينة من أطفال وشباب وشيوخ وشابات ونساء جاءوا جميعهم حرصاً على الفائدة وعلى تزويدهم بالمعرفة والعلم " ..

وللأسرة التربوية دور مميز في هذه السهرة الفلكية

السيد " حسين علاو " من المدرسين والمربين الذين واكبوا هذه الفعالية , يشير إلى أهميتها قائلاً " بعد دعوتي من قبل إدارة مركز النشاط الشبابي إلى ليلة الرصد الفلكية هذه تمكن من الحضور ورصد هطول الشهب ورصد المشتري والقمر , ولقد استفدنا كما استفاد الجميع من هذه الفعالية العلمية المميزة التي جمعتنا في هذا الليل الجميل والهادئ وأتوجه بالشكر إلى كل من ساهم في هذا العمل العلمي الهام واخص بالشكر السيد أحمد دهان عضو قيادة فرع الشبيبة والسيد حسين حاج خليل والحريصان دائماً على متابعة وتنفيذ أي نشاط يرتقي بطموح شباب الوطن ويعزز من قدراته " ..

تكريس لقيم العلم وتكريم لحالات التفوق والإبداع

وعلى هامش أعمال هذه الفعالية تقدم السيد " أحمد دهان " عضو قيادة فرع الشبيبة بهدية رمزية للطالب شادي كعدة تكريماً لتميزه وتفوقه في امتحانات الشهادة الثانوية العامة الفرع العلمي لهذا العام ولحرصه على متابعة العمل في إنجاح الأنشطة العلمية التي يقوم بها المركز , وأكد عضو قيادة الفرع على أهمية التفوق والاستمرار بهذا الحالة الريادية مؤكداً بالوقت ذاته إلى أن العمل على الاستمرار بالتفوق هو أصعب من تحقيق التفوق , لأن المحافظة عليه يتطلب المزيد من الجهد .. 

وأشار الطالب " شادي كعدة " عن أهميته تفوقه وحرصه على المشاركة بالفعاليات والأنشطة العلمية بالقول " أن تكون متفوقاً ومتميزاً فهذا ليس بالأمر السهل , وبذلت كل جهودك لذلك , فكل شيء سيكون إلى جانبك .. اهلك .. أصدقائك .. وحتى الناس جميعاً من حولك .. وستنال في النهاية ما ترمي إليه ولن يضيع الله تعبك " ..

ويتابع شادي قائلاً " كنت من أحد الطلاب المتفوقين , ولكن الوصول على هذا المكان استغرق جهاً وعملاً كثيرين .. فنحتاج إلى الدراسة كل يوم لمدة لا تقل عن ثماني ساعات , وعليك أن تزيدها بمرور الوقت , تحتاج للأهل والتفاؤل اللذان لن يفارقانك , وإني أقول لمن أراد أن يكون متفوقاً بوركت , فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة , لتبدأ بالعمل المثمر والجاد وعليك أن تجعل مقولتك " لم أنجح لأن الظروف صعبة " بل عليك أن تقول " نجحت رغم الظروف الصعبة " , وأكد بأن هذا التفوق ما كان ليكون من نصيبي لولا مساندة عائلتي ومدرسين في المدرسة الذين يشكلون الأسرة الثانية بحياتي , وأهدي تفوقي هذا إلى قائد الأمة ورمزها السيد الرئيس بشار الأسد " ..

بواسطة
مكتب الإعلام بفرع شبيبة حلب
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى