شباب وتعليم

المواطنة والانتماء للوطن في محاضرة فكرية لاتحاد عمال محافظة حلب وشبيبة حلب

أحمد دهان : المجموعات الإرهابية التي ارتكبت جرائم وروعت المواطنين في سورية بالإضافة للمؤتمرون في إنطاليا وبروكسل سقطت عنهم صفة المواطنة

العلاقة بين المواطنة والانتماء للوطن علاقة تكاملية في حال توفر الظروف لتعزيز وجودها كما أن المواطنة هي الانتماء الحقيقي للوطن فكراً وعملاً ومنهجاً وانتماءً ولا يمكن أن يكتسب الفرد صفة المواطن إن لم يكن قد عبر عن انتمائه للوطن من خلال عمله وشعوره وعلاقاته مع أفراد المجتمع الآخرون .. 

بهذه الكلمات كانت بداية المحاضرة التي ألقاها الإعلامي السيد أحمد دهان عضو قيادة فرع شبيبة حلب في صالة اتحاد عمال محافظة حلب , وأضاف مؤكداً بأنه حينما نتحدث عن الرابط القوي والشعور الكبير الذي يوجد لدى الفرد من خلال حبه وتطلعه للانتماء للوطن والدفاع عن أمنه واستقراره وتعزيز حالات التعايش بين أبناء شعبه , وبالرغم من محاولات الكيان الصهيوني لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين إلا أنهم كانوا عاجزين وما يزالوا عاجزين عن خلق عامل المواطنة في نفوس أفرادهم وما تزال هذه المشاعر الوطنية التي تعبر عن الانتماء للوطن والإحساس بالمسؤولية تجاه هذه الوطن مفقودة حتى في أعلى سلطات الاحتلال الصهيوني .. 

أخوتنا الفلسطينيون أنموذج لحق المواطنة والشعور بالانتماء للوطن 

ونوه المحاضر إلى أن المفارقة واضحة بين الانتماء للوطن وعدم الانتماء للوطن ويتجسد ذلك جلياً في أبعاد القضية العربية الفلسطينية التي اتخذت أبعاد وزوايا عدة , فالكيان الصهيوني هو جسم غريب لا ينمي لوطن ولا يمكن أن نؤكد حقيقة إقامة هذا الوطن , فالأوطان ليست وليدة العرق أو الطائفة أو المذهب , والأوطان ليست وليدة اللحظة لأنها تتشكل وفق عوامل وظروف طبيعية وليست اصطناعية , وإننا نلحظ ومن خلال متابعتنا لأحداث القضية الفلسطينية الشعور الوطني وحقيقة الانتماء للوطن من خلال أخوتنا العرب الفلسطينيين الذين لم يتخلوا ولو لحظة واحدة عن حقهم بالعودة لوطنهم الأم ولم يتخلوا عن مطالبهم برحيل أشكال الاحتلال والاستيطان فغدا أخوتنا الفلسطينيون أنموذج لحق المواطنة والشعور بالانتماء للوطن .. 

وحينما نتحدث عن حق العودة فقد ظهر هذا الأمر جلياً من خلال اندلاع خط المواجهة بين الأخوة الفلسطينيون والسوريون مع أفراد من الكيان الصهيوني , حيث اعتدى أفراد من الكيان الصهيوني على المدنين العزل من أخوتنا الفلسطينيون والسوريون الذين أرادوا العبور متوجيهن إلى يافا وباقي المدن الفلسطينية لإحياء ذكرى النكسة , ورغم ذلك أغمضت وسائل الإعلام التي تهاجم سورية خلال هذه الأيام عن ما حدث من إرهاب إسرائيل بحق الأخوة العرب قاطبة .. 

من يعتدي على أمن واستقرار الوطن أو يتآمر على مصلحته لا ينمي إلى أي وطن لأنه فقد شرعيته 

وأشار المحاضر إلى أننا عندما نتحدث عن العروبة والانتماء إلى الوطن فلا بد من الإشارة إلى أن ما يتحدث في سورية هو صراع حقيقي حول قضية أساسية ألا وهي قضية الانتماء .. فسورية هي الوطن الكبير الذي يملاً حبه وتقديره جميع دول العالم وكانت ما تزال سورية أنموذج لوطن السلام إلا أن الصراع الداخلي والخارجي في سورية هو حول مسألة الانتماء أو عدم الانتماء , ولهذا فعندما نقول بأننا ننتمي إلى الوطن الأم سورية فهذه إشارة واضحة لحبنا وتقديرنا واعتزازنا بهذا الانتماء الذي يشكل شعور وطني إنساني ونكون بذلك قد أشرنا إلى أننا ننتمي إلى الأرض السورية وللشعب السوري وللغة العربية التي يتحدث بها السوريون وللسلطة التي تحكم وتقود البلاد ونخضع لنظريات وتطبيقات القواعد القانونية التي توجد في هذه البلاد ونحترم القانون والدستور والأهم من ذلك أن نكون محترمين تجاه كافة المواطنين لأننا نرتبط برابطة الشعور الوطني والانتماء للوطن الذي يجسد فكرنا وعقلنا وعملنا وهذا يقودنا بالتالي إلى أنه لا يمكن لفرد أن ينتمي للوطن وهو يحمل السلاح ويمارس الإرهاب تجاه أفراد الوطن ولا يمكن أن تجتمع قضية الانتماء مع قضية ارتكاب الجرائم بحق الموطنين .. وكيف يمكن أن نقول عن هؤلاء الذين اجتمعوا في انطاليا وبروكسل وتحالفوا مع أعداء الوطن تجاه تفتيت هذه الوطن والمساس بأمنه , وقد تحدوا بذلك آمال وطموحات ومشاعر الشعب السوري .. فكيف يمكن أن نقول عنهم بأنهم مواطنون أو ينتمون للوطن وهم خارج الوطن ويحاربون قانونه وأمنه واستقراره .. إذاً القضية هي بأنهم لا ينتمون إلى الوطن لكنهم يتفاصحون بأنهم من أبنائه وهذه مغالطة كبيرة لا يمكن للفكر أن يكرسها .. 

وتابع المحاضر حديثه بالقول .. لقد أثبت المجموعات الإرهابية والتخريبية والتحريضية ومجموعات المتآمرين على الوطن بالداخل والخارج والتي ظهرت نتائج أعمالها الإجرامية في معظم المناطق السورية على عدم انتمائه للوطن وسقوط شرعيتها تجاه هذا الانتماء , حيث بدأت مطالبهم تعلوا سقف الوطن وبدأت كلماتهم تترجم حقد الأعداء على الوطن وبدأت أعماله بترويع المواطنين الآمنين والمساس بأمن الدولة واستقراره وما تخريب المؤسسات العامة والخاصة إلا تأكيد لما نقوله عن عدم شرعية هؤلاء الأفراد الذين يدعون بأنهم مواطنين أو أنهم ينتمون للوطن .. 

وأضاف المحاضر في ختام حديثه بأن المواطنة تفرض على المواطن أن يعمل جاهداً على تعزيز وحدة الوطن وتحقيق أمنه واستقراره وسلامه , وتفرض عليه أن يحترم القانون ويعمل تطوير وبناء الوطن بما ينسجم مع رؤية المجتمع , وبين المحاضر أن هناك جملة من العوامل التي تشكل عناصر قوة للوطن وبنفس الوقت تعتبر عناصر ضعف في حال غيابها ومنها الوحدة الوطنية التي تعبر عن النسيج الاجتماعي داخل المجتمع وكلما تعززت كلما عبرنا من خلالها عن تماسك الشعب وقوة الوطن إلى جانب العوامل الاقتصادية التي هي من أهم دواعي قوة الوطن أن يعيش البلد في حالة رفاه اقتصادي كما أن مستوى التعليم يعبر عن مدى قوة الوطن وكذلك العمل يعزز من إمكانيات قوة الوطن ويسعى لتحقيق تطوره وتقدمه في حين أن زيادة معدلات البطالة لها الأثر السلبي في الكثير من المجتمعات لأنها تحرم الموطن حقه في العمل وتدفعه للإجرام في الكثير من الأحيان . 

وأعقب المحاضرة مداخلات وإضافات تحدث فيها كل من 

بكار سليمان ( رئيس نقابة الغزل والنسيج ) : في الحقيقة أضافت المحاضرة لنا أفكاراً جديدة وكانت شاملة للانتماء للوطن وقائد الوطن كما أن أسلوب إلقائها كان واضحاً ومما زادها غنى أنها سلطت الضوء على العديد من الأمور الفكرية . 

محمد صبحي عبد الفتاح ( رئيس نقابة الصناعات الخفيفة ) : الحقيقة ماسمعناه من محاور في هذه المحاضرة كانت موثقة وسلطت الضوء على الكثير من المحاور الوطنية وعبرت عن النسيج الاجتماعي داخل المجتمع . 

ياسر أبو شعر ( عضو نقابة التبغ ) : زادت المحاضرة من أهمية المواطنة والانتماء للوطن وغرست أفكاراً جديدة وزادها ألقاً أنها كانت حوارية وشاملة . 

ميسون حميدي ( نقابة التبغ ) : إن مثل هذه المحاضرات في مثل هذه الظروف لها دور كبير في التوعية والتثقيف والإطلاع عن كل ما هو جديد . 

أحمد فاضل وفائي ( عضو نقابة التمريض والقبالة ) : إننا ومن خلال هذه المحاضرة نؤكد الوفاء والولاء للوطن ولقائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد وإننا مع مسيرة التطوير والإصلاح التي تسير بشكل يلبي طموحات ورغبات الجماهير . 

أحمد بالو ( مدير النادي الثقافي الشبيبي ) : عنوان مهم نتناقش به في مثل هذه الظروف , حيث أننا ومن خلال متابعتنا لمختلف الفعاليات الثقافية والفكرية استطعنا أن نخلق حواراً ثقافياً جسدنا فيه أننا في سورية نعيش حياة قل نظيرها من خلال الانتماء والولاء والعيش المشترك . 

هذا وكانت السيدة ليلى حميدي أمينة الثقافة والإعلام في اتحاد عمال محافظة حلب قد تحدثت في بداية المحاضرة فأشارت إلى أهمية ودور الثقافة العمالية في حياة الطبقة العاملة وإن مثل هذه المحاضرات التي يقيمها اتحاد محافظة حلب تزيد من ثقافة ووعي عمالنا وتضعهم في الصورة الصحيحة للعديد من القضايا الفكرية والثقافية إلى جانب الحوار الذي تخلقه هذه المحاضرات تجعل الحضور على علاقة تفاعلية ما بين المؤسسات النقابية والمؤسسات الثقافية والمنظمات الشعبية . 

حضر المحاضرة كل من السادة علياء قباني رئيسة مكتب الإعداد وتنمية المهارات الشبابية بفرع الشبيبة ورؤساء مكاتب النقابات وعدد من مدراء الأندية الثقافية والإعلامية وحشد من الأخوة العمال .

بواسطة
محمد القاضي
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى