ثقافة وفن

المهرجان المسرحي التاسع والعشرون للشباب يتابع أعماله على مسرح صالة معاوية بحلب

تستمر عروض المهرجان المسرحي التاسع والعشرون للشباب بحلب حيث تتابع الفرق المسرحية القادمة من مختلف روابط شبيبة حلب تقديم عروضها وسط حضور فني وجماهيري ملفت النظر ..

مسرحية " جيجو " لثانوية الأسد للمناشط الشبيبية .. 

مساء يوم الاثنين الماضي قدمت فرقة ثانوية المناشط الشبيبية عرضها المسرحي بعنوان " جيجو " من تأليف الكاتب التركي عزيز نيسين والإخراج للفنان الشاب حسام خربطلي , فعلى الرغم من النص الجيد الذي عمل عليه المخرج فإنه والحق يقال لم يأخذ حقه الواجب , فقد كان هنالك كثير من النقد حول الإيقاع العام للمسرحية الذي هبط منذ البداية ولم يستطع الممثل أن يعيده ، ويذكر أن العمل يندرج ضمن مسرح المونو دراما المعتمد على الممثل الواحد في إبراز الحالات والانفعالات جميعاً ، وقد أكد الجميع ضرورة الشدة في النقد كون الممثل " إياد شحاده " والمخرج ليسا جديدين على الساحة الفنية لذلك تم التعامل مع المسرحية كونها مسرح للمحترفين وليس للهواة .. 

وحول مضمون العمل المسرحي أشار مخرج العمل حسام خربطلي عنه بالقول ..

" تناولت في المسرحية حالة الوحدة التي يعيشها شخص ما في منزل بمفرده ولديه بعض الحيوانات التي يتسلى معهم كالكلب والقطة والسلحفاة والسمك والعصفور , وقد سماهم كل واحد باسم خاص به ، بعد فترة ينقلب على هذا الواقع الذي يعيش فيه ويقرر أن يتزوج , ولكنه بعد فترة يعود إلى المنزل نفسه ليرى هؤلاء الذين قد شاركوه في وحدته وآنسه قد ماتوا جميعاً فيكتشف بع فوات الأوان أن العالم الذي كان يعيش فيه وحيداً أجمل من العالم الذي انتقل إليه بعد الزواج ، أما بالنسبة لـ " جيجو " فهي امرأة يمارس الرجل معها الجنس بشكل يومي على الرغم من افتقاره لعلاقة زوجية " .. 

وعن ردود الفعل التي لقيها العمل يشير خربطلي بقوله ..

" إن هكذا نوع من الأعمال إذا عرض على مدى عشرة أيام فإنه ينجح ليوم واحد فقط ويفشل تسعة أيام , لأنه يحتاج إلى حساسية شديدة ودقة في العمل وحالات نفسية معينة ففي مثل هذه الأعمال حتى الجمهور له دور كبير في إنجاح العمل أو إفشاله طبعاً نحن لا نضمن الجمهور وهذا ما افقد العمل إيقاعه وهذا ما افتقرنا إليه ولكني كنت أتمنى من اللجنة أن تبدي رأيها بالإخراج أو بالحركات الإخراجية إلا أنني لم ألاحظ غير التركيز على موضوع واحد ألا وهو الإيقاع لذلك كان المتحدثون يردن على بعضهم البعض دون التطرق إلى المواضيع الأخرى التي يجب النظر إليها " . 

أسرة عمل مسرحية " جيجو " من تأليف عزيز نيسن وإخراج حسام الدين خربطلي أما الممثلون فهم : إياد شحادة في دور الرجل , ريم محمد في دور جيجو , جهاد خربطلي في دور الكلب , محمد عارف في دور القطة , محمد شوك في دور السلحفاة , روفين عبدو في دور فتاة اللوحة , نزهت شاهين في دور البواب . 

أما الفنيون ففي الإضاءة ( عمار جراح ) , الصوت ( نور بدوي ) , الديكور ( رمزي صباح ) , مساعد المخرج ( نزهت شاهين ) والإشراف العام ( عبد القادر نعسان ) . 

مسرحية " لكنه شرعي " لرابطة صلاح الدين .. 

يوم الثلاثاء ثالث أيام المهرجان شهدت صالة معاوية حضوراً جماهيرياً مميزاً , حيث عرضت مسرحية لكنه شرعي لرابطة صلاح الدين من إعداد محمود جقماقي وإخراج محي الدين أرسلان , مسرحية هادفة تستهدف إحدى العادات التي كانت موجودة أو هي موجودة في المجتمع العربي والتي عانى منها الكثير من الناس وراح ضحيتها الأكثر ألا وهو إجبار الفتاة على الزواج وهي تحت السن القانوني ، هذه الفكرة طرحها المخرج بطريقة بريئة وقريبة من الجمهور الذي تفاعل مع القضية على الرغم من أن الفكرة مطروقة سابقاً , ولكن المخرج برؤية ذكية للموسيقى المرافقة للعرض والتي كانت مجموعة من الأغاني للسيدة فيروز , وبالإضافة إلى الأطفال الذين كانوا مشاركين في الأداء استطاع لفت انتباه الجمهور إلى الأبعاد الأخرى للمسرحية , وعدم التركيز كثيراً على ما ورد فيها من أخطاء سواءً على مستوى الإضاءة أو على مستوى الأداء أو حتى بالنسبة للأخطاء اللفظية التي وقع فيها الممثلون .. 

لكنه شرعي ومباح لهذا المخرج المتمرس عرض الفكرة التي تطرق إليها بالطريقة التي تخدم رؤيته وبالأسلوب الذي يرتئيه وقد لقي استحسان المشاهدين بالمجمل بالإضافة إلى لجنة التحكيم . 

في لقاءنا مع مخرج العمل الفنان محي الدين أرسلان تحدث إلينا عن العرض قائلاً .. 

" إن الفكرة التي حاولت تقديمها في العمل هي شرعنة اللاشرعي , فالفكرة الأساسية للعمل هو أنه لماذا نعطي شرعية لأشياء غير شرعية في المجتمع , والمجتمع بذاته يشارك في هذه الشرعية إن كان سواءً أرجل دين أو الأب أو الأم أو حتى الزوج " .. 

وفي سؤالنا فيما إذا كان الموضوع الذي قد طرحته يعكس الواقع الموجود في منطقة معينة أم هي حالة عامة حاول عرضها , فأجاب 

" في الحقيقة حدث جدال كبير أثناء الندوة حول إن كانت المسرحية تستهدف منطقة معينة كمنطقة نائية , فأنا أقول أن هذا غير صحيح فأي منطقة حتى لو كانت متطورة وواعية فيمكن لهذه الحالات أن تكون موجودة ولو كانت قليلة , لأنه هنالك حالة اختلاط عامة بين الذكر والأنثى , لذلك فمن النادر وجود مثل هذه الحالات لكنها بالنهاية موجودة في مجمعنا " .. 

وحول قدرته على تحقيق التوافق بين جميع المشاركين بالعمل رغم اختلاف الشرائح العمرية من دون أن تخل بالنظرة العامة للعمل فأجاب بالقول ..

" هؤلاء الأطفال كانوا معي منذ فترتهم الأولى في المدرسة ومتأقلمون على الوضع المسرحي بشكل عام ، لذلك لم أجد صعوبة في ضبطهم لأننا تأقلمنا على بعضنا وكل منا يعرف رؤية الآخر " .. 

أسرة عمل مسرحية " لكنه شرعي " الإعداد ( محمود جقماقي ) والإخراج ( محي الدين أرسلان ) أما الممثلون فهم : كلستان بوظو ( عريفة ) , آرين حسن ( جميلة ) , ليلان محمد ( زينب ) , محمد سيدو ( الشاعر ) , فيدان حميدي ( عانسة ) , جيهان شيخ عبدو ( حورية ) , غدير جمعة ( فيدان ) , مريم عبدو ( هاجر ) , فرهاد مامو ( النجار ) , جمال مامو ( الأشوص ) , جوان مصطفى قاقو ( برهوم ) , جميل قاقو ( إسماعيل ) , زوزان مامو ( فوزية ) , لافا مصطفى ( حياة ) , إسماعيل عجو , جوان قاقو , دجوار قرط علي , آزاد علي . 

أما الفنيون فهم : في الإضاءة ( إسماعيل عجو ) , تصميم الديكور ( نحي الدين أرسلان ) , تنفيذ الديكور ( الورشة المسرحية ) , الموسيقيون ( عازفة الكمان : ميديا محمد , غناء الفنان : نعيم شباب ,مساعد مخرج : آزاد علي ) . 

مسرحية " أنا الكاتب " لرابطة أبي فراس الحمداني ..

مساء الأربعاء 30/3/2011 عرضت فرقة رابطة أبي فراس الحمداني مسرحية " أنا الكاتب " للكاتب والمخرج عبد الكريم رحمو ، مسرحية استهدفت نقاطاً في المجتمع كانت ومازالت موجودة , قدّمها بطريقة " الانتراكت " المسرحي والذي كان مؤلفاً من عدد من الأنتركتات المسرحية التي أعجب بها الحضور أشد إعجاب ، ولكن إذ ما تطرقنا إلى النص الذي حاول الكاتب تمثيله على الخشبة فأعتقد أن المشاهد لم يفاجئه شيء في النص المنقسم إلى عدد من المشاهد والتي كانت توصل بالضرورة إلى نتيجة قد تكون مفاجأة للجمهور لكن مفاجأتها جاءت من بديهيتها , فنحن تعايشنا مع المواضيع التي تحدث عنها الكاتب ولكنناّ من الممكن أننا لم نعرها اهتماماً أو لم نقف عندها حتّى ، فقد كانت المشاهد كالقصة القصية جداً تروي حدثاً عادياً وتكون " القفلة " مفاجأة .. 

هذا على صعيد النص ، أما على صعيد الأداء المسرحي والتمثيل فقد لاحظنا أداءً ضعيفاً من قبل بعض الممثلين ، وكان هناك أحياناً شرود للممثل في صلب المسرحية .. ولكنهم رغم ذلك أخذوا تصفيقاً حاراً من الجمهور الذي يبدو أنه نسي الأداء وركّز على النص وكذلك ليس النص كله فقد كان ينتظر الخاتمة فقط .. وحالما تأتي الخاتمة يبدأ التصفيق حتى وإن كانت عادية أو مطروقة وبذلك نسي الأداء ونسي النص الذي يجب أن يكون مترابطاً ونسي حتى الإضاءة أو الموسيقى التي خدمت العرض فقط أثناء الانتقال بين المشاهد والتي أحيانا كانت تطول .. 

المخرج والكاتب عبد الكريم رحمو يتحدث إلينا حول العمل فيقول ..

" العمل المسرحي كان عبارة عن لوحات وكل لوحة تناقش قضية فلسفية معينة وجميعها في النهاية تصب في الهم العربي ومشاكل الإنسان العربي ، ويجب على الإنسان العربي أن يعلم أن عصر الحروب العسكرية قد ولّى ولكن جاء بدلاً منه كثير من الأشياء كالفتن والاغتيالات وهذا ما حاولت طرحه من خلال تسعة لوحات سوداوية ولوحة ختامية تعطي الإشراق والأمل للمستقبل .. 

وحول تعرض أفكاره في النص لتقديمها كلوحات وليس كمسرحية تناقش قضية كاملة , أشار رحمو بقوله .. 

" صراحة .. الإنسان العربي له مشاكل كثيرة ولدينا أمور سلبية في مجتمعنا وحياتنا اليومية ، وعندما باشرت في كتابة المسرحية احترت بأي قضية أكتب لكثرتها لذلك ارتأيت أن أقدم كل هذه القضايا بمجموعة من اللوحات ونشمل في العمل المسرحي أكثر من قضية " .. 

ويضيف قائلاً " وكوني الكاتب والمخرج فهذا الأمر خدمني كثيراً فعندما أعمل على عمل ليس من إخراجي فيجب أن ادقق على كل التفاصيل التي يريد الكاتب إيصالها إلى المتلقي وإلى كل رمز أوحي به , وهذا يتطلب جهداً ودراية كبيرة ، أما كوني ككاتب للنص فأنا أعرف جيداً الرؤية التي أريدها وماذا أريد إيصاله " .. 

وحول الجديد في عمله يشير رحمو قائلاً " إن الذي لاحظناه في المهرجان التاسع والعشرين لمهرجان الشباب أنه كان هنالك طرح جريء للمواضيع لم تكن معهودة في مسرح الشباب من قبل ، وأعتقد أن المواضيع التي طرحها العمل كانت جريئة وغير مطروقة طبعاً هذا برأي الجمهور الذي حضر وناقش العمل " .. 

أسرة عمل مسرحية " أنا الكاتب " من تأليف وإخراج ( عبد الكريم رحمو ) , الإشراف ( أحمد الفارس علي ) , الممثلون وحسب الأدوار : محمد غباش ( الصياد الغبي – والد العروس – رئيس المحكمة ) , عمر واكي ( الخفاش , الصياد الانتهازي – الأعرج – العريس ) , جنيد حاج جنيد ( مذيع – مستشار – محكمة ) , عبد الله الراجح ( الشيطان2 – مستشار2 ) , أحمد هاشم ( شيطان1 , جهة الإدعاء ) , إبراهيم سكر ( عامل نظافة – مواطن ) , جهاد سليمان ( الكلب – رجل 1 – الأعرج ) , بشار الزالق ( رجل2 ) , مجد الخضر ( راوي1 ) , أيمن عبد الغني ( راوي2 ) والطفلة ( ليمار رحمو ) .. 

أم الفنيون : مساعد المخرج ( أحمد العلو ) , ديكور ( زكي الزين – محمد الكبير ) , ملابس ( حسن الحسين – جمعة رحمو ) , اكسسوارات ( أحمد رحمو ) , الموسيقى ( مختارات ) , تنفيذ الموسيقى ( ممدوح درويش ) , تنفيذ الإضاءة ( عمار جراح – عبد الله عصفور ) , تصوير فيديو ( ياسر شيخو ) , تصوير فوتوغرافي ( عبد القادر خزمة ) , تصميم البرشور ( مكتبة البيان ) .. 

وعلى هامش العروض المسرحية التقينا مع الفنان أحمد مكاراتي مدير المهرجان الذي تحدث لنا عن واقع الأعمال التي عرضت ضمن المهرجان بقوله ..

مسرحية " جيجو " تحدث العمل عن الوحدة والانعزال وآثارهما السلبية على النفس , عالج المخرج نصه بشكل واقعي عبر شخصية محورية انطلق من خلالها ليسلط الضوء على كل ماهو سلبي في حياة الفرد الذي يدفن نفسه غياهب الانعزال . 

في حين أن مسرحية " لكنه شرعي " عمل مخرج العمل على تقديم رسالة تمحورت حول الزواج المبكر وأضراره على الفرد والأسرة كما طرح موضوع العنوسة ونظرة المجتمع للفتاة , جاء النص بما يطرح مسلطاً الضوء على هذه النقطة الهامة في حياة مجتمعنا الريفي . 

أما مسرحية " أنا الكاتب " فقد جاء العمل بانورامياً بطرحه , حيث سلط الضوء على قضايا متعددة في مجتمعنا يعيشها شبابنا وشاباتنا ,والعمل متلون ومتنوع يتناول بعض من هموم ومشكلات الشباب الحياتية .. 

مواضيع ذات صلة 
– حفل فني لافتتاح فعاليات المهرجان المسرحي التاسع والعشرون للشباب في حلب

اللجنة الإعلامية للمهرجان
المتابعة : أحمد دهان
إعداد وتصوير : نوح حمامي – أغيد شيخو

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أغلب الحضور كان من مشاركي الفرق المسرحية وأسرهم وهذا إن دل فهو يدل على ضعف الإعلان عن هذا المهرجان .. ولو كان غير ذلك .. أين المهتمين بمسرح الشباب .. على الأقل ممن عمل فيه ويتابعون أعماله

زر الذهاب إلى الأعلى