تحقيقات

محافظ حلب يفتتح معرض تجربة فوتوغرافية شابة لـ ( ماهر أقرع )

لوحات تعبر عن التراث الحجري والبشري لمحافظة حلب التقطتها عدسة فنان ضوئي خلال مسيرة عمله الصحفية بين الوجوه والجدران وفي مقهى نهر الفن افتتح المهندس علي أحمد منصورة محافظ حلب معرض الفنان الشاب ماهر أقرع ..

فقد استطاعت الصور الفوتوغرافية التي وزعت في أرجاء المعرض أن تحاكي "حلب" بكل ما فيها من أصالة وتاريخ من خلال أوابدها المعمارية التي تبقى شاهقة شاهدة على الحقب التي مرت بها هذه المدينة العصية على النسيان، فتتراءى هذه الحارات وتتربع بعنفوانها وجمالها على تقنيات اللوحات الضوئية لتأتي تلك الوجوه المجعدة لتحكي تاريخاً قد خبئته الجدران والأزقة .. 

الفنان الشاب "ماهر أقرع" من مواليد 1989 ، طالب في كلية الفنون الجميلة قسم الديكور ، حائز المركز الأول في مسابقة التصوير الضوئي للشباب التي أقيمت بالتعاون بين صندوق الأمم المتحدة للسكان واتحاد شبيبة الثورة عام 2007م , شارك في العديد من المعارض المشتركة كان آخرها " معرض حلب في عيون شبابها " ، وقدم معرضين شخصيين عن حلب وتاريخها. . 

ولتسليط الضوء على المعرض ورسائله الفكرية والإبداعية التقينا بالفنان الضوئي الشاب "ماهر أقرع" الذي تحدث لنا عن الدوافع وراء اختيار هذه الفكرة لمعرضه من خلال دمج الوجوه مع الجدران ، فقال : " عدسة زجاجية صغيرة اخترقت مجموعة من القرون المتباعدة والمتقاربة لتبحث عن المهمل والضائع والذي يكاد يختفي والمتمثل اليوم بعنوان "وجوه وجدران"، والذي أرى فيه رحلة للإبحار مع التاريخ على متن جدران رسمها الزمن .. أطلقت فيها العنان لعدستي لتسلط ضوئها في تجربة لاكتشاف حلب .. 

حلب باستثناء مسجدها الكبير وقلعتها ، امتزج فيها العديد من الأوابد التي تعود للعصر الأيوبي والمملوكي والعثماني في تناغم جميل لفن العمارة الإسلامية بزخارفها وهندستها الفريدة , بالإضافة إلى الأزقة الحلبية الضيقة الممتلئة بالتراث حيث صادفت في جوانبها الكثير من الوجوه التي بدت شبه ملتحمة مع تفاصيل الشوارع .. 

المعرض يتكلم عن حلب القديمة ووجوه المسنين فيها ، فمن خلاله أقدم تاريخنا لا يرتبط فقط بالآثار التي تعطينا تجسد أهمية حلب ، وإنما أيضا الإنسان ، الذي يشكل تاريخاً اجتماعياً لابد من رصده ، حينما كنت أمشي في حارات حلب القديمة ، لم تسحرني فقط جدرانها وأزقتها ، بل لفتت انتباهي وجوه المسنين الذي جلسوا أمام بيوتهم يشتمون رائحة وعبق التاريخ الذي ترمز له حاراتهم ، فرأيت في تجاعيد وجوههم ذاك التاريخ الإنساني والاجتماعي الذي يرصد فترات زمنية مهمة في حياتهم , ما دفعني لالتقط هذه الصور لتعبر بنفسها عن تلك المشاهدات , حولت في هذا المعرض الدمج بين فكرتين من التاريخ المشترك لحلب من إنسان وآثار .. 

لم أقدم في هذا المعرض الشيء الجديد كلياً وإنما أحببت الاستمرار في فكرة بدأتها منذ سنة أحاول من خلالها توثيق ورصد هذا التاريخ , وهذا هو المعرض الشخصي الثاني لي والذي يرعاه مجلس المدينة في حلب ، الذي يساهم في تشجيع المواهب الشابة ، واخترنا أن يرافق المعرض المعزوفات الموسيقية ليضفي نكهة خاصة وجمالية واستمرارية للمعرض على مدار الشهر " .. 

وحول الزوايا الفنية التي تنطلق منها عدسته في اختيار لقطاتها ، قال : " أنا لا أتقيد كثيراً بالمقولة التي تتحدث عن قيود وقوانين للفن والعملية الإبداعية ، بل أراها حرة بلا حدود , دائما أبحث عن الصورة التي يمكن لغيري أن يتذوقها ، فليس كل صورة يمكن أن يعجب بها الناس أو تشكل لديهم حالة جمالية ، وهنا يجب التدقيق ، فالصورة تحمل استمراريتها وجماليتها حينما يتذوقها الكثير من الناس ويبحروا في خضم أبعاده الإنسانية والجمالية والرمزية , وأكثر ما يلفت انتباهي ويستدعيني لالتقاط الصورة هي وجوه الناس وعفويتهم وبساطتهم ، والوجه الذي أراه يحمل بعدا تاريخياً وجمالياً وإنسانياً .. 

وعلى هامش أعمال المعرض التقينا ببعض الذين حضروا افتتاح المعرض وسجلنا الآراء التالية .. 

المهندس محمد نيال من مجلس مدينة حلب ومدير النادي العلمي بحلب 

لقد عودنا الفنان الشاب ماهر أقرع على صوره الضوئية التي تندمج بين تاريخ البشر وتاريخ الحجر , من خلال لقطات تعبر عن قصة الحضارة الموجودة في محافظة حلب , فالأبواب والأزقة والحارات الشعبية والجوامع والكنائس وحتى تجاعيد الوجوه القاطنة كانت حاضرت في المعرض , وربما تكون هذه الصور ليس جديدة على عيوننا لأننا تابعنا صوره عبر وسائل إعلامنا السوري وعبر مواقع الإنترنت حيث رصدت الكثير من الحالات والتعابير التراثية والتاريخية لحلب .. 

الطالب محمود مصري طالب بهندسة العمارة لجامعة حلب 

معرض تحدث فيه الفنان الضوئي عن الكثير من المعاني والدلالات للوجود الحضاري لحلب , والأجمل من ذلك في هذا المعرض تلك الأنغام الموسيقية التي ترافقت مع الجولة مع المعرض لتعطي شعوراً رومانسياً , فالأوتار والإيقاع ونغمات الناي رسمت في عيوننا الكثير من التأملات والعبارات والقصص التي حكتها تلك الصور الموجودة في أطراف المعرض , إضافة لوجد المعرض في مقهى للمطالعة والموسيقى فإن ذلك أعطى للمعرض رونقاً أخرى .. 

عماد حريري مدير عام شركة آمانتك للحلول التقنية .. 

ليس جديد على فنان شاب عرفناه في الكثير من المعارض ووسائل الإعلام المختلفة وخاصة مواقع الانترنت أن يقدم لوحات معبرة عن تاريخ وتراث هذه المحافظة بعدسته التي كتبت مسيرة تاريخ طويل لحلب , لعل اختيار المكان له دور في تحقيق نقلة نوعية بين مشاركاته حيث أن المقهى يقع في منطقة السليمانية والتي تجاورها عدة أوابد ومعالم ذات طابع جمالي لمدينة حلب .. 

يذكر بأنه حضر افتتاح المعرض المهندسة " لمى معمار " رئيس مجلس مدينة حلب والمهندس " محمد زياد بصمه جي " أمين فرع الوحدويين الاشتراكيين بحلب وعدد من ممثلي المنظمات الشعبية وحشد من الجمهور .. 

بواسطة
أحمد دهان
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى