تحقيقات

دمشق تودع علامتها الشيخ علي منصور الحموي

ودعت دمشق عالماً من علمائها وداعياً من دعاتها العلامة الشيخ علي منصور الحموي (القابوني) والذي وافته المنية صباح يوم الاثنين ونعته وزارة الأوقاف السورية وعلماء بلاد الشام
وطلاب العلم الشرعي في سورية الذين اصطفوا لوداع العلامة بداره الكائنة بالقابون حيث صلي عليه بجامع العمري الكبير بعد صلاة الظهر من يوم الثلاثاء ووري الثرى في مقبرة القابون وسط تشييع مهيب من أهالي دمشق ووفود رسمية ودينية.

أكد في حفل التأبين فضل العلماء على الأمة ودورهم في إرشادها ووضعها على الطريق السليم فهم الأقمار التي نهتدي بها لافتاً إلى الدور الذي لعبه الشيخ علي الحموي في الدعوة إلى الله بالموعظة والكلمة الحسنة مستذكر اً بدايات الشيخ الراحل في حي الميدان ودأبه على طلب العلم عند معلمه وشيخه العلامة حسن حبنكة ورفاق دربه من العلماء شيخ قراء الشام حسين خطاب والشيخ كّريم راجح والشيخ مصطفى الخن والذين كان لهم دور بارز في نشر العلم الشرعي والدعوة في دمشق وصولاً إلى العالم الإسلامي.

الشيخ نعيم عرقسوسي

من جهته بيّن الدكتور تيسير أبو خشريف ممثل السيد وزير الأوقاف بأن المصاب جلل وأن القلب ليخشع والعين لتدمع لمفارقة علماء هذه الأمة ومن بينهم الشيخ علي الذي كان مثالاً للداعية إلى الله بالخير وخصوصاً أنه اتجه إلى بلدته القابون في منتصف الثلاثينات لنشر العلم والمعرفة فيها وبما يجاورها من قرى وبلدات.

د.تيسير أبو خشريف

وقال ممثل وزير الأوقاف: الشيخ علي بقي مدرساً وموجهاً وخطيباً حوالي ستين عاماً بحياة ملؤها العلم والصبر وكثيراً ما كان يردد مقولته "أوقفت نفسي للدعوة لله عز وجل" وهذا ما يجب أن نرسخه في نفوس دعاتنا وخطبائنا إضافة إلى حضهم المستمر على طلب العلم ونشره في المجتمع ليكون سليماً قوياً معافى.

الشيخ قاسم النوري عرج في كلمته على مناقب الشيخ الجليل مبيناً محبة الشيخ علي لشيخه ومعلمه الشيخ حسن حبنكة الذي كان يذّكر دائماً بالشيخ محمد علي منصور الحموي القابوني في دروسه حتى أن الكثير من طلابه ومنهم الشيخ كرّيم راجح والدكتور محمد سعيد البوطي كانوا يتطلعون لمعرفة الشيخ علي الذي كان يتحدث عنه الشيخ حسن حبنكة.

وأضاف النوري ما يميز الشيخ علي في دعوته حرصه على اللحمة المجتمعية فكان يركز على ما يجمع وينبذ ما يفرق وظهر ذلك من خلال تكراره عبارة: ((اسعوا جهدكم لجمع كلمة الله واحذروا ممن يسعون لتفريق الأمة)) داعياً لؤد الفتنة أينما وجدت.

قاسم النوري

وفي نهاية حفل التأبين شكر  ابن الفقيد المعزين لمشاركتهم مبيناً أن العلامة الشيخ علي مع اتجاه الدعاة إلى مراكز المدن اتجه إلى القرى ومنها بلدته القابون فنشر العلم فيها معللاً ذلك بقوله ((اخدموا الناس لوجه الله تعالى وإياكم أن تطلبوا الدنيا بذلك..ولا ثناء الناس وشكرهم، ويجب على العلماء أن ينشروا دين الله في كل مناطق القطر وقراه وإلا فإنهم يتحملون مسؤولية كبيرة أمام الله عن جهلهم)). وأصر على ترغيب الناس بطلب العلم بدل الغوص بالجهل واعتبر ((أن المسجد هو المصباح الذي ينير حياة الناس الذين يعيشون حوله والعلماء هم المحرك الذي يولد الكهرباء)).

الشيخ عبد الرحمن منصور

يذكر أن العلامة الشيخ علي الحموي من مواليد دمشق 1914 انقطع لطلب العلم في جامع منجك عشر سنوات بدءاً من عام 1926م بعد بداية الثورة السورية إلى عام 1936م وهو من الرعيل الثاني لطلاب الشيخ حسن حبنكة وله بصمات واضحة في نشر العلم والمعرفة قرابة ما يزيد عن ستين سنة وتوفي وله من العمر ما يزيد عن ست وتسعين عاماً.

عماد الطواشي

المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. اللهم ارحم علمائنا واجزهم عنا خيرالجزاء وبارك في من يخلفهم رحم الله شيخنا ابو النورخورشيد والمربي الفاضل الشيخ علي القابوني واستاذنا حسين خطاب ———امين اللهم امين

زر الذهاب إلى الأعلى