تحقيقات

الحملة الوطنية لترشيد استهلاك المياه في أيامها الأولى لاقت إقبالا كبيراً

خاص- عماد الطواشي : دعوة لكل المواطنين لغرس قيم ومفاهيم أخلاقية مائية تسهم بالحفاظ على الثروات المهدورة ..

لعبت المؤسسة العامة لمياه الشرب ومن خلفها وزارة الإسكان دوراً مهماً في ظل الأزمة المائية التي تمر بها سورية مع الازدياد السكاني الهائل وموجات الجفاف وانخفاض المعدلات المطرية مما زاد العبء على هذه المؤسسة الوحيدة المنوط بها تأمين مياه الشرب للمواطنين في المحافظات التي اختلفت فيها الأولويات والخطط والمشاريع التي نجحت في محافظة وتعثرت في محافظة أخرى مما اقتضى إيجاد الحلول والإجراءات لتلافي الواقع الموجود في ظل هدر واضح لهذه الثروة وتطور الحياة وندرة موارد المياه، ومن هنا أتت الحملة الوطنية لترشيد استهلاك المياه التي أطلقت في 22 الشهر الجاري في دمشق للتنبيه إلى ضرورة الحفاظ على هذا المورد الهام في ظل تعاون شركاء رسميين (وزارة الإسكان، الري، التربية)، ومنظمات شعبية ودولية (إتحاد شبيبة الثورة ومنظمة طلائع، اليونسيف)، والقطاع الخاص (مؤسسة حسن العلبي شركة كروهي الألمانية)، داعية للالتفات إلى إدارة الطلب على المياه وترشيد استعمالاتها وفق خطة ترتكز على الجانب الإعلامي لرفع الثقافة عند المواطن الذي يكمن بيده الحل الأكبر لهذه المشكلة. 

الحملة في أيامها الأولى لاقت إقبالاً من المواطنين بكل قطاعاتهم لغرس قيم ومفاهيم أخلاقية مائية ستتحول إلى ضوابط وسلوكيات تسهم بالحفاظ على الثروات المهدورة في المستقبل، واتضح ذلك من خلال البرامج والحوارات إعلامية والندوات في المراكز الثقافية ووضع لوحات إعلانية بالمناسبة وتوزيع بروشورات توعوية في مختلف المحافظات السورية حيث تستمر الحملة لغاية 20/4/2010. 

*التوعية لترشيد المياه أصبحت مطلباً حيوياً لضمان التنمية المستدامة 

المهندس عمر غلاونجي وزير الإسكان لفت إلى أهمية هذه الحملة والاهتمام المتزايد الذي أولته وزارة الإسكان لمسألة المياه من الجانب الأكبر من حيث المشاريع التي عملت عليها ورصد الاعتمادات اللازمة لها ووضع الخطط لتنفيذ هذه المشاريع وإنشاء شبكات جديدة لمياه الشرب وإنشاء محطات معالجة كما تم رصد المبالغ اللازمة لعمليات الاستبدال والتجديد للشبكات المتهرئة في عدد من المدن والبلدات. 

موضحاً أن أهمية التوعية لترشيد المياه أصبحت مطلباً حيوياً لضمان التنمية المستدامة في كافة مجالات الحياة والاستفادة المثلى من المجتمعات الجديدة والأهداف المرجوة منها وهذا لن يكون إلا عن طريق تغيير عادات الاستهلاك في المجتمع بعيداً عن الإسراف والتبذير من خلال دعوة جميع الأطراف المجتمعية ليكونوا شركاء حقيقيين في الحفاظ على الثروة المائية، ويأتي إقامة هذا المهرجان وما يتضمنه من فعاليات وأنشطة ضمن هذا الإطار تحت شعار كلنا شركاء في ترشيد استهلاك المياه بمشاركة العديد من الجهات الأخرى والمنظمات الشعبية والمنظمات الدولية والقطاع الخاص والذين كانوا متفاعلين مع الفكرة وشركاء فاعلين مجسدين مقولة السيد الرئيس بشار السد" علينا أن نبتعد قدر الإمكان عن الاتكالية فلا تتكلوا على الدولة ولا تدعو الدولة تتكل عليكم بل دعونا نعمل سوية كفريق عمل واحد". 

الدكتورة كوكب الصباح داية وزيرة الدولة لشؤون البيئة بينت أن موضوع ترشيد استهلاك المياه موضوع هام جداً ووزارة البيئة معنية به معتبرة أن مقولة كلنا شركاء في ترشيد استهلاك المياه جاءت مطلباً ملحاً يجب أن يتجسد على أرض الواقع حيث مطلوب منا أن نؤصل هذه المقولة كثقافة في نفوس أبناءنا ليتنبهوا هذه المسألة منذ الصغر وحتى الكبر وكلما كثفنا جهودنا في هذا الاتجاه كلما عادت نتائجه الايجابية بالخير على الأجيال القادمة في ظل التطور الحاصل وندرة المياه، ولوزارة البيئة خطط واضحة في هذا المجال هي في تواصل دائم مع كافة القطاعات من مجتمع أهلي إلى منظمات مثل اتحاد شبيبة الثورة والطلائع. 

*ترشيد استهلاك المياه قضية تشاركية وترسيخ سلوكها لا يكون بالكلام بل يحتاج إلى تطبيق 

الدكتور علي سعد وزير التربية: لفت أن الوزارة أرادت لثقافة ترشيد المياه أن تنتشر من خلال المناهج الدراسية وتكون سلوك منتج في إطار توفير المياه وتعميم وعي متقدم في هذا المجال ومن اللافت مشاركة اتحاد شبيبة الثورة ومنظمة الطلائع من خلال الحملة الوطنية لترشيد استهلاك مياه وهي مبادرات قيمة وهامة لابد منها لأن القضية قضية تشاركية هذه الحملات تهدف إلى تغيير الاتجاهات أو السلوك للاستخدام الأمثل للمياه وقد يكون في تحقيقها جميعها أي أن يكون الهدف من الحملة النصح والتوعية ورفع مستوى المعرفة وتحويل هذه المعرفة إلى سلوك أو نمط حياة ولا يمكن للتغيير أن ينجح ويستمر بالكلام ولكن بالممارسة والتطبيق. 

وفي هذا السياق أشارت السيدة وصال قداح (رئيسة مكتب التنمية والعمل الطوعي في اتحاد شبيبة الثورة) إلى أهمية أن هذه الحملات ودورها في تغيير الاتجاهات أو السلوك للاستخدام الأمثل للمياه واعتبرت هذه الحملة خير مثال على التعاون والتشاركية والتشبيك مع الجهات الحكومية والمنظمات الدولية والمجتمع الأهلي مشيرة إلى تفاعل الشباب واليافعين مع هذه الحملة وحرصهم على نشرها واتضح ذلك من خلال مشاركتهم الكبيرة في جميع المحافظات السورية عن طريق توزيع البروشورات ودعوة أهاليهم إلى الندوات والمحاضرات في المراكز الثقافية وطلبهم من مجتمعهم ترسيخ عادات ترشيد استخدام المياه ووعيهم أن مشكلة شح المياه ستتفاقم بشكل كبير في حال استمرار الهدر. 

*إجراءات المؤسسة خفضت الاستهلاك أكثر من 170 ألف متر مكعب يومياً، على الرغم من الزيادة السكنية 

كما لاحظ الدكتور موفق خلوف، مدير عام المؤسسة العامة للشرب، اهتمام المواطنين بفعاليات الحملة منوهاً إلى أنّ الإجراءات المتخذة حالياً تعتبر احتياطية لتجنب الجفاف، وتسير في اتجاهين يتضمّن الأول البحث عن مصادر مائية إضافية وتنميتها والمحافظة عليها وإبعاد التلوث عنها، ويهدف الاتجاه الثاني إلى الإدارة المثلى للموارد المائية، وتخفيض الفاقد والتوعية، وترشيد استعمال المياه، والانتقال من مفهوم إدارة التزويد إلى مفهوم إدارة الطلب على المياه، وأضاف خلوف أنّ الاجراءات التي قامت بها المؤسسة خلال الفترة السابقة أدّت، من حيث النتيجة، إلى تخفيض الاستهلاك أكثر من 170 ألف متر مكعب يومياً، على الرغم من الزيادة السكنية، ففي العام 1999 كانت حاجة دمشق 723 ألف متر مكعب في اليوم، وفي العام 2009 كان الاحتياج نحو 552 ألف متر مكعب في اليوم. وعن الإجراءات المتبعة في منع الاستجرار غير المشروع للمياه، أكّد خلوف أن تعميم الوصلات النظامية على مناطق المخالفات، وقانون التشريع المائي والكشف المبكر عن التسربات، بالتعاون مع منظمة جايكا، قمع التعدي المائي على الشبكة, مشيراً إلى أنّ فوائد التقنين التي لخصها في ملء الخزانات للحفاظ على شروط الإمداد مع الضغط المائي في نهايات شبكة المياه، وضمان عدالة توزيع المياه على مناطق المدينة كافة، والحد من هدرها ليلاً، والأهم من كلّ ذلك زرع قناعة المواطن بأن المياه متوافرة 6 أو 7 ساعات يومياً، وهي مدة كافية لسدّ حاجات المواطنين، معتبراً أنّ شروط تقنين المياه في بلد يتعرّض إلى الجفاف حالة صحية تتبّعها معظم دول العالم. 

*اليافعين والشباب السفراء الرئيسيون لرفع الوعي البيئي 

منظمة اليونيسيف رحبت بالحملة ودعت إلى تفعيل دور اليافعين فيها حيث لفتت نبال قدورة مساعدة برامج اليافعين والشباب في اليونيسيف أن المنظمة تدعم مشاركة اليافعين ليكون لهم دور في المجتمع ولدينا شراكات عديدة مثل اتحاد شبيبة الثورة والأمانة السورية للتنمية ونسعى لتزويد اليافعين بفرص لزيادة دورهم الايجابي في التنمية وإشراكهم في تنظيم الحملات والفعاليات لرفع الوعي البيئي وترشيد استهلاك المياه، وفاجأنا في يوم إطلاق الحملة مشاركة كافة شرائح المجتمع في النشاطات المقامة وهي فرصة ليزداد الوعي البيئي ويكون اليافعين سفراء للبيئة ونقل المفاهيم البيئة سواء لأقرانهم أو للمجتمع المحلي وهذه الحملة بداية ونتمنى أن تستمر وتتطور. 

مصباح عياد المدير الإقليمي لـ غروهي في الشرق الأوسط قال: 

موضوع المياه وغروهي موضوع متلازم جداً لأن غروهي كشركة تعتبر المياه عمل أساسي لها وتعتبر ريادية بين باقي الشركات في إنتاج التقنيات التي تساعد على الحفاظ على المياه وتوفيرها، وانطلاقا من فلسفتها وتفاعلها مع المجتمعات التي تعمل فيها مثل سورية التي نعتبرها سوق استراتيجي ولذلك شاركنا في هذه الحملة ورعايتنا لها ونعتقد أن هذه الحملة تركت بصمة وذلك من خلال ازدياد الوعي لدى جميع الجهات ابتداءاً من المسؤولين ومرورا المواطنين والقطاع الأهلي الذي بدء بالتفكير بحلول لتلافي الكارثة القادمة للبشرية جراء ندرة المياه، وما يميز الحملة وجود الشباب من اتحاد شبيبة الثورة ومشاركة الأطفال من الطلائع لغرس هذه المفاهيم فيهم لينشئوا عليها.
المهندس حسن العلبي، مدير شركة العلبي لتنظيم المعارض والمؤتمرات، أوضح أن فكرة المهرجان بدأت من الروح التشاركية بين القطاعين العام والخاص، وبتضافر جهود كبيرة من اتحادي الطلائع وشبيبة الثورة، وبتعاون 3 وزارات معاً، حققت الحملة تفاعلاً كبيراً ودعماً من قبل أفراد المجتمع السوري وهي إشارة واضحة تدل على الاهتمام وخطوة مهمة لتطبيق الوعي البيئي من خلال تأمين المياه وتوفير مصادرها والحفاظ عليها مشدداً على ازدياد الدعم لمثل هذه الحملات في جميع القطاعات والتفاعل مع المختصين وتبادل الخبرات في هذا المجال. 

بواسطة
عماد الطواشي
المصدر
زهرة سورية / دمشق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى