مقالات وآراء

التاسع عشر من آذار والثلاثين من آذار دعوة لتفعيل وتنشيط حركة القوميين العرب بقلم خضر خلف

الوحدة النضالية يجب أن تكون ثقافتنا كشعوب عربية موحدة تتصل مع الواجب والقومية العربية ، وتتلاقى روافدها من غير تفرقة طائفية أو مذهبية أو حزبية ، وأنه الكل منا يعرف ويدرك بان أعداء الأمة عملوا على توسيع الهوة بين شعوب الأمة ، وتجهيل البعض بما يدور
على الساحة السياسية العربية ، وإقناعهم بان خلاص المنطقة يكون من خلال فرض واقع جديد ألا وهو شرق أوسط جديد ، وهذا يعني لنا ولقوميتنا وأمنها كعرب إننا لن نكون أصحاب النفوذ أو القرار في هذا الواقع ، وتكون الهيمنة ويكون القرار بيد الصهيونية والإدارة الأمريكية ، وعليكم السلام يا عرب يا امة الاستسلام، هذا موقعنا في هذا الواقع.

لذا وجب علينا كشعوب عربية أن نستيقظ من مراقدنا، وأن نتخذ الهبة، وأن ندرك أن وحدتنا في نقيض ولا علم لنا بما يخطط أعداؤنا، وبالوقت نفسه عار علينا كل العار، أن لا نعرف أهداف أوروبا وأمريكا بالمنطقة ، والغرض من فرد قوتها، وعار علينا بان لا نعرف شيئاً عن أسباب ما يدور في بلادنا وأوطاننا على امتداد الوطن العربي ، يجب علينا تقيم ما يحصل وما حصل في فلسطين والعراق ولبنان وأفغانستان والصومال .

ومر علينا التاسع عشر من آذار ، نعم ليذكرنا هذا التاريخ بالمؤامرات والخطط الأمريكية في الحرب ضد العراق ، وتنفيذ أبشع جريمة في التاريخ ضد العراق وأهله وأرضه ، نعم ضرب العراق وشعبه بكافة أنواع الصواريخ والقنابل ، وملايين الأطنان من الأسلحة التي ألقيت على العراق وشعبه العراق.

وهاهو يوم 30 من آذار يوم الأرض جاء ليذكرنا بما حل بفلسطين وشعبها وأرضها ومقدساتها ، وما زال يحصل ، والصمت العربي قائم وما زال ، منذ أن احتلت فلسطين ونحن كعرب ومسلمين لا نجيد فعل ضاغط غير إعداد مقاعد وطاولات المؤتمرات واستقبال الوفود ، وفود تأتي لنا بوهم اسمه إحلال السلام وإقامة الدولتين ، تصف مقاومتنا للمحتل بالإرهاب ، وتصف أفعال وجرائم المحتل وآلة بطشه ومجازره بحق شعب فلسطين بالدفاع عن النفس…. نعم تصدر قرارات تلزم العرب والمسلمين بها وبتنفيذها … وهناك قرارات أممية لا تعمل على تفعيلها لماذا؟؟؟ لأنها تتعلق بإسرائيل … ونحن ما زلنا نهرول وراء سراب المدعو سيد سلام المزعوم.

إن التاسع عشر من آذار ذكرى التخطيط لضرب العراق وأهله ، والثلاثين من آذار الذكرى ليوم الأرض الخالد ، يجب أن تكون محطة هامة وانطلاقة على طريق نضال الشعوب العربية على امتداد الوطن العربي ، وان يستغل الوقت للتعبير عن تمسّك الشعوب العربية بحقها في الحياة والتطوير ، وهذا بحد ذاته يدعو لتفعيل وتنشيط حركة القوميين العرب على امتداد الوطن العربي ، بهذا يحيي الشعب العراقي و الشعب الفلسطيني ذكراه في كافة أماكن تواجده ومع كافة الشعوب العربية على امتداد الوطن العربي والعديد من شعوب العالم وقواه الخيّرة.

إن سبل إحياء وتفعيل وتنشيط حركة القوميين العرب وسبل تجسيد وحدتها على امتداد الوطن العربي سوف تكون ميسرة سهلة لمن يريد تحقيقها ، ولمن تتوفر النية لديه في سلوكها، و تستطيع الشعوب تحقيقها من خلال سفراء الشعوب على امتداد الوطن العربي ، وهم كثر، ومواقعهم ستكون كثيرة ، المثقفون العرب من خلال تنقلاتهم ولقاءاتهم وأبحاثهم وكتاباتهم ، والبعثات الثقافية والتعليمية ، والصحف والمجلات والمواقع تكون منابر من اجلها واجل إحيائها وتحقيقها ، لا اعتقد انه يتعذر على أين كان الخطاب السياسي على الساحة العربية ، لأنه لا يحتاج إلى مترجم، الجميع يتكلم باللغة العربية القومية ، فمن خلال هذه اللغة ، ومن خلال الأقلام والصحف والمواقع والمجلات والكلمات كما أسلفت ، يتعلم الشاب العربي معنى القومية العربية وأمنها ، وما يتعرض له الوطن العربي من استهداف ومشاريع استعمارية.

إن واقعنا العربي الأليم أوجب علينا وعلى كل إنسان أن يعرف قدراً عن وطنه العربي وأمنه القومي ، وما يتعرض له هذا الوطن من أطماع ، إن هذه الحركة حركة القومين العرب يجب أن تكون ثمرة لمعاني الوحدة الوطنية الشعبية لشعوب الأمة ، وان تتصدى لكل الأخطاء من غير أن تتعرض للسياسة المنبثقة عن الأنظمة، لأن التكلم فيها تحرك شكوك على الساحة العربية ، وتخلق ثغرة للشكوك يجد العدو المجال من خلالها لينشر منها العداوة بين الشعوب والأوطان .

ومع كل هذا لابد من الكلام في الوحدة والسياسة، ولا نفرط في السبيل، بل يجب على الشعوب أن تكون ضاغطة بأخذ القرار و أن يكون للشعوب العربية وحدة سياسية ووحدة اقتصادية، وأن يتكون من الشعوب العربية كتلة متحدة متلاحمة كالجسد الواحد، وأكد هذا الأمر قول (صلى الله عليه وآله وسلم): المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا .

ويجب اعتبار أي اعتداء على أي دولة عربية وإسلامية اعتداء على الأمة كلها، كما أنه يجب أن تعمل على حل المشاكل التي تقع بين الشعوب العربية ، ويجب أن تقاطع الشعوب كل دولة تعتدي على أي دولة عربية أو تحاول الاعتداء عليها، وان لا تستسلم الشعوب للأمر الواقع .

لأن هذه القوى الاستعمارية في هذا الواقع تقوم على الاقتصاد، والعالم الآن يسيره الاقتصاد ، وهذا الاقتصاد هو الذي يبعث لنا بالحروب، لان الحروب القائمة الآن ليست إلا نزاعا على النفوذ والسيطرة على الثروة، وأينما وجدت هذه الثروة تحركت نحوها المطامع، وكان القتال من اجل الوصول إليها والسيطرة عليها.
ولقد أصبحت الثروة التي في ارض الوطن العربي موضع تنافس أعداء الأمة، على الشعوب أن تعمل على حماية الثروة العربية والإسلامية مجتمعين لا ممزقين متفرقين، عندها الطاقة للسيطرة عليها.
إن ما يتعرض له بيت المقدس وأكناف بيت المقدس والمسجد الأقصى بأحداثه وبالتطورات التي لحقت به ، يجب أن يكون محطة هامة على طريق نضال الشعوب العربية ، وان تثبت الشعوب العربية والإسلامية على امتداد الوطن العربي بان هذه الشعوب التي أرادوا إرهابها، قد استيقظت من سباتها ، وهي قادرة على توحيد صفوفها، والوقوف بكل بسالة في وجه أعداء الأمة وانها لا تخاف ولا تهاب الإرهاب والقمع ، وهذا لا يزيدها إلاّ قوة وصمودًا.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. كلام في غاية الروعة لكن على الأقل يجب علينا ان نقف هذه امجتمعات ونعلم الأولاد والأزواج على الوحدة ضمن الأسرة تحية للكاتب

زر الذهاب إلى الأعلى