تحقيقات

الدكتورة حنان قصاب حسن المدير العام لدار الأسد للثقافة والفنون لزهرة سورية : هناك مشروع الآن لإنشاء دار أوبرا في حلب

لجأنا إلى تشكيل لجان لتقييم كل عمل منذ أن افتتحت دار الأسد للثقافة والفنون كانت منبر حقيقي لنشر الثقافة بأسلوب حضاري و استطاعت في سنوات قلة تغير صورة المثقف السوري ، ولتسليط الضوء على أبرز نشاطات الدار ..

زرنا الدكتورة حنان قصاب حسن المدير العام لدار الأسد للثقافة والفنون وكان الحوار التالي .. 

حدثينا بداية عن رؤيتك للثقافة السورية وهل تعتقدين أنه يجب أن نعتمد على العناصر الصغيرة الشابة لنجعل من الجيل مصدر للثقافة بدل من مستهلك لها؟ 

** أهم شيء أن تنطلق الثقافة من رؤية إستراتيجية وأن لا يكون هناك نوع من التبعثر والتخبط لان هناك مؤسسات كثيرة معنية بالثقافة منها المؤسسة الرسمية ومنها المجتمع الأهلي الذي بدا ينشط بشكل واضح ومنها القطاع الخاص أيضا ولكن ضمن المؤسسة الرسمية نفسها هناك تفرعات إذا لم يتم الربط بينها بشكل دقيق لن نتوصل لرؤية إستراتيجية حقيقية بمعنى عندما أتحدث عن أوركسترا تعزف على مسارح دار الأسد للثقافة والفنون يجب أن أفكر بالمعهد العربي للموسيقى الذي ينتسب إليه الأطفال بعمر ست سنوات والذين يغذوا الاوركسترا بعد فترة زمنية فهذه الرؤية للإستراتيجية هي أن يتم الربط بين هذه المؤسسات بشكل صحيح ، فأي عمل مسرحي يجب أن يأخذ بعين الاعتبار الطلاب الذين يتخرجون من المعهد العالي للفنون المسرحية والشيء الثاني الربط بالتنمية يعني النظر للثقافة من منطلق تنموي أي أن تصبح الثقافة جزء من عملية التنمية في بلدنا وهذا يعني الأخذ بعين الاعتبار عناصر ثلاث مهمة هي تهيئة البنى التحتية بشكل تكون قابلة للتطور ودعم المحترفين لمتابعة العمل ودعم الشباب للولوج في عالم الاحتراف. 

* ما هي أهم مهام الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون ؟ 

** الدار استطاعت خلال فترة قصيرة تحقيق وجود حضور هام على المشهد الثقافي السوري والمنطقة فالتسمية الأولى كانت دار الأوبرا ولكن هي فعليا ليست مخصصة للأوبرا فقط والتسمية الصحيحة هي دار الأسد للثقافة والفنون بمعنى أن الدار هي مركز إشعاع ثقافي وفني وهذا يشمل الموسيقى والمسرح وفنون الأداء وربما بعض النشاطات التي لها علاقة برفع الذائقة الفنية والثقافية لدى المتلقي ونطمح لتأسيس نادي سينما ضمن الدار لتصبح مكان يرتاده الشباب بشكل دائم . 

* هل هناك تعاون بين دار الأسد للثقافة والفنون ودور أخرى ؟ 

** طبعا ، هناك اتفاقية تعاون مع دار الأوبرا المصرية وزيارات اطلاعية متبادلة وأوبرا القاهرة أعرق وأقدم ويمكن الاستفادة من هذه التجربة ونحاول التعاون مع مؤسسات ووزارات ثقافية في البلاد العربية ، وهناك اتفاق تعاون مع أوبرا فيينا وعدد كبير من العاملين التقنيين بالدار تدربوا في أوبرا فيينا على برمجة العروض ومعايير السلامة وكان هذا البرنامج مهماً جداً ونسعى إلى تجديده . 

* كيف تساهم الدار في دعم المواهب من داخل وخارج المعهد العالي للفنون المسرحية؟ 

** أولا هناك قرار سنتخذه وهو أنه لن تكون مسارح الهيئة للعامة لدار الأسد للثقافة والفنون إلا للمحترفين ، فهناك لجان ستقوم بتقويم النوعية العالية للعمل ولجأنا إلى تشكيل لجان لتقييم كل عمل وإقرار إن كان يناسب التقديم في الدار أولا ولكن حتى لا نظلم الشباب فسيكون العمل على الأكاديميين أي خريجي المعاهد فسنساعدهم ونخصص لهم جزء من الموازنة لدعمهم ضمن ما نطلق عليه اسم النادي التجريبي فنترك لهم فسحة ليروا إمكاناتهم وهذه لن تكون باسم الاحتراف وهو دعم ضروري ، فالخريج الجديد يحتاج إلى من يمسك بيده ويقدم له المكان للتدريب والدعم المالي والمعرفة لكيفية صياغة المشروع ، لكن سنرفع من سوية الأعمال ولن نقبل سوى الأعمال التي على درجة عالية من الحرفية لأنه من سيسجل في سيرته الذاتية أنه قدم عمل على خشبة الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون فيجب أن تكون هذه الشهادة عالية جداً ولن تعطى لأي كان. 

* تنقلت في مفاصل عمل ثقافية كبيرة ، كيف ستتوجين خبرة عملك في الهيئة . 

** أنا أستاذة في جامعة دمشق وما زلت وهذا العمل لن أتركه لان التدريس عندي من أمتع المهن فأنا منذ /34/ سنة أعمل أساتذة جامعية وهذا العمل الأساسي وتنقلت بين التدريس بالمعهد العالي للفنون المسرحية من بداية تأسيس قسم الدراسات وساهمت بوضع المناهج ثم استلمت عمادة المعهد لمدة ثلاث سنوات والتجربة الأهم والأكبر هي استلامي أمانة دمشق عاصمة للثقافة العربية ولأن البعد التنموي كان هو العماد الأساسي الذي انطلقنا منه في برمجة الاحتفالية وأثبت نجاحه وضرورته وأعطى تميز عن بقية العواصم العربية فالآن نحاول استكماله ضمن هذا الصرح الثقافي الذي يعطي إمكانات كبيرة ومهمة . 

*تحدثت عن الدور التنموي في الثقافة ومنذ فترة بسيطة عقد المؤتمر الأول للتنمية في سورية برعاية السيدة أسماء الأسد ، فهل شكل هذا الملتقى انطلاقة باتجاه عمل تنموي في الأرياف والمدن خصوصا في لجان الثقافة من خلال الوصول إلى كل منزل وبيت ومثقف سوري . 

** أنا رأي الشخصي أن الثقافة هي سلاح ضد أشياء كثيرة ، فهي سلاح اجتماعي وثقافي وسياسي واقتصادي حتى ، فالثقافة يمكن أن تدخل حتى في عجلة الاقتصاد إذا استطعنا أن نعرف كيف نستخدمها والمؤتمر الذي حدث مهم جداً وطبعا لم يكن فقط للثقافة بل كان بمجالات عديدة ولكن على المستوى الثقافي طرحت فيه مبادرات مهمة كمبادرة روافد لدعم البنى الثقافية الشابة ونحن نعمل على نفس المنحى والآن سنوقع اتفاقية تعاون مع برنامج روافد للأمانة السورية للتنمية ليكون هذا المشروع متكامل وهو يقوم على دعم الشباب ، أما فكرة أن يكون هناك أماكن مرتبطة بالدار لكن خارج الدار فهي فكرة تنموية اجتماعية فمن الممكن أن نعمل على نقل الثقافة إلى مناطق لا تشكل الثقافة أولوية فيها فيمكن أن نساهم ببناء جيل جديد واعي عنده وسائل تعبير مهمة كالموسيقى والرسم . 

* اليوم السيدات السوريات بدأن يتبوأن مناصب مهمة ، كيف تنظرين إلى دور المرأة الآن في عملية التنمية ؟ 

**دور المرأة في سورية قديم قد تكون من المجتمعات القليلة التي حصلت فيها المرأة على حقوقها بوقت مبكر جداً حتى قبل بعض الدول الأوروبية ومشاركة المرأة في العمل السياسي قديمة جداً وأنا والدتي كانت من السياسيات الناشطات ، واجتماعيا المرأة لها الكلمة الأولى بكثير من اللطف دون أن يشعر أحد ، والمرأة متواجدة في عدة أماكن كنائب رئيس جمهورية وعضو مجلس شعب ووزيرة ومدير عام فأنا برأيي الآن يجب على الرجل أن يطالب بالمساواة بالمرأة. 

* يؤخذ على الدار أن فئة مرتاديها هي فئة نخبوية ، وليس كل الشرائح تستطيع أن ترتادها ، ما رأيك ؟ 

هذا غير صحيح لأنه أسعار البطاقات تبدأ بـ ( 200 ) ليرة وأحياناً بعض الأعمال تكون بطاقاتها غالية ولكن يؤخذ بعين الاعتبار الأسعار الخاصة للطلاب ، لكن أنا مع نخبوية الثقافة ومع أن يكون العمل المقدم نخبوي ولا تنزل سويته ، ونحن نتمنى جذب جميع المثقفين وطبيعة الأعمال أحياناً هي التي تفرض نخبوية الجمهور فلما تقدم أوبرا وأوركسترا فلها جمهوره الخاص وعندما تقدم أغاني لفريد الأطرش فلها جمهورها كما أن أيضاً أغاني الأطفال لها جمهورها ، ويجب أن نعرف أن مجانية الثقافة هي استهتار بالثقافة فأنا مع أن أقدم كرسي مريح وإضاءة ممتازة وعمل سويته عالية وأن أدفع مقابله فلا تستطيع أن تأخذ مقعد مجاني وتخرج متى تريد وتزعج الآخرين ، فيجب أن تدفع ثمن المقعد ليقدم لك سوية ممتازة . 

* ما هي خطة الدار لعام ( 2010 ) وما هي مشاريعكم المستقبلية؟ 

** حقيقة كانت هناك بعض الأعمال مبرمجة قبل مجيئي وهي على سوية عالية وهناك أعمال تبرمج الآن وأستطيع الإشارة إلى ثلاث أحداث هامة جداً وهي أوبرا توراندوت وهي أوبرا صينية وتعد من افصل ماقدم في العالم في العام الماضي وهي أوبرا بالمعنى العالمي ولكن منتجة في الصين وستقدم على خشبة مسرحنا والشيء الثاني هو إنتاج أوبرا ستنتجه الدار بالتعاون مع أوبرا دي روما وهي أوبرا حقيقية وكاملة بمشاركة اوركسترا سورية ومغنيين سوريين مع مغنيين ايطاليين والآن نخطط لعمل مسرحي كبير وننسق مع المسرحيين ومن الممكن أن يكون في آخر العام .
* ما هي كلمتكم الأخيرة ؟ 

أحب أن أدعو كل الناس لحضور العروض التي تقدم في الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون لأنها متميزة وفيها من كل الأذواق والأعمار .

بواسطة
محمد فراس منصور
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. الدكتورة حنان قصاب حسن المدير العام لدار الأسد للثقافة والفنون خطواتها ملحوظة في مسيرة الفن والثقافة بسورية والمتتبع للأخبار على المواقع السورية وبالأخص زهرة سورية نلحظ وجود أنشطة كثيفة وتنوعة .. نتمنى التوفيق والنجاح

  2. التنمية البشرية والخطط المستقبلية هي الكفيلة بالتطوير نامل من دار الثقافة تعميق تجربة محاضرات وندوات التنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبية والمحاضرات التي تهتم بتعزيز صحة المراهقين

  3. والله حلب تنتظر صرح حضاري متل دار الأوبرا لازم يكون في تنشيط للحركة الفنية بالبلد وانشا الله التوفيق وشكرا للدكتورة على هاللقاء الحلو وللاستاذ محمد فراس منصور على النقل النوعي المميز وانشا الله بالتوفيق

زر الذهاب إلى الأعلى