تحقيقات

كيف حافظت الصحافة الورقية على استمرارها رغم تفوق الصحافة الإلكترونية في سورية

رغم الضجة الكبيرة التي أحدثتها الصحافة الإلكترونية بسرعة نشر الأخبار على الإنترنت , بسبب التطور السريع بمجالات الاتصال ..

والتي أخذت تغطي الأحداث أول بأول وبسرعة فاقت الصحافة الورقية إلا أن الصحافة الورقية ما زالت موجودة وما تزال لها لذتها الخاصة لدى جميع القراء ويعود ذلك لأسباب عدة يشرحها اختصاصيون في كلا المجالين ..

فيوضح لنا الأستاذ أحمد دهان رئيس تحرير صحيفة إلكترونية بقوله ..

رغم اتساع مساحة الصحافة الإلكترونية على مساحة كبيرة في العالم إلا أن الصحافة الورقية مازالت موجودة , وذلك لأن الإعلام الورقي هو حقيقة لا يمكن تجاهلها , كما أن القانون لا ينظر للمادة الإعلامية الموجودة عبر الإنترنت بينما ينظر إليها , ويأخذ بها إذا كانت ورقية , كما أن موضوع الاعتراف بالصحافة الإلكترونية ما يزال قيد الدراسة ومبادرات واسعة في هذا المجال , والصحافة الورقية يمكن وبكل سهولة إظهار جوانب حقيقتها ومصداقيتها وانتشارها يكون محدود ، لكن الصحافة الإلكترونية يصعب على إدارتها حصرها اتساعها أو حتى تحديد الفئة المستهدفة ، والصحافة الإلكترونية تحاور العالم وبأي لغة كانت وبأي مكان وهذا ما يدفع العالم للاهتمام بها ومحاولة معرفة طابعها ..

وأضاف قائلاً : بأن موقع صحيفته الإلكترونية عبر الإنترنت قد بدأ منذ عام 2004 ويبلغ عدد مشاهداته اليومية حوالي 100 ألف صفحة يومياً وأن زواره المغتربين والعرب المهتمين بسوريا أكثر من السوريين وأن أسرة تحرير الموقع تتألف من 50 % من المغتربين والدول العربية الأخرى والباقي من المحافظات السورية ..

ويضيف الصحفي أنس رمضان بقوله ..

إن الصحافة المكتوبة لها متابعوها وبالتالي العصر تطور فالناس يتصفحون أخبار الإنترنت لسرعتها إلا أنهم لم ينسوا الصحافة الورقية , لأن لها لذة وطابعاً خاصاً لا يفارقنا ولا بعد مليون سنة ..

أما بالنسبة للمختصين في الصحافة الورقية فقد أفادنا الأستاذ إسماعيل زكريا مشرف توزيع في جريدة يومية بحلب بقوله الواضح والصريح ..

إن التراث والبعد التاريخي للطباعة الورقية لازال له طعم خاص لدى بعض القراء , وبعد الصحافة الإلكترونية بسبب عدم تطور اتصالات وخدمات الإنترنت , وبالتالي ينعكس سلباً على طريقة التخاطب الاتصالي ، لكن كمنحى إيجابي للمطبوعات الورقية أن الفكرة الراسخة لدى الشعب بشكل عام المتعة الخاصة بطريقة كتابة الملاحظات على الورق ، أما الصحافة الإلكترونية فلها مزايا وإيجابيات سبقت الصحافة المطبوعة بأشواط طويلة , بسبب سرعة إيصال المعلومة للقارئ وإمكانية الحصول الخبر دون أي عناء من القارئ ، ولكن من عيوبها عدم وجود قوانين ناظمة للرقابة عليها إن كان على المستوى الأدبي أو القانوني , فهي أشبه بعالم بلا حدود وكتيار عام , نرى مع تطور وسائل الاتصال إمكانية تحميل الكتب الإلكترونية مجاناً أو تصفحها دون تحمل عبئ مادي ، أما ازدياد طبقة المثقفين فيؤدي إلى تضييق الخناق على الصحافة المطبوعة بشكل عام , وتحدث مضيفاً بأن الجريدة التي يعمل بها تصدر 50 ألف نسخة يومياً ..

وأضاف الأستاذ مصطفى رستم رئيس مكتب تحرير الجريدة ذاتها بقوله ..

حافظت الصحافة الورقية على استمرارها رغم التطور السريع بمجالات الاتصال , وبينها الصحافة الإلكترونية أخذت تغطي الأحداث أولاً بأول وبسرعة فاقت الصحافة الورقية وهذه ميزة , والصحافة الإلكترونية تتيح مجالاً للتفاعل مع القراء من خلال التعليقات المنشورة على كل خبر في هذه المواقع ، أما استمرار الصحافة الورقية كما أرى فيعود الموضوع لوجود أذواق لدى القارئ فالجميع يقرأ على الإنترنت ويتصفح العديد من المواقع الإلكترونية في أوقات معينة , بينما الصحيفة الورقية متاحة للجميع بالإضافة لأنها في الفترة الأخيرة قد تطور أداؤها وظهرت بحلة جديدة وواكبت التطور الإعلامي شكلاً ومضموناً وخاصة داخل السوق الإعلامية فقد ظهر شيء جديد وبالأحرى جعل ذلك باباً للتنافس وخلق جو من الأجواء الإعلامية المميزة , معتمدة على تلك التجارب الحديثة ، وكثير من الجرائد والصحف تطور نفسها بحلة جديدة لتكون قادرة على الوقوف أمام منافس قوي في السوق الإعلامية أمام الصحافة الإلكترونية ..

أما بالنسبة لرأي الناس العام , فقد مال جيلنا الشاب للصحافة الإلكترونية ، حيث قال الشاب أحمد الطقش " تتوفر الصحافة الورقية لكل الناس ولكني أفضل الإلكترونية لأنها أسهل لكتابة التعليقات , ولكن للأسف فبعض المناطق لا تملك خط هاتف ثابت " ..

أما السيد جمال ( طالب ) .. فكان له رأي آخر حيث أكد بأن " صحيح أن الصحافة الإلكترونية أسرع وأفضل للتعليقات والردود والنقد لكنها لا تخلوا من الأخطاء ولا زالت محصورة ببعض الفئات ممن يستطيعون دخول الإنترنت ، والصحافة الورقية تدقق الخبر ولا تنشره إلا إذا كان صحيحاً ، والناس تعودوا عليها وأما بالنسبة لي فلا يوجد أروع من جريدة ورقية مع فنجان قهوة " ..

وفي النهاية أناس يفضلون الورقية وآخرون يفضلون الإلكترونية وآخرون يفضلون كليهما فلكل منهما إيجابياته وسلبياته .. 

إعداد وحوار : محمد ثائر الطقش 
مشروع تخرج دورة الصحافة الإلكترونية لرابطة عبد المنعم رياض

المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. نتمنى للصحفي الشاب التوفيق والنجاح وانشا الله قلم صحفي واعد إلى الأمام ونتمنى لزهرة سورية برعايتها هذه الأقلام النجاح والتوفيق بأعمالها

زر الذهاب إلى الأعلى