تحقيقات

فسخ للشخصية أم تحضر ” الموضة ”

كان للمظهر الخارجي عبر التاريخ دور في تمييز الانتماء الاجتماعي ودرجة الثراء خاصة ان المظهر الخارجي يبقى الرسالة الأولى التي يتلقاها الآخر ويبدأ من خلالها تكوين فكرة عن شخصية مخاطبه .

إلا أن الاهتمام المتزايد بالموضة والمساحة الكبيرة التي تشغلها في حياة الشباب أصبحت ظاهرة أشبه بالهوس ذلك أن إتباع الموضة تعدى مجرد البحث عن الظهور بشكل جميل ومقبول وأصبح محور حياة الشباب الذين باتوا في اغلبهم "ضحية للموضة" ينحصر في التسوق وتصفح مجلات الموضة ومشاهدة البرامج التلفزيونية التي تعرض آخر الصيحات و الصرعات في مجال التجميل والملابس .

إتباع الموضة تحضر …!
في البداية وجهت أسئلة إلى مجموعة من الشباب الذين يبدو من طلتهم اهتمامهم الكبير بل الزائد بالموضة فأجاب هاني (19سنة) : عن مدى أهمية الموضة في حياته قائلا "موضوع الموضة أصبحت بالنسبة لي أمر عادي فارتداء الجينز ليس أمر مستغرب وحتى ارتياد محلات الماركات للشراء الملابس واختيار ألوان وموديلات أمر ايجابي ويعكس التطور والانفتاح".

فيما التقينا راما (21سنة) : أجابت: إن ارتداء ملابس جذابة والحفاظ على رونق جميل و مظهري أساسي ومهم جدا بالنسبة لي و خاصة إنني طالبة جامعية لذلك فأنني لا أدخر جهدا ليكون شكلي مواكبا لآخر خطوط الموضة
فيما كان رئي عدنان(21): أنا اعتبر أن الموضة في اللباس تعبر عن الشخصية وترسم انطباع ايجابي خاصة إذا كان منتقى بحداثة واهم فكرة في هذا الموضوع أنها حرية شخصية لاسيما إنها لا تمس للمجتمع سلبياً

نظرة خاصة
التقينا الشاب "ميشيل" .. احد العاملين في إحدى وكلات الألبسة المعروفة وقال: إن التطور الحاصل في سوريا ما هو سوا جزاء من التطور العالمي في مجال الأزياء بل أن ينقصنا الكثير . لكي نكون على سوية الناس في الخارج وأنا لا اقصد سوية أي نوعية اللباس بل اقصد نوعية تفكير الشعب العربي في تقبل الالون والموديلات وهذه هي من الإشكاليات التي نواجهها في الماركات العالمية

أما عن نظرة المجتمع للشاب الذي يلبس على الموضة فقد حدثني الشاب ماهر قائلاً:
لقد تلقيت الكثير من الانتقادات حول طريقة لباسي أو تسريحة شعري من أصدقائي أو حتى من أهلي وأخوتي .. لكن هذا نوع من التطور و أنا اعتقد أنها حرية شخصية

الرأي الأخر
لن تنتهي الآراء عن ها الحد .. فالغالبية العظمى من الشباب قالوا أن الموضة تطور لكن يجب أن ننقل الرأي الأخر فالتقيت إحدى الأمهات في إحدى محلات الألبسة.. التي قالت .. ليس المعيب أن نرتدي احدث الموديلات وأخر الصرعات لكن المعيب أن ننسى من نحن وما هي أدبياتنا كعرب أولاً و إسلام ثانياً وليس الغلط بالموضة إنما بالتقليد الأعمى للموضة والانجراف وراء الغرب دون التفكير بموضوع هو .. هل الغرب يقلد ما يفعله العرب ؟ بالتأكيد لا !!!!!

قبل الختام
بتأكيد ليست الغاية التحضر ولا تمد للتخلف بصلة, إنما مشكلة جيل وتربية ونمط تفكير يجعل من الحضارة مجرد لباس , ومن العولمة طريقة حياة ,ومن الموضة انفتاح وتحرر
نعيب زمانً والعيب فينا .. وما لزمانناً عيب سوانا

بواسطة
محمد أمير عنداني / محرر الأخبار الإجتماعية
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى