تحقيقات

كرم النزهة , السكري , صلاح الدين بعض المناطق المنسية في حلب ( 1 )

عندما توجهت كاميرا زهرة سورية إلى تلك المناطق ما لبس سكانها إلا أن التفوا حولنا وبدؤوا يناجوا قائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد ( بالروح بالدم نفديك يا بشار ) .. يطلبون منه أن يخلصهم مما هم فيه من تدني في الخدمات والصحة والتعليم …
 

انسداد لمجاري الصرف الصحي و الشتاء مليء بالطين و الوحل .. 

تركي – أبو حسن يقول و هو مستاء ..
أنا لا أعيش في حارة الشحادين ( كرم النزهة ) بل بالحارة الطفرانة فعشر سنوات وأنا أقطن هنا و لم أتذكر أن أحد من البلدية و المسؤولين قام بزيارتنا و تطمئن على الخدمات التي تحتاجها هذه المنطقة فلا زلنا نعاني من الصرف الصحي وأكثر من ألف مرة قمنا بتقديم الشكاوي و لم تجد النور فعندما يأتي فصل الشتاء تصبح الشوارع مليئة بالوحل و الأطيان و هذا يؤدي لانسداد المجاري لذا ما كان منا إلا و أن قمنا بجمع النقود لإصلاح بعض المجاري ..

الحفر تملأ الشوارع و البلدية تلتزم الصمت ..

السيد سامر أبو رائد ..
ربما سأبقى أحلم بأن أسير أنا وعائلتي في الشوارع دون أن تتعرج أقدامنا فالحفر تملأ كل الأمكنة و كأننا نعيش في عالم بعيد عن المدينة و للأسف لم نر السعادة في فصل الشتاء فإن أردنا الخروج في أوقات المطر سنضطر لأن نلبس الجزمة و دون ذلك لن نقدر على الخروج ..

ظلام دامس و لا وجود لخيال إنارة .. 

حسين شاب من سكان كرم النزهة ..
أصبحنا نرجو من الله أن نبقى في فصل الصيف لأن ضوء الشمس يجعلنا أكثر حرية في الخروج من منزلنا أما في الشتاء و في باقي الأوقات نعيش في ظلام دامس فحتى الآن لم تنار الشوارع فليلنا ظلام بظلام حتى صرنا نخجل من أطفالنا من كثرة وعودنا لهم بأن المسؤولين سيأتوا و يرأفو بحالنا لتنار الشوارع و نخرج بعد الساعة السادسة مساءً و نذهب إلى أي مكان شئنا .. 

بلدية حلب تأخذ رسوم النظافة ولا وجود لها .. 

أبو محمود ..
من خمسين عام و حتى الآن نقوم بدفع ضرائب و رسوم للنظافة و للأسف لم نرَ من وقتها و حتى الآن أي شيء يمس بخدمات النظافة ..

الأحياء صارت مكبات للقمامة .. 

أبو عدنان ..
أكثر من مرة قمنا و طلبنا من المسؤولين أن تأتي السيارات كي تحمل أطنان القمامة التي صرنا نحرقها لنتخلص منها فعمال النظافة يمرون مرور الكرام لتبقى شوارعنا و قرب بيوتنا مكبات هائلة للقمامة .. 

( هل هذه لعب أطفال أم حديقة العائلة ..؟ )

موظفي الكهرباء والماء في بيوتهم وفواتيرنا مرتفعة .. 

أبو جمعة ..
مؤشري الكهرباء والماء غالباً لا يأتون لأخذ التأشيرات لذا تأتي فواتيرنا مرتفعة و تارة منخفضة فهم يحتجون لأنهم يأتون و يدقون الباب ولا يجدون أحد لذا فهم يؤشرون ( على التجلي حسب التوقيت المحلي )..

لنا رأي ..
خمسون عام على تلك المناطق ولم ترَ نداءات سكانها النور فالقائمين المتتاليين على بلدية حلب لم يصحوا بعد من نومهم العميق وإن صح التعبير قاموا بشكل مطول بغض النظر عن تلك المناطق وعن سكانها ..

خمسون عاماً على تلك المناطق و كما أعلم هم يتمتعون بالجنسية العربية السورية و لهم الحق و كل الحق أن يعاملوا كباقي أفراد الشعب دون أي تفرقة أو تمييز طبقي ..
خمسون عاماً على تلك المناطق وهي أشبه بالخرابات لا بمناطق مأهولة بآلاف السكان و بالتالي هنالك مناطق ما إن شيدت حتى انهالت عليها الخدمات لتصبح جناناً على الأرض (حلب الجديدة – قرطبة …… ) .. 

خمسون عاماً وندائي للجميع أن تقوموا بالموازنة بين الأطفال المنكوبين في تلك المناطق وأطفالكم .. فأولاد المناطق المنسية القمامة حدائقهم وملاعبهم , والتنزه في ما وضعت الحدائق الخضراء لأطفالكم و إن أرادوا السباحة فطين الشتاء ووحلها يكفيهم بينما المسابح المفلترة شيدت لأبنائكم .. 

وإن أرادوا أن يشاهدوا مناطقهم في المساء فلا أظن أن الظلام الدامس يسمح لهم لأنه سيحول بينهم ..لا تقلقوا و لا تيأسوا فمقاعد الدراسة غابت أو بالأحرى غيبت عنهم فالمدرسة الواحدة لن تكفي , فما بالكم إن كان الوصول إليها للطفل سفر ..
وإن حارب أبائهم لكي يكمل أطفالهم الدراسة فلن يستطيعوا أن يصلوا ما بعد الصف السادس فالمشكلة نفسها تقف عائقاً أمامهم .. 

( بعض من مناظر المنازل في أحياء المناطق المنسية )

اعذروني جداً وجداً .. 

فأنا لم أقصد أن أقوم بالتمييز , فالجميع أبناء هذا الوطن الغالي والذي يقوده ربان سوريا الحديثة السيد الرئيس بشار الأسد ..
لكن يا أصدقائي ما أحاول القيام به هو إيصال رسالة معاناة أكثر من عشرة آلاف نسمة في تلك المناطق يعيشون و كأنهم بعيدون عنا نحن الشعب الواحد الملتف حول بعضه البعض ..
يا أصدقائي هنالك من تقصد أن أقوم بتلك الموازنة ألا وهم المعنيين و المسؤولين منذ خمسين عام و حتى الآن فهم لم يحركوا ساكناً في تلك المناطق .. 

أخيراً وليس أخراً .. 

ولن أوجه النداء للمعنيين فقط بل لجميع المواطنين بأن يأتوا و يقوموا بزيارة هذه المناطق ليشاهدوا بأم عينهم معاناتهم و واقعهم الأليم المحزن .. اعذروني يا أعزائي فنحن كمنبر إعلامي قد قمنا بتبليغ رسالتنا و نقل الصورة لكم .. اللهم اشهد اللهم اشهد . 

بواسطة
فــــــواز دحــــو
المصدر
زهرة سورية / حلب

مقالات ذات صلة

‫9 تعليقات

  1. هل ياترى سينفد المسؤولون من سؤال الله سبحانه وتعالى عن هؤلاء المعذبين والمشردين
    لن يرحمكم الله وسيعاقبكم اشد عقاب
    واتمنى ان يقلب دولاب الحياة ويعيشون مثلهم كي يشعرو ويندموا

  2. مقالة هادفة ويرجى متابعة الموضوع من قبل الجهات المعنية
    وشكر للصحفي فواز دحو على هذا المقال الرائع
    وشكرا للصحفي انس رمضان الذي يتضح من خلال الصور انه له دور في انجاز هذا العمل …

  3. والله بصراحة شي بقطع الله يكون بعونهم شو عبتحملوا , على الله الحكومة تسمع فيهم ويحنون عليهم شوي .. لانو فقراء ماحدا عبشوفهم .. شكراً للكاتب ولزهرة سورية على هاللفة الكريمة

  4. كان بودي ما أشوف هيك مناظر بس للآسف هاد الموجود في واقعنا صحيح انو سورية حلوة وفيها مناطق سياحية كتير , بس كمان بدنا كل سورية تكون حلوة , مو ناس تتمتع بالحلاوة وناس ما تاكل غير القسوة

  5. الله يعطيك العافية
    مقالة أكثر من رائعة وجهد يبين مدى الحس الوطني لديك لمحاولة تسليط الضوء على هذه الفئة في حلب
    والتي لاذنب لهم الا ضيق اليد

    والبلدية بتزيدها على ئلبهم

    نتمنى ان تختفي هذه الصور من حلب للأبد وتيسر امور الناس

    شكرا

زر الذهاب إلى الأعلى