شباب وتعليم

حديقة أصدقاء البيئة بدير الزور مركز توعية بيئي بامتياز

البيئة النظيفة والخالية من الملوثات والتي هي من صنع الانسان وليس من صنع الطبيعة أصبح هاجساً لكل دول العالم والحفاظ على البيئة أصبح أمراً ملحاً وقد يكون قانوناً صارماً يعاقب مخالفيه بعقوبات ..
 
قضائية أو مسلكية, فأحدثت وزارات ومديريات وجمعيات متخصصة في الحفاظ على البيئة , ومن أولويات تلك الوزارت والجمعيات هو العمل التوعوي على ارض الواقع , هذا ماقامت به جمعية متطوعين من اجل البيئة ( حياة ) حيث قامت بإنشاء حديقة أصدقاء البيئة على ضفاف نهر الفرات وعن هذه الحديقة تحدث "لزهرة سوريا" المهندس " هاني اصف " من جمعية متطوعين من اجل البيئة ..
 

تعد حديقة أصدقاء البيئة التي نفذتها جمعية متطوعين من أجل البيئة( حياة )على ضفة الفرع الصغيرة لنهر الفرات الذي يخترق مدينة دير الزور مركز توعية بيئي ساهم بالإضافة إلى مناظره الخلابة المستوحاة من طبيعة وبيئة وادي الفرات بحل جزء من المشكلة القائمة على ضفتي النهر سببها التنفيذ السيء لمجرى النهر وتعزيله ماأدى حينها إلى انتشار الروائح الكريهة وإزعاج .. 

سكان المنطقة بحيث أدى تحويل سرير النهر داخل المدينة إلى مكب نفايات ومرتع للأعشاب والأشواك. وتصدت جمعية متطوعين من أجل البيئة حياة لحل هذه المشكلة بداية من خلال لفت نظر المسؤولين إلى خطورة ما يجري وضرورة إعادة تأهيل ضفة النهر لتعود إلى سابق عهدها متنفساً لأهل المدينة. وبعد الكثير من الدراسات والبحوث ولدت فكرة إنشاء حديقة للبيئة ومركز توعية بيئي على ضفة الفرات وقامت الجمعية بالاتصال ببرنامج المنح الصغيرة جي اي اف-اس جي بي الذي دخل إلى سورية وتمت الموافقة على تمويل المشروع بمبلغ 35 ألف دولار كما ساهم مجلس مدينة دير الزور بتخصيص أرض للمشروع وهي المسافة الممتدة مابين "جسر محمد الدرة" و"جسر الكنامات " على مساحة قدرها 3300 بطول 230 متراً وعرض 14 متراً العام. زرعت الحديقة بنباتات طبيعية تمثل النباتات التي تشتهر بها منطقة الفرات إضافة إلى بعض المجسمات والأواني والعادات والتقاليد التي اشتهرت بها المحافظة على مر الزمن حيث تم تقسم الحديقة البيئية إلى ستة أقسام الأول لنباتات الفرات ويضم أربع جزر رئيسية تمثل الغطاء النباتي في محافظة دير الزور. وقد خصصت الجزيرة الأولى للنباتات الرعوية المنتشرة في البادية والثانية للنباتات الشوكية والصبارية المنتشرة في المنطقة والثالثة للنباتات الفراتية النامية على ضفاف النهر أما الجزيرة الرابعة فضمت النباتات المدخلة إلى "دير الزور" و زرعت واجهة النهر بسور مزدوج من شجيرات العفص. أما القسم الثاني فخصص للاستفادة من الطاقة الشمسية التي تم اعتمادها لتكون الحديقة نموذجاً تعليمياً لأبناء المنطقة في استخدام الطاقات البديلة للحد من الاعتماد على المصادر التقليدية للطاقة وما تسببه من تلوث ومشاكل بيئية لذلك تم اعتماد نظامين للإنارة بالطاقة الشمسية الأول عبارة عن أربعة أعمدة إنارة مستقلة كل منها مزود بلوحة استقطاب ومدخرة تستطيع إنارة المصباح لمدة لا تقل عن 8 ساعات. والنظام الثاني مجموعة استقطاب مركزية تتحرك مع دوران الشمس تغذي مجموعة من المصابيح. وتم تخصيص القسم الثالث من الحديقة لمنظومة ضخ الأوكسجين في مياه النهر لتأمين أكبر كمية من الأوكسجين في النهر تساعد في التقليل من انبعاث الروائح وبالتالي تجمع البعوض حيث تم تصميم ضاغط هوائي له أنبوب يمتد لمسافة 15 متراً في النهر على عمق 30 إلى 50سم تحت سطح الماء حيث تقوم هذه المضخة بضخ الهواء في مياه النهر على فترات زمنية تحدد حسب الحاجة وذلك لتنشيط التفاعلات الاختزالية المسببة لانبعاث الروائح الكريهة. كما خصص قسم خاص في الحديقة كمركز توعية بيئي تستخدمه الجمعية ويتكون من صالة كبيرة بجوارها غرفة أصغر بنيت في طرف الحديقة الشرقي بمواد أولية حجر جبس أسود وتستخدم لإقامة الندوات والمحاضرات ومعارض الصناعات اليدوية وتدوير النفايات المنزلية. وتضمن القسم الخامس في الحديقة مسرحاً في الهواء الطلق تقابله ثلاث مصاطب متدرجة تتسع لأكثر من 150 متفرجاً ويقتصر نشاط المسرح على عرض مسرحيات للأطفال حول التعريف بالبيئة وأهمية الحفاظ عليها. أما القسم السادس فخصص لمجموعة من ألعاب الأطفال المصنوعة بشكل كامل من الخشب الطبيعي وصممت الألعاب للأطفال دون سن 10 سنوات. وتم صنع المقاعد والطاولات وكل التجهيزات الأخرى المستخدمة في الحديقة من الخشب الطبيعي أي لم تستخدم سوى المواد الصديقة للبيئة وقد باتت الحديقة مركزاً يؤمه المواطنون من جميع أنحاء المحافظة أيام العطل والمناسبات التي تقيمها الجمعية بقصد التمتع بمناظرها الجميلة وقضاء ليالي الصيف بين أحضان الطبيعة. واستطاعت جمعية متطوعين من أجل البيئة تحويل هذا الموقع من مكب للنفايات ومرتع للحشرات والبعوض إلى حديقة نموذجية تساهم في حماية البيئة وإدخال السعادة في نفوس مرتاديها

بواسطة
محمد الحسين
المصدر
زهرة سورية / دير الزور

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. ما بعرف كيف اعبر عن شكري وامتناني للجهود المبذوله لحماية البلد من اي عدو واصدقاء البيئه لهم فضل كبير في محاربة عدو الانسانيه اللتي يصنعها الانسان نفسه اما بجهل او عدم مسؤوليه او لا يبالي بالمخاطر اللتي تحيط بيئتنا من تلوث انا كان في الجو او الارض او المياه اللتي سخرها الله تعالى لخدمة الانسان مرحى لكم ولي الشرف بمراسلتكم والتعلم منكم لعلنا نستطيع ان نقوم بعمل يفيد الانسانيه في مدينتي البوكمال [email protected] على هذا العنوان والله الموفق

زر الذهاب إلى الأعلى