هذه قصة (لمى) في المدينة الجامعية بقلم هادي قاسم

لمى طالبة سنة اولى في كلية الزراعة ……حدثت معها هذه القصة في الفصل الاول ولكن لم تنشر قصتها في اية وسيلة اعلامية رغم ان قصتها معروفة لدى العديد من الطلاب في المدينة الجامعية …لذلك سينفرد مرصد هادي بنشر قصتها

اتت لمى المقيمة في قرية صغيرة في احدى المحافظات الى كلية الزراعة في جامعة بعيدة عن مكان اقامتها كثيرا اي في محافظة اخرى وبسبب وضع عائلتها المادي السيئ قررت السكن في المدينة الجامعية …
واتى اسمها مع ثلاث فتيات في غرفة واحدة صغيرة والفتيات الثلاث كلهن من كلية الاداب وكل منهن في قسم مختلف(تاريخ -فلسفة-لغة انكليزية )وهن اصدقاء واكبر من لمى بالعمر وحتى في السنة الدراسية …
لذلك بدأن يعاملن لمى معاملة سيئة واصبحن يتامرن على لمى في الغرفة في امور الطعام والجلي وحتى في النوم …حيث عاملن الفتيات لمى كخدامة في الغرفة (حسب قول لمى لمرصد هادي عند لقاءنا معها)..
لذلك لمى لم تسكت على هذا الوضع السيئ واشتكت لمشرفة الوحدة المقيمة بها لمى ولكن مشرفة الوحدة كانت لها علاقة وطيدة مع احدى الفتيات الثلاث لذلك لم تفعل لهن شيئ ولا حتى مجرد تنبيه او انذار لهن (اي الفتيات الثلاث ) .
واستمرت المعاملة السيئة والقاسية للفتيات الثلاث على لمى …. لذلك كات لمى تضطر للنزول الى قاعة المطالعة في الوحدة التي تسكن بها للدراسة وتضطر ايضا بالتأخر في كليتها والدراسة في مطالعة الكلية لتاخذ وقت اطول في الدراسة بعيدا عن الفتيات الثلاث .
وللفتيات الثلاث صفات سلبية كثيرة (حسب قول لمى) كالتدخين الكثير حيث كن يدخن في الغرفة لدرجة تخنق من يدخل اليها كما انهن غير مجتهدات حيث كل واحدة منهن راسبة في صفها سنتين ….اضافة الى حديثهن المتكرر عن العلاقات العاطفية وغير ذلك من السير اللااخلاقية ايضا …بمعنى عام…سلوكهن في الغرفةغير محبذ للدراسة وللسكن ايضا ..
ومع ذلك كانت لمى تصبر عليهن كثيرا الا ان اتت مرحلة التحضير للفحص اي قبل اسبوعين من فحص الفصل الاول ولان لمى لديها ضغط كبير في المواد قررت الدراسة بشكل مكثف ومع تكثيف لمى بالدراسة قامت الفتيات الثلاث بتكثيف ضغطهن على لمى بالاساءة لها كثيرا ومعاملتها بشكل سلبي حيث بدأن بضرب لمى كل ما كانت لمى تدرس في الغرفة اضافة الى تمزيق ملخصاتها وشد شعرها …

وعندما سالت لمى (ما هو السبب في معاملة الفتيات لك بهذه الطريقة ؟) ..

قالت (لا اعرف …ولكن علمت انهن يعاملن كل فتاة تاتي الى الغرفة هذه المعاملة لكي تقرر الفتاة الهروب من الغرفة وفعلا هناك فتاة قبلي كانت ساكنة معهن اضطرت في النهاية ان تخرج من الغرفة والمدينة الجامعية وتستأجر غرفة لها مع صديقتها .. ولكن انا (اي لمى) وضع عائلتي المادي لا يسمح لي باستئجار غرفة …وكل ما املكه هو اجرة (السرافيس)التي اصعدها للوصول الى كليتي وشراء(السندويش) للاكل بالاضافة الى ما يوجد معي من (مونة ) احضرتها من بيت اهلي .
وعندما سالنا لمى لماذا لم تطلبي الرحيل الى غرفة اخرى …قالت:طلبت من المشرفة ذلك ووعدتني بنقلني الى غرفة اخرى ولكنها لم تفعل ذلك وكل مرة اسالها عن موضوعي تقول لي لا يوجد طالبات شاغرات ..ولاحتى يوجد طالبات يريدن التبديل معي بالغرفة لان الجميع يخاف من الفتيات الثلاث ومن سلوكهن..

كل ما قلناه هو مجرد مقدمة لما حدث مع لمى في ليلة 2-1- 2009

حيث كانت لمى عائدة من اول مادة قدمتها (وكانت سعيدة ) لانها خرجت من الفحص بشكل جيد وعندما دخلت الغرفة وجدتها معبأة بالدخان الكثيف جدا بسبب تدخين الفتيات وبسبب دخان الارغيلة التي تشربها احدى الفتيات كثيرا.

ومع ذلك دخلت لمى لصنع الطعام لها فهجمت احدى الفتيات على لمى بالضرب بحجة ان لمى (دعست على قدمها) وكان ضربها مبرح لدرجة ان لمى حاولت الدفاع عن نفسها ولكن الفتاتين الاخريتين هجمتا على لمى ايضا وبدأن يضربن لمى بشكل عنيف حتى ان لمى صرخت بصوت عالي … ولكن باب الغرفة قفلته احدى الفتيات لكي لا يدخل احد لانقاذ لمى..

واثناء العراك الشديد قامت احدى الفتيات برشق لمى (بمرآة زجاج) كانت موجودة في الغرفة على كتف لمى فنزل دما شديدا من كتف لمى التي اخذت تصرخ من شدة الالم واصيبت بحالة غيبوبة ..

فاستيقظت في اليوم الثاني لتجد نفسها في المشفى وبجانبها والدها وامها الذين قدما من قريتهما بعد ان اخبرتهما بالخبر المشرفةالمناوبة …

وحسب قول لمى ان الفتيات خرجن من الغرفة وتركنا لمى بتلك الحالة السيئة فاتت احدى الفتيات الموجودات في الطابق في الوحدة وفي الغرفة المجاورة لغرفة لمى التي سمعت صراخها ووجدت لمى على تلك الحالة فاخبرت المشرفة المناوبة واتصلت بالمشفى الجامعي ونقلت لمى لى المشفى…

نتيجة العراك هو (كسر كتف ويد لمى اليمنى اي التي تكتب بها اضافة الى كدمات شديدة بالراس )

وجلست بالمشفى اسبوعين وبذلك تكون لمى منعت من تقديم كل مواد الفصل الاول الا المادة الاولى التي قدمتها قبل العراك والتي نجحت بها بدرجة 64 وبذلك يكون امام لمى بالفصل الثاني 11مادة ..

وقالت لنا لمى (بعد شفاءي اي بعد شهر تحدثت المشرفة المناوبة مع المشرفة الرئيسية للوحدة وقامت بنقل لمى الى غرفة اخرى فيها طالبات مجتهدات ومهذبات وسنة اولىفي كلياتهن اما الفتيات الثلاث فالتحقيق معهن الذي دام اسابيع انتهىبشكل سلمي اي لم يتأثرن بشيئ ولم يعاقبن والان هن في غرفتهن بعد انقطاع شهر )..

هذه قصة لمى في المدينة الجامعية وحادثة لمى تشبه الكثير من الحالات الاخرى التي تحدث مع الكثير من فتياتنا ولكن لا احد يدري بها .

ولكن مرصدنا سيسمعهن وسيتحدث بلسانهن ..