تحقيقات

لا ضوابط على آجارات السكن والمؤجر هو من يتحكم بمصير المهجرين

لا نلوم أحد من أصحاب الشقق السكنية الذين بدأوا يتخذون من المثل الشعبي القائل “اذا مابدك تزوج بنتك غلي مهرها” وهكذا حالها مع المستأجرين ..
الأسر المهجرة وخاصة العوائل المحافظة لا ترضى أن تسكن بخيم الايواء بالدول المجاورة ولا ترضى أن تسكن في مراكز الايواء لأنها ببساطة تقول “ذل مالك ولاتذل حالك” لذلك تقوم هذه الأسر بالعمل ليلا ونهار من أجل تأمين آجار لبيت يناسبها , وهنا لا بد من الإشارة إلى أن هذه العوائل تستأجر ليس بهدف السياحة والاستجمام !! أعزائنا في طرطوس واللاذقية ودمشق والسويداء بل بهدف السترة والحفاظ على شرفها وكرامتها .. فيأخوتنا السوريين أصحاب الشقق السكنية , إن لم ينص القانون السوري بوضوح إلى أنكم تخالفون العرف والتقاليد فإن الأخلاق تنص على ذلك , ومن الضروري كشعب يعي مخاطر الحرب على سورية أن ينظر السوري لحال السوري بعين العطف والرحمة لا بعين التاجر والمحتكر .. وهنا أود من الحكومة ومجالس الشعب والمحافظة أن يخطوا بخطوة جريئة ويتخذوا قرارات استثنائية بظل هذه الظروف تجبر أصحاب الشقق السكنية بالتعامل ضمن أخلاق المجتمع السوري وإلا فالضرائب التي تعود على الدولة تزداد , فعلا القانون السوري نص صراحة على أن المستأجر هو من يحدد بدل الإيحار وهذا الكلام لا جدل فيه عندما كانت سورية تعيش حياة مستقرة … لكن بظل تهجير عوائل واستهداف أشخاص فيها وتدمير امكانياتهم يبدو بأن هذه القوانيين يجب أن يعاد النظر فيها ولا يترك للمستأجر حرية التحكم بمصير عوائل مهجرة وكأن هذا العوائل بازار ومزاد علني لهم ..وهنا تكمن مسؤولية المشرع السوري بالتخفيف من حدة استغلال السوري لأخيه السوري وبالنتيجة القانون وجد بالأساس لضبط المجتمع ضمن أخلاق وسلوكيات معنية , فلا فرق بين من يسرق ويقتل ومن يستغل … فجميعهم مجرمون بأخلاق المجتمع لكن بعض الجرائم نص عليها القانون صراحة وبعضها بقيت للعادات والتقاليد والأعراف , وبالحقيقة فإن واقع الاستغلال من قبل أصحاب الشقق السكنية بالمناطق الآمنة لايعفي الدولة والحكومة من مسؤوليتها بإيجاد المكان المناسب للأسر المهجرة , فإن لم يكن بعض السوريين الحضن الدافئ لأخوتهم , فالدولة بالنهاية هي الأب والأم والراعي لجميعهم ومن واجبها ايجاد المساكن البديل ومساكن الايواء المناسبة لو بإيجار رمزي , فالعوائل من حقها أن تحفظ شرفها وكرامتها بعيد عن قطاع الطرق والاستغلالين وتاجر الأزمة …

بواسطة
أحمد دهان
المصدر
شهبانيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى