تحقيقات

حلب بين النفاق الإعلامي وإهمال المسؤولين والإرهاب الذي لايرحم

واقع حلب يلخصه حالها ..

إذا أردت أن ترى العجب فعليك أن تأتي إلى حلب بعكس الرواية التي يسوق لها التلفزيون السوري والتي تقول ولما العجب إنها حلب ..
بهذه الكلمات لخص لنا عدد من أهالي حلب معاناتهم اليومية مع تعاطي إعلامنا الوطني بالشأن الميداني والخدمي لمحافظتهم واستهدار المسؤولين في السعي الجاد لإعادة الأمن والاستقرار لأرجاء المحافظة وتوفير الإمكانيات الخدمية ومستلزمات الحياة الضرورية .. يبدو أن أوجاع وهموم أهالي هذه المحافظة التي تمثل العاصمة الاقتصادية لسورية لم تلقى حتى الآن السعي الحثيث من قبل الحكومة وممثليها في مجلس الشعب .. ففي الوقع الذي يستمع فيه الشعب السوري ومسؤوليه على نشرة أخبار الثامنة والنصف وفي مشهد تهريجي لمراسل حلب وهو يقول “الله الله على مطار كويرس وانجازات بواسل جيشنا في المطار ، قطعت تذاكر بالجملة لهؤلاء المرتزقة الإرهابيين إلى جناتهم الموعودة وحملت جثثهم بالقلابات” ، وكأي مواطن سوري أشعر بأن الأمور تحت السيطرة لتصلني رسالة من أحد جرحى الجيش يقول لي “أنت جماعة الإعلام ناس كذابين فالقلابات التي تحدث عنها زميلكم كان في مقابلها 28 شهيد وعدد من الجرحى” ويمضي أكثر من شهر على حديث مراسل الأخبار وواقع المطار من سيء إلى أسوأ .. أما عن واقع الدواء وعدم توفره في الصيدليات وغلائه أضعاف مضاغفة للأدوية الموجودة فقد حلت الوزارة هذه المعضلة عندما خرج إلينا وزيرها عبر شاشات التلفزة ليطمئننا عن وصول عدة شحنات من الأدوية إلى المحافظة وكأنه تبرع بها دون أن يعلم أحد إلى أين وصلت وعلى من وزعت إذا كان بعض الأدوية البسيطة كالمرخي العضلي ومهدأ التشنجات وغيرها غير متوفرة .. أما عن الطحين والخبز فعندما تصل سيارة الطحين إلى أحد المناطق المنتشرة فيها المليشيات فرسمالها ثلاث تكبيرات لتباع ربطة الخبز كحد أدنى بمئة ليرة ، بالنسبة للاتصالات والكهرباء فلاداعي للحديث لأننا جميعا نملك أجهزة خليوية ولايوجد سوري إلا ولديه أقرباء أو معارف وعندما سيجري تجربة الاتصال سيعرف جيدا عن ماذا نحدث .. أيها السادة إذا أردنا أن نقول لكم بأن حلب بخير فعلينا أن نعلم إن كان هناك تواجد للمجموعات الإرهابية أم لا ؟!! فمناطق السكري ، الكلاسة ، الصالحين ، بستان القصر ، الشيخ سعيد ، حلب القديمة ، سيف الدولة ، صلاح الدين ، الأشرفية ، الشيخ مقصود ، الشيخ نجار ، الفردوس .. وغيرهم مناطق تنتشر فيها الميليشيات وغير مستقرة فماذا بقي من حلب بخير ؟!! أما الريف الحلبي فالعديد من المدن والبلدات خارج السيطرة منذ أكثر من عام ونبل والزهراء بلدات دخلت الأساطير بحصار تجاوز العشرة أشهر .. والسؤال هل نظفت حلب من القمامة بعد “حوسة حلب” أما كان نشاط مميز للمسؤلين استحقوا من إعلامنا الوطني “رفع القبعة” .. بالنهاية نحن لسنا هواة نقد وتشهير لكن واجبنا الإعلامي الوطني يحتم علينا نقل معاناة الشارع .

بواسطة
أحمد دهان
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى