تحقيقات

المقهى والنرجيلة..وسائل تساعد على تنامي ظاهرة التدخين بين الشباب

تتنامى وتنتشر ظاهرة التدخين بمختلف أشكاله بين شريحة الشباب من مختلف الطبقات الاجتماعية والشيء المثير للقلق هو هذا التدني في أعمار المدخنين والذي قد يصل إلى عمر الطفولة وأحيانا إلى سن ثماني سنوات.
وافادت الإحصائيات والدراسات العالمية في مختلف البلدان وضمن مختلف الشرائح الاجتماعية أن ثلاثة أرباع المدخنين تتراوح أعمارهم مابين 17-22 سنة وأن المقهى هو المكان الأول لاكتساب هذه العادة مع الأصحاب والاصدقاء.

وقال بعض المدخنين إن التطور الكبير الذي لحق بشكل المقهى لعب دورا كبيرا وجاذبا لفئة الشباب وخاصة الشابات ولم تعد تجد الفتيات حرجا من الجلوس على ناصية المقاهي بعد أن كان تقليدا حصريا على الشباب وخاصة الرجال بعد سن الخمسين فهم يجدون المقهى مكانا ممتعا مناسبا لجميع أنواع التسالي في أغلب الأحيان مع ملاحظة أن أكثر من 90 بالمئة من رواد المقاهي هم من العاطلين عن العمل أو من الذين يعانون من فراغ أسروي وربما عاطفي. وتشير مي عبدالله الاختصاصية في الصحة الاجتماعية المدرسية إلى أن رد فعل الأسرة تجاه ظاهرة تدخين أبنائهم ضعيف جدا وأثره غير ملموس في أغلب الاحيان ويتزايد هذا الإهمال لخطورة التدخين طردا مع الطبقة الاجتماعية للأسرة وخاصة تجاه أبنائهم المدخنين للأركيلة لكونهم يعتقدون خطأ أنها غير ذات ضرر مثل تدخين السجائر وكثيراً من الأسر لا ترى مشكلة في تدخين أبنائها ويبررون ذلك بأنها نوع من الحرية للجيل الجديد.

وأوضحت أن هناك حالة من الغموض وعدم الفهم لدى الشباب المدخن وأحيانا عدم الاقتناع تجاه أضرار التدخين سواء كان تدخين السجائر العادي أو النرجيلة بالرغم من أن مضار التدخين وآثاره السلبية لا تخفى على أحد وجميع البحوث والأبحاث الطبية تؤكد العلاقة الوثيقة بين التدخين وأمراض خطيرة مثل ارتفاع التوتر الشرياني وسرطان الرئة والربو بمختلف أنواعه لدى المدخن بنسب عالية عن غير المدخن وبالمقابل هناك فئة تعرف أن التدخين يؤدي إلى تلك الأمراض ويشكل حالة من الإدمان لديهم إلا أنهم ينفون ضرر النرجيلة على الصحة بل على العكس يعتقدون أنها تضمن لهم وضعا اجتماعيا متميزا بين المعارف والاصدقاء وتضفي عليهم جاذبية خاصة ولكن اللافت للنظر والطريف أن نسبة كبيرة من المدخنين والمدخنات يرفضون الاقتران بالمدخنين. وذكرت عبد الله أن عادة التدخين تحمل بعدا اقتصاديا لا يمكن تجاهله حيث تصل نسبة الانفاق عليها ما نسبته 50 بالمئة من مصروف الطلبة و10 بالمئة من دخل الشباب العامل ولديهم إحجام عن محاولات الاقلاع عن التدخين خوفا من ردة فعل الأصدقاء لافتة إلى الدور السلبي الذي تلعبه القنوات الفضائية في انتشار عادة التدخين بما تقدمه من صور جذابة ومشجعة على ممارسة هذا التقليد الأعمى حيث يحرص الشباب على تقليد نجومهم المفضلين وباعتقادهم أن أول وأهم شيء يمكن أن يقلدوه هو وضع السيجارة في أفواههم أو الإمساك بالأداة التي تسمى "أركيلة".

ولفتت الاختصاصية الاجتماعية الى أهمية التركيز على الجيل الجديد من طلبة المدارس للحد من تنامي وانتشار هذه الظاهرة لأن الكبار لا أمل من محاولة إقناعهم بالعدول عن التدخين فمن شب على شيء شاب عليه فيجب تضافر جهود جميع القطاعات المعنية بدءاً بالأسرة ثم قطاعات التموين والصحة والتربية والمنظمات الشعبية في المحافظة كل في مجاله من أجل تدارك التقصير في الإجراءات للحد من ولع الأطفال والشباب بالتدخين.

وأشار علي ناصر مدير التربية في محافظة اللاذقية إلى أن المديرية باشرت عملها من خلال برامج الصحة المدرسية والمشرفات الصحيات الموجودات في كل مدرسة وبدأت بشرح مخاطر التدخين وأثاره السلبية على الفرد والمحيطين به بأسلوب جديد مبتكر غير تلقيني يعتمد الرسم الكاريكاتوري الساخر والحوار أحيانا والتجارب الحية المباشرة لمدخنين وما فعله بصحتهم في أحيان أخرى. وفي محاولة للحد من ظاهرة التدخين وقمعها صدرت تعاميم من محافظ اللاذقية تقضي بمنع التدخين في مؤسسات ودوائر القطاع العام ودور السينما والمراكز الثقافية والمكتبات العامة والمسارح ووسائل النقل العامة البرية والبحرية والجوية وتقوم لجان مختصة بمتابعة تنفيذ التعميم وتطبيقه في أماكن الحظر وكتابة الضبوط والغرامات المالية بحق المخالفين حيث تم منذ صدور القرار إبرام 1024 مخالفة تدخين في الأماكن العامة ومخالفة رمي أعقاب سجائر إضافة إلى التوجيه لإعداد نماذج اعلامية للتحذير من مخاطر التدخين على الصحة بأساليب مبتكرة ووضعها بين شرائح الشباب وتفعيل دور اتحاد شبيبة الثورة في ذلك وإحكام الرقابة على محلات بيع الدخان والتنباك والمعسل قرب المدارس والمعاهد.

كما صدر قرار من قبل مديريات السياحة والتموين ومديرية الشؤون الصحية في مجلس المدينة يلزم المطاعم والمقاهي المغلقة بتأمين ركن لغير المدخنين وتجهيزه لهم فقط بحيث لا يسمح للمدخنين بارتياده إضافة إلى الرقابة المستمرة على شريحة الشباب وعدم تقديم النرجيلة لمن هم دون 18 سنة ولضمان تطبيق هذا القرار يتم تسيير جولات ميدانية صحية على الفنادق والمقاهي للتأكد من الالتزام بتطبيق هذه التعليمات.

أعد التقرير: ثناء شحرور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى