الزاوية الإجتماعية

أنانية الرجل في المجتمع الشرقي

الأنانية بمفهومها العام هي حب الذات المطلق ولو كان على حساب مشاعر الآخرين بغض النظر عن الأذى الذي يمكن أن يلحق بهم. هذا الحب الفردي يخلق في الإنسان الأناني رغبة ذاتية للسيطرة على الآخر وامتلاكه بدون وجه حق،
 حتى يصل لدرجة حرمان الآخر ممن كل شيء يمتلكه. وهذا ماقد يسبب العَداء بين الناس بالإضافة إلى الغرور والتكبر، الاتكالية والصعود على أكتاف الآخرين بدون مبالاة، وأمور أخرى كثيرة.

و لأنانية الرجل في مجتمعنا عدة أشكال منها:

– أنانية المشاعر: عندما يحب الإنسان شخصاً آخر نجده يحاول أن يمتلكه ويتعامل معه كما لو أنه صار إحدى أغراضه الشخصية، ولو أن الشخص الآخر تصرف ببعض الاستقلالية فسوف تقوم ثورة من الغضب العارم قد تنسف كل شيء، على مبدأ «الغيرة» تبيح الغضب و إطلاق المشاعر. وهذه الغيرة تختلف من شخص لآخر حسب نزعة «الأنا» الموجودة فيه.

– أنانيّة التّفكير: كل إنسان يفكر في أي موضوع من وجهة نظر شخصية بحتة، بحسب ثقافته ونشأته والظروف المحيطة به، تتفق مع أسلوب تفكيره الأناني المصبوغة بصبغة «الأنا». والجميع يكون مقتنعاً بوجهة نظره إلى حد اليقين ولا يستطيع القبول بغيرها لأن وجهة نظره هي إحدى سمات ذاته، وهذا ما نراه جلياً في مجتمعاتنا الشرقية التي ربّت الناس على أن الرجل القوي هو من يفرض رأيه ولا يخضع ولا يتأثر برأي الآخرين، وأن من سمات الرجولة ثبات الرأي (ولو كان على خطأ)، بينما في المجتمعات الأخرى يتربى الإنسان على احترام حقوق الآخرين وليس من العيب الإصغاء والتعلم من وجهات النظر الأخرى، وليس الأفضل من يفرض رأيه على الآخرين بل من يستنبط المفيد من جميع الآراء ويكوّن رأياً يكون الأفضل للجميع.

– أنانية التصرف: الأنانية تتناسب طرداً مع تصرف الناس بحسب أسلوب تفكيرهم، فإذا كان الرجل أنانياً فستكون كل تصرفاته أنانية في الوقت ذاته. ومع ذلك فقد ترى أحدهم يتشدق بالمفردات الجميلة وكلمات التضحية والمحبة أمام الآخرين، لكن عند الأزمات سيتصرف وفقاً لأهوائه ومصالحه.

ومن جهة أخرى تقول الأستاذة رفاه الراوي المتابعة لشؤون المرأة في منظمة YWCA البلجيكية العالمية، أن من أخطر ما يعانيه الإنسان العربي من مشاكل نفسية في المجتمع هو فقدانه لحالة الانسجام والتطابق بين رغباته الذاتية وممارساته السلوكية، فهو في حالة صراع دائم بين الاستجابة لرغباته من جهة وبين الالتزام بقيم الدين وتقاليد المجتمع وعاداته من جهة أخرى، ويتظاهر للآخرين بخلاف واقعه النفسي. حتى المثقفين والمنادين بالإنسانية والإنسان نجدهم في الأغلب ممزقين بين ما يظهرون وما يبطنون وتسبب هذه الحالة في كثير من الأحيان اضطراباً في شخصيتهم وتذبذباً واضحاً في سلوكهم. هذه الحالة تنتهي بالكثيرين إلى مرض نفسي خطير يطلق عليه علماء النفس اسم مرض (الازدواج في الشخصية) وهو ما يعاني منه تحديداً الرجل الأناني أو إذا أصدقنا التعبير نقول الإنسان الأناني. أما عن كيفية التعامل مع هذا النموذج فيكون فقط بالتقبل به كما هو لأنه ومن الغباء الانتظار من تلك النوعية التغيير وأنا باعتقادي أن نسبة الرجل تفوق نسبة المرأة وخاصة في المجتمع الشرقي لأن الرجل من إحدى أسباب أنانيته أنه لا يتمنى للمرأة أن تتفوق عليه بالنجاحات والشهرة والعلاقات العامة.
أما باعتبار النكد وسيلة لردة فعل معاكسة لأنانية الرجل فأنا ضده تماماً وبكل حالات السلبيات في الطباع وإنما إن قدّر للطرف الآخر التقبل فليكن أو فليرحل لأنه علينا أن نكون واقعيين بأن لا نأمل ولا ننتظر التغيير من أصحاب هؤلاء الشخصية.

ختاماً.. ولكي نكون صريحين فنحن بحاجة إلى القليل من الأنانية، لكي تتشكل شخصيتنا الخاصة فينا، لأن تميّز الفرد في المجتمع ينشأ من تميّز أسلوب أفكاره ومشاعره وعند فقدان الإحساس بالذات تُفقد سمات هذه الشخصية ولم يعد لها كيان ضمن هذا المجتمع. وبناء على هذا فإن أنانية الرجل ضرورية ولكن في حدود المعقول.
كما ينبغي الحذر من ألا تزيد «الأنانية» عن الحدود الطبيعية ليصبح إحساس الشخص بذاته يزيد عن إحساسه بمن حوله، وهذا ما يؤدي إلى تفكك المجتمع وقطع روابط العلاقات بين الناس حيث يسعى كل شخص إلى فرض ذاته ومصلحته فوق مصلحة الجميع وهذه الصور السلبية ضارة بالمجمل للشخص وللمجتمع على حد سواء.

بواسطة
عمار حجار
المصدر
زهرة سوريا

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الرجل اكثر انانيه وهذا مما لا مراء فيه ودليلى على هذا ان الرجل ان كان عقيما ضحت لاجله زوجته وان قدر الله له الشفاء وفات زوجته قطار الانجاب وتخطت السن المناسب للانجاب تزوج عليها لاجل الانجاب دون ان يبالى ويضرب بتضحياتها لاجله عرض الحائط ولا ارى فى تضحية المراه لاجل الرجل فى هذا الشان امر جيد اوحتى جدير بالاحترام بل على العكس تماما اراه من الخبل والغباء الذى لا يفارق النساء حيث ان المراه قد تتجرا على سرقة رجل من احدى صديقاتها او زوج من زوجته بحجة انها تبحث عن الانجاب بشكل بشكل شرعى ولا تاْبه لالم الزوجه المغبونه والمكسوره فى حين انها ايضا لا تقبل ان يسرق زوجها منها تحت اى مسمى وهذا من الحقد الذى لا يفارق السارق تجاه المسروق وحين يكون العقم فى الرجل تتجلى وتتعاظم تضحية المراه فى التخلى عن اهم امانيها فى ان تكون ام وتسمع كلمة ماما قبل فوات الاوان وهذا كله لاجل ماذا لاجل البقاء مع الرجل الذى حتى قد لا يضيف الى حياتها شيئ اصلا اذا الانانيه فى الاصل تكون من الرجل تجاه المراه اذا تحققت له المصلحه ومن المراه ال السارقه تجاه المراه المسروقه اذا تحققت لها المصلحه فهنيئا للرجل فكل حواس الانانيه من الجنسين تعمل لصالحه فقط

زر الذهاب إلى الأعلى