الإعلام والعولمة في محاضرة لدورة معدي ومقدمي البرامج الإذاعية والتلفزيونية

ضمن برنامج دورة معدي ومقدمي البرامج الإذاعية والتلفزيونية التي يقيمها النادي الإعلامي لفرع شبيبة حلب ونقابة الثقافة والإعلام والمركز الإذاعي والتلفزيوني بجامعة حلب وإذاعة حلب بمشاركة (25) شاب وشابة
، ألقى الدكتور عبد القادر عزوز من كلية الاقتصاد بجامعة حلب ، محاضرة بعنوان " الإعلام والعولمة " عرف في بدايتها مفهوم العولمة حيث جاء في الاصطلاح أنها دمج ثقافات العالم واقتصادياته من خلال مجموعة الاستثمارات الدولية ، وتنمية تكنولوجيا الإعلام والاتصال ، إلا أن هذا لا يعني إغفال محاولات تعريف العولمة التي انقسمت إلى ثلاثة أنماط ..

1- النمط الذي يرى في العولمة حقبة محددة من التاريخ أكثر من كونها ظاهرة اجتماعية أو إطار نظري.

2- النمط الذي يرى في العولمة مجموعة ظواهر اقتصادية تتضمن تحرير الأسواق وخاصة القطاع العام وانسحاب الدولة من أداء بعض مهامها و وظائفها الكلاسيكية و بالأخص ما يتعلق بالرعاية الاجتماعية .

3- النمط الذي يرى إلى العولمة باعتبارها ثورة تكنولوجية واجتماعية وشكل جديد من أشكال النشاط ، يتم فيها الانتقال من الرأسمالية الصناعية إلى مفهوم ما بعد الصناعي للعلاقة الصناعية.

فيما أشار المحاضر إلى أن العولمة الإعلامية هي أحد جوانب العولمة ، و نعني بها إنشاء مؤسسات إعلامية ضخمة لها قاعدة أساسية في بلدها ، تنطلق منه إلى أكثر من بلد و لها أثر فاعل في الإعلام المحلي لتلك البلدان ، و من خصائصها أن الإعلام يمثل أحد أهم أسس الاقتصاد العالمي الذي يفرض شروط و متطلبات السوق من صراع و منافسة و السعي إلى تحقيق الربح من طرف للتقدم التكنولوجي و التطور السريع لوسائل الإعلام ، و أصبح الإعلام جزء من البنية السياسية الدولية ، و أدى إلى تحويل الحدود القائمة بين الدول إلى خطوط وهمية ، و من الخصائص أيضاً أن الإعلام الذي يعتبر نتاج الثقافة أصبح أحد مكوناتها الأساسية فهو يعمل على نشر ثقافة عالمية كانت في الأصل ثقافة غربية ،و هذا ما نلاحظه بوضوح من خلال الفضائيات الإعلامية و شبكة الانترنت و تأثيرها على المجتمعات المختلفة ، كما أن هيمنة الدول المتقدمة على الإعلام و تبعية الدول النامية لها من تلك الخصائص ، و أصبح أيضاً استخدام الانترنت بمثابة الطريق السريع للمعلومات.

و أشار المحاضر إلى تجليات العولمة و التي تتركز في شعارات الديمقراطية و التعددية و احترام حقوق الإنسان ، بالإضافة إلى بروز ظاهرة التدخل سواء في صورته الإنسانية أو في صورته السياسية في مجال العلاقات الدولية ، كما نوه المحاضر لأبعاد العولمة الإعلامية و منها الاقتصادية و التكنولوجية و السياسية مختتماً حديثه بأن عولمة الإعلام أصبحت من القضايا التي يدور بسببها جدل كبير بين الباحثين و المهتمين بقضايا الإعلام و السياسة و الثقافة ، و قد وجدنا مؤيدين و معارضين لها ، حيث يرى المؤيدون أنها تدفق حر للمعلومات أما المعارضون فينظرون إليها باعتبارها نفياً للتعدد الثقافي و بغض النظر عن التيارين هناك حقيقة مؤكدة هي أن الثورة التكنولوجية في مجال الاتصال و المعلومات تشكل عاملاً أساسياً في نشر العولمة لكن يجب علينا أن ندرك أن العولمة ليست حقيقة وأنها نشأت في رحم المنظومة الرأسمالية ، لذلك يجب علينا أن نتعامل مع العولمة بإيجابياتها وسلبياتها.

و أعقب المحاضرة تقديم عدد من المداخلات من قبل الحضور تمحورت حول الاتصال والإعلام في العالم العربي في عصر العولمة ، والعولمة كمفاوضة وتفاعل والاتصال الجماهيري في المجتمع العربي الحديث والمعلوماتية وحضارة العولمة والإعلام والمجتمع في عصر العولمة.