تحقيقات

هل يدخل الأولمبياد العلمي السوري مجموعة غينيس للأرقام القياسية ؟

سؤال هام ومشروع يفرض نفسه بداية الموسم العلمي الجديد للأولمبياد العلمي السوري ( 2011 – 2012 ) ولغة الحسابات , تكشف النجاحات , ونقاط التفوق والامتيازات …

ومن حق الأولمبياد العلمي السوري البحث عن مكان له في تلك المجموعة العالمية التي تجمع الأرقام القياسية مادامت أرقامه فريدة ..

فالطريقة الهرمية التي تقام بموجبها مسابقات الأولمبياد العلمي السورية تبدو لافتة للكثير من الدول بما فيها المتقدمة والمتطورة في مختلف المجالات…

لكن الفريد في المسابقات ذاتها ذلك العدد الكبير من المشاركين بالمنافسات والذي بلغ /31.700/شاب وشابة في الموسم الماضي (2010 _ 2011)… لكنه يزيد عنه في الموسم الحالي رغم الظروف التي تسببت بإرباكات لبعض الطلاب في بعض المناطق.. ورغم كل شيء فإن قاعدة المشاركة في الأولمبياد العلمي السوري ما تزال الأوسع مما يدفع الهيئة الوطنية للأولمبياد العلمي السوري للبحث جدياً في تأكيد ذلك التميز وبالرقم القياسي الكفيل بدخول مجموعة غينيس… في الوقت الذي ينتقل فيه الأولمبياد العلمي السوري من حالة التسجيل في المنافسات… إلى حالة الاختبارات والتي جاء وقتها…

أهمية العلوم الأساسية

وعن الأولمبياد العلمي السوري وطموحاته ومستجداته وآفاقه يقول الأستاذ عماد العزب رئيس الهيئة الوطنية للأولمبياد العلمي السوري :

لا شك أن الإقبال المتزايد على المشاركة بالأولمبياد العلمي السوري سنة بعد أخرى هو دليل انتشار وتعمق ثقافة الأولمبياد العلمي السوري في مجتمعنا ولدى شبابنا …

وبذات الوقت فالإقبال اللافت على المشاركة في الأولمبياد الأخير يدل على وعي كبير في استمرار المشروع العلمي في هذا البلد متجاوزين الظروف والمخاوف من إمكانية تراجع عدد الطلاب المشاركين … لكن وبصراحة فالنتيجة كانت مفاجئة وعدد المشاركين فاق حدود التصورات…

وبالطبع فعندما يقارب عدد المشاركين الـ(32) ألف شاب وشابه … فذلك يدعوا للفخر ونعتبره انجازاً غير مسبوقاً ..

أما فيما يخص الأولمبياد العلمي بحد ذاته ومنافساته في المواد العلمية (الرياضيات _ الفيزياء _ الكيمياء) فإنني أؤكد أن شبابنا بالغوا في التركيز على تعلم (اللغات والكمبيوتر)… وانصرفوا عن المواد العلمية الأساسية كالرياضيات والفيزياء والكيمياء.. رغم أنها أمهات العلوم وعليها تبنى البلدان… وبالتالي فالعمل بصناعة العقل أثمن وأقوى وأرقى…

ردم الفجوة العلمية

وعن اختلاف اختبارات الأولمبياد العلمي عن الامتحانات المدرسية يقول العزب: نحن نطرح الأسئلة بأسلوب علمي وشيق وكفيل بكشف الشاب المتميز عن العادي والدخول في مسألة الذكاء العلمي واستخدام التحليل… والأمور لا تتوقف عند هذه النقطة فالهيئة تقدم الكثير من القيم المضافة على الصعيد العلمي… وتعمل على ردم الفجوة الموجودة بين مستوى أولمبيادنا والمستوى العالمي الذي يسبقنا بنصف قرن ..

وعن الخطوة التالية لاختبارات المدارس فالمناطق فالمحافظات يقول رئيس الهيئة الوطنية للأولمبياد العلمي السوري :

بعد الاختبارات التي تقام على مستوى المحافظات يتم تشكيل فرق لتلك المحافظات ولكل مادة على حده – حيث تقوم بتدريب وتأهيل هذه الفرق.. ورغم حرصنا كهيئة على تحصيل الميداليات على مختلف المستويات الوطنية والقارية والعالمية… لكن حرصنا أكبر على نشر الثقافة العلمية لدى جيل الشباب واعتقد أنه شيء جميل أن يتوفر للطلاب (بشكل أو بآخر) من يقوم باكتشافهم على مساحة الوطن …فالكثير من الطلاب لديهم قدرات كامنة هم أنفسهم لا يشعرون بها… وبالتالي فإن عملية التأهيل والتدريب تجري من خلال لجنة علمية مركزية عالية المستوى تشرف بشكل مباشر على تدريب هؤلاء الطلاب …

أما عن جديد الأولمبياد العلمي السوري في موسمه الجديد فيقول الأستاذ عماد:

لتحقيق عدالة علمية بين المحافظات فقد قررت الهيئة هذا الموسم أن يتم تمثيل كل ألف طالب (من الناجحين بالشهادة الإعدادية في المحافظة) بطالب واحد… وبالتالي فقد وصلت حصة حلب على سبيل المثال لـ (14) مشارك ومشاركة بكل اختصاص…. وبذات الوقت فقد آثرت إدارة الهيئة أن يكون الحد الأدنى للمشاركين بكل محافظة (5) في كل اختصاص لتحقيق أوسع مشاركة ممكنة ..

تعارف وتعاون

وبعدها تكون الاختبارات المركزية وصولاً إلى الفرق الوطنية التي يتم تأهيلها وتدريبها هي الأخرى للمشاركات العالمية التي قطعنا معها (شوطاً هاماً) رغم اختصار تجاربنا فيها على سنوات قليلة…ومن خلال اطلاعنا على ثقافات الآخرين لفتت نظرنا الآلية المتبعة في إجراء التصفيات بسنغافورة باعتبارها من الدول الرائدة والمتقدمة في حصولها على ميداليات ذهبية عديدة على المستوى العالمي … وهذا ما دفعنا كهيئة وطنية للتواصل مع الجهات المعنية في الأولمبياد العلمي بسنغافورة ودعوتهم لزيارة سورية للاطلاع أكثر على تجربتهم والدخول في تفاصيلها والاستفادة منها…

الجدير بالذكر أن موسم النشاط المحلي للأولمبياد العلمي السوري يمتد لبداية العام القادم حيث تختتم المنافسات التي تقام بطريقة هرمية بالاختبارات الوطنية المركزية التي تقام بدمشق ويتوج فيها الفائزون بالمراكز الثلاثة الأولى في كل مادة بالميداليات … ويمنحون مكافآت مالية … وجوائز تشجيعية… بالإضافة لدخول العشرة الأوائل بكل مادة ضمن الفريق الوطني الذي يخضع لتأهيل وتدريب في أهم الصروح العلمية حيث التدريب النظري والعملي … استعداداً للمشاركة في أولمبيادات العالمية…

وسبق للأولمبياد العلمي السوري ورغم حداثته أن سجل حضورا سريعا بالأولمبيادات العالمية أثمرت عن حصول متميزيه على (3) شهادات تقدير… وميداليتين فضيتين ومثلهما من البرونز في الأولمبياد العربي للكيمياء ..

المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى