تحقيقات

هموم شبابية تنتظر حلولاً جذرية

ينتشر بين شباب وشابات اليوم حالة من اللامبالاة وعدم الثقة بكل من حولهم فهم لا يعطون الدراسة الاهتمام اللازم ولا يبحثون عن عمل وغير آبهين لما سيحل بهم في المستقبل القريب ..

عندما يجدون أنفسهم وجهاً لوجه أمام أعباء الحياة ومن مظاهر اللامبالاة التي نتحدث عنها وجود حالات شاذة من الشباب المتسكعين في الشوارع والذين إن نظرت إليهم بعين الاستغراب يضعون حداً مباشراً لهذه النظرة إما بالتهكم أو بالتهجم وترى البعض منهم يجلسون على ناصية الشارع وكأنهم في مقهى أو كافتيريا , هذا بالإضافة إلى افتخارهم في وضع السجائر في أيديهم دونما خجل أو وجل وهم الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم السابعة عشرة وعن هذه الحالات أيضاً ينجم انحراف الشباب وانسياقهم إلى تيارات لا تجلب لهم إلا التعب لكن المغريات التي تؤدي بهم إلى المنزلق والضياع كثيرة والمحفزات باتجاه المستقبل المنشود ضئيلة فأين يكمن الخطأ ومن أين تبدأ الخطورة ؟؟؟!

هنالك بعض الشباب يقولون :

ولماذا ندرس ونتعب ولن يتاح لنا فرصة عمل في المستقبل وإن أتيحت فمعاش الدولة لن يكفي ثمن الخبز اليومي ؟؟

والبعض الآخر يقول :

لماذا ندرس وهنالك صعوبة في المناهج وصعوبة في وضع الأسئلة خاصة في الامتحانات وتطنيش في تصحيح الأوراق خذ مثالاً على ذلك كلية الطب البشري حيث أن للمادة الواحدة أكثر من ثلاثة أو أربعة نماذج للأسئلة منعاً للغش وفي كل نموذج مائة سؤال وأكثر حتى لا يستطيع الطالب التفكير إذ عليه الإجابة والإجابة فقط وكأن عقل الطالب حاسوب وما عليه سوى أن يكبس زراً فتظهر المعلومات أمامه !!!

والبعض الآخر يقول :

لم ندخل مجال التعليم الذي نرغب ونحن نتساءل "ما الذي يمنع أن ندخل الفرع الذي يتناسب مع رغباتنا ؟؟؟! " بتنا ننظر للبكلوريا على أنها شبح مخيف إن تخطيناه سيحدد لنا ما سندرسه في المرحلة الجامعية مع أننا نشاهد أكثر من طالب دخلوا كلية الطب على أساس أنهم أبناء أساتذة في الجامعة ولهم كرسي في أية كلية يرغبون التسجيل بها أو ..

ومع ذلك نجحوا وتفوقوا رغم أن علاماتهم في البكالوريا لم تؤهلهم لدخول معهد ..ما نود قوله إن البكالوريا لا يجب أن تكون مقياساً لدخول المرحلة الجامعية وكم درسنا في المدارس عن الميول والرغبات لكننا لم نختر أي شيء في هذه الدنيا

البعض الآخر يقول :

نسمع كثيراً عن التربية المستمرة والتعليم المفتوح دون أن نعلم شيئاً عنهما لكنهما بالتأكيد شيء مهم وضروري ولكن انظر إلى حالنا ..

بعضنا في السنة الأخيرة من دراسته وبعضنا يقف على مادة واحدة ليتخرج لكن فرص النجاح أمامنا ومتابعة الدراسة باتت مسدودة فقد استنفذنا سنوات الرسوب ولا ندري ما الضير من بقائنا في الجامعة ..

قد يقولون قانون الاستيعاب أو أن هنالك من يريد أن يأخذ الفرصة غيرنا أو أن الدورات الاستثنائية أعطيت للطلاب أكثر من مرة ولم يستنفذ منها إذاً ما الحل وهل سيبقى الطالب هكذا معلقاً لا هو جامعي ولا هو غير جامعي , يهتمون ويرفعون شعار محو الأمية صدقنا إن الطلاب سينسون أسماءهم إذا لم يوجد حل سريع ينشلهم من ورطتهم هذه ..

والبعض الآخر يقول :

تخرجنا وعملنا لكن للأسف يقودنا أشخاص أقل كفاءة منا فما الضير من منحنا فرصة لمتابعة الدراسة دون تحديد سنة التخرج أو نيل الشهادة وخاصة في التعليم الخاص والمفتوح لتحسين مستوانا فقد نفيد علمياً وعملياً أكثر من أقادة عملنا . .

والبعض الآخر يقول :

لا نريد التحدث دعنا صامتين لأننا إن تكلمان فلن يسمعنا أحد وإن سمعنا المسؤولون فلن يجيبوا على كلامنا لأن مشكلتنا لا تعنينهم فهنالك أمور كثيرة أهم منا ومن مشاكل الشباب وهمومهم ونحن جيل لا ندري إلى أين ينتمي , أهلنا كانوا يتعلمون ويعملون في الوقت نفسه فأنا مثلاً أعلم أن والدي بقي في الجامعة عشر سنوات مع أن دراسته لا تتطلب أكثر من أربع سنوات لكنه كان يعمل بالإضافة إلى دراسته وعندما أنهى دراسته التي امتدت عشر سنوات عدل وضعه الوظيفي ولم يسبب الأمر بالنسبة له أية مشكلة أما نحن شباب اليوم فالأبواب كلها موصدة أمامنا فلا الجامعة تحتمل أن نعمل وندرس وإذا انتهت الدراسة فتعديل الوضع لن يفيد بشيء لأن الجميع يعمل بعقد سنوي وهذا العقد يرفع المرء على أساسه ولكن لا يتقاضى راتباً تقاعدياً وإذا أراد المرء تعديل وضعه الوظيفي على أساس الشهادة الجامعية احتاج إلى معاملة طويلة عريضة وبعدها سيقولون إنك ستعين على أساس عقد جديد أي ستضيع جميع الترفيعات وعندها سيفضل الموظف أن يبقى على وضعه لأن راتبه مع الترفيعات بالكاد يسد الرمق !!..

والآن بعد هذه الآراء المتعددة ألا يجب أن يكون لهؤلاء الشباب صوت مسموع أمام المسؤولين ؟؟! ثم ألا يجب أن يعطى أذناً صاغية لآهات الشباب ومشكلاتهم وماذا عن العمال الذين يبقون تحت رحمة أصحاب العمل لأن العقد السنوي يتيح لهم أن يسرحوا من يشاءون ومتى يشاءون , ولماذا يبقى أعداد كبيرة من الموظفين من حملة الشهادات العليا دون تثبيت بانتظار مسابقة قد تأتي وقد لا تأتي ولماذا بالأصل المسابقة طالما أن الموظفين خدموا الدولة ( 4 ) أو ( 5 ) سنوات على أقل تقدير ..

نهاية الحديث الذي لا ينتهي إلا بانتهاء المشكلات والهموم أرجو ألا يكون صوتاً بلا صدى كما قال لي بعض الشباب ونرجو من المسؤولين إعطاء الحلول السريعة والفاعلة لهذه الهموم الشبابية وبهذا فقط تنتهي حالة اللامبالاة وعدم الثقة التي يشعر بها معظم الشباب ..

بواسطة
أمجد طه البطاح
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى