ثقافة وفن

آراء الجرماني: (سوق الورق) عمل درامي يخوض في هموم الشباب الجامعي وشخصياته فيها شيء من الدهشة

قالت الكاتبة آراء الجرماني مؤلفة مسلسل “سوق الورق” الذي أثار جدلا بعد عرضه على عدة فضائيات خاصة
من خلال تناوله للفساد الجامعي أنها لم تقصد أي شخص بعينه من خلال شخصيات العمل، بل على العكس تماما حاولت تكوين شخصيات فيها شيء من الدهشة، فمدير الجامعة في المسلسل يشكو من مشاكل نفسية وهو دلالة على أن الفساد لا يأتي من العبث والإنسان لا يصبح سيئاً من الفراغ بل هناك مشاكل أدت إلى اتباعه هذا الطريق أو ذاك.

ودعت الكاتبة في حديثها مع وكالة سانا الى عدم شخصنة الموضوع وخلق صراعات من خلاله فهي حاولت الابتعاد عن أي تلميح شخصي أو الإشارة إلى جامعة بعينها.

ولم يكن وقع مسلسل سوق الورق الذي يعرض خلال الموسم الرمضاني الحالي مشابهاً لوقع بقية الأعمال نظراً لكونه يمس مؤسسة على غاية من الأهمية في المجتمع وهي مؤسسة الجامعة التي تقدم في كل عام آلاف الخريجين الذين سيقودون لاحقا دفة العمل في المؤسسات والمجتمع، وقد أثار العمل الذي كتبته الجرماني وأخرجه أحمد ابراهيم الأحمد الكثير من الجدل بين الناس وخاصة في الأوساط الجامعية وشريحة الطلاب.

وأشارت كاتبة العمل إلى أنها أمضت سنوات عديدة في كلية الآداب ووصلت الى تحضير رسالة الدكتواره وبالتالي فإن القضية هي نتيجة تراكم خبرات علمية أنتجت عملاً احتاج إلى ثلاث سنوات من الكتابة.

ولفتت الجرماني الى أن "سوق الورق" محاولة نقدية لحالة من حالات الفساد الموجودة في مجتمعنا حيث يسلط العمل الضوء على ما هو إيجابي وما هو سلبي بالإضافة إلى الخوض في هموم الشباب الجامعي من مختلف نواحي حياتهم.

وقالت الكاتبة.. عرض العمل على الرقابة واخذ الصيغة النهائية باعتباره عملاً جيداً ويخدم مصلحة الوطن ويساهم في عملية الحراك الفعلي تجاه الإضاءة على مواضع الخلل في المؤسسات التعليمية، كما عرض على رقابة التلفزيون قبل عرضه وأشادت به.

وأشارت الجرماني إلى أنه من واجبنا كمواطنين أن نضع يدنا على مواضع الخلل ونعالجها قدر المستطاع وألا نسمح لأي جهة خارجية أن تناقش مواضع ضعفنا لأننا نحن نقوم بهذه المهمة.

ولفتت الكاتبة إلى أن النص المبدئي كان يحمل عنوان "بيوت من زجاج" حيث يتطرق إلى البنية الاجتماعية للأسرة التي أنتجت الفساد في اشارة إلى أن الإنسان كل متكامل، فالصالح يعمل بصلاح وطنه والفاسد يعمل بفساده والبيت هو مفردة من مفردات الوطن، لكن المؤسسة العامة ارتأت أن يكون اسم العمل "سوق الورق" لتكرس فيه النظرة الى الجامعة التي تحتوي الكثير من الأوراق الامتحانية والمراسلات وغيرها من الأوراق.

وقالت الجرماني.. رأى الكثيرون أن العمل حول الجامعة إلى بازار، وبتقديري الشخصي أن الأمور ليست بهذه السوداوية، فهناك الكثير من الأشخاص النظيفين ليس فقط في الجامعات وإنما في كل مكان وفي كل مؤسسة وقد تناول العمل شخصيات كثيرة منهم ولكن الفساد أيضاً حالة موجودة وهو ما يجب اجتثاثه.

وعن اختيارها لقضية الفساد الجامعي بشكل خاص قالت الكاتبة.. الدراما تحتل مكانة مهمة في حياة الناس، وهناك الكثير من الناس يتعلمون من خلالها، وفي البداية كان العزم تقديم هذه الحالة من خلال رواية لكن العمل الدرامي يُتابع أكثر وقضية فساد المؤسسة التعليمية أيضاً هي مادة تحصل على رواج من قبل شركات الإنتاج لأن هذه الشركات ملت من النصوص الدرامية التي تتناول قضايا الحب والغرام.

وأضافت.. قضيت في الجامعة حوالى 15 سنة بين دراسة ودبلوم وماجستير وتحضير رسالة الدكتواره وانا على علم بكل صغيرة وكبيرة وبأدق التفاصيل التي تحصل فيها وكيفية تفكير كل دكتور من دكاترة الجامعة لذا فهي أكثر مكان بإمكاني الكتابة عنه.

وأشارت الجرماني إلى أن هذا المسلسل يفترض أن يكون حكاية روائية درامية لكن المخرج أعطاه صفة أقرب للواقعية فهي لم تتدخل أبدا في طريقة الإخراج لافتة إلى أن المشكلات التي واجهتها بعد بدء عرض العمل كانت من الجامعة أما الناس والطلاب فهم مسرورون من عرض هذه القضية.

وقالت إن الوطن يستحق الأفضل و الأجمل و شبابنا وطلابنا فعلاً يستحقون الأفضل.

وحول إمكانية كتابة جزء ثان من مسلسل سوق الورق أكدت الجرماني أن الموضوع يتصل بوجود حالة اجتماعية وفكرية وإدارية بحاجة إلى معالجة ومناقشة، وأنها تلقت إشارات إيجابية، والأمر منوط باستجابة الجمهور، وهي حتى الآن إيجابية، وقد تلقت حتى الآن عشرات القصص عن حالات تصلح لتكون مادة درامية للجزء الثاني إذا وجد.

يذكر أن مسلسل سوق الورق لاقى مشاهدة وإقبالاً جماهيرياً واسعاً وهو يعرض على عدة محطات فضائية من بينها سورية دراما والدنيا.

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى