ثقافة وفن

مسلسل ” في حضرة الغياب” .. يخطف حصة الجمل في العرض التلفزيوني

وسط الـ” القيل والقال” الذي تقع بينهما الدراما السورية هذه الأيام أثناء الحديث عنها في الإعلام العربي بمختلف وسائله ، ووسط المخاوف التي تنتاب الكثير من صناعها ، المنتجين السوريين،
فيما يتعلق باحتمالية عدم شراء المسلسلات التي أنتجت هذا العام بسبب الأحداث التي تشهدها البلاد منذ أربعة أشهر ، والذي تجسد جزئيا في مقدمات أولية، أشارت إلى عدم تمكن أي مسلسل سوري حتى الآن من الحصول على ثلاث شاشات عربية للعرض …
وسط كل ذلك، يقفز إلى الواجهة مسلسل سوري واحد ، من إنتاج سوري كامل الدسم ، ليبدو ، كمقدمات، أنه سيكون بيضة القبان بالنسبة لنظرائه في الدراما السورية لهذا العام.
" في حضرة الغياب" .. المسلسل الذي يروي حياة الشاعر العربي الكبير ، الراحل محمود درويش ، والذي يخرجه نجدت أنزور، ووضع السيناريو له الكاتب المبدع حسن م يوسف، بينما أنتجه ، من ماله الخاص،الفنان فراس ابراهيم في شركته التي يملكها ، هو العمل الوحيد ، حتى الآن، الذي تمكن من الوصول إلى أكثر من عشر شاشات عرض له خلال شهر رمضان المقبل.
ففي النظرة الأولية والتي تقترب من أن تكون نهائية بحساب الوقت، تبين أن كل المسلسلات السورية لهذا العام ، والتي ستعرض، قد تم شراؤها من قبل محطتين على الأكثر ، ومن بين المحطتين " المفترضتين" لكل مسلسل، هناك محطة محلية ، رسمية أو خاصة.
ولأن المساحة لا تسمح لتعداد كل المسلسلات مع القنوات العارضة لها ، نكتفي هنا بالإشارة إلى القنوات التي اشترت مسلسل " في حضرة الغياب" والتي ، بشرائها له، ستجعل منه حديث العرب خلال شهر العرض ، من المحيط إلى الخليج، نظرا لأن العمل لم يحظ بالقنوات كعدد فقط، بل وانتشار أيضا.
فعندما نقرأ أن الفضائية السورية، وتلفزيون الجديد اللبناني، وثلاث محطات من التلفزيون المصري، وقناة السومرية العراقية ، ستعرض المسلسل، فهذا يؤكد أن المسلسل سيكون مشاهدا من قبل جماهير منطقة الشرق الأوسط على شاشاتها القريبة… وكذلك عندما نعرف أن التلفزيون المغربي الرسمي، ونظيريه في تونس والجزائر، شاشات ستعرض العمل، فهذا يعني أن الشعوب في منطقة شمال أفريقيا العربية ستشاهد العمل عبر القنوات الرئيسية للمنطقة ، فضلا عن قيام قنوات أخرى مثل " أمواج " و" صناع القرار" و" رؤية" بعرض المسلسل بشكل متزامن أيضا.
التدفق الفضائي على مسلسل يتحدث عن محمود درويش لن يتوقف عند هذا الحد ، فحسب تأكيدات لمصدر مقرب من الشركة المنتجة، فإن مفاوضات يومية تجرى مع خمسة محطات على الأقل من المتوقع أن يتم التوقيع مع بعضها لتضاف إلى قائمة من سيعرض لحياة الشاعر الراحل.
عشرة أيام هي المسافة الزمنية الفاصلة بيننا وبين عرض الشارة الرئيسية للحلقة الأولى وإطلاق صافرة البدء للمشاهد الأولى من مختلف الإنتاجات السورية ، ونأمل منذ الآن، ألا يكون مسلسل " درويش" يتيما من حيث الانتشار، لكن المؤشرات ، حتى الآن، توحي بأنه سيكون مغردا وحيدا في دنيا الفضاء العربي من حيث مساحة الانتشار.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. لا شك أن فراس ابراهيم اجتهد وله أجران لأنه أخطأفي العمر مسافات لا نستطيع أن نعيشها بالمقاييس الزمنية التي ابتدعها الانسان,لن ترقى أي محاولة لتقليد انسان تلاشى جسده ولكن فكره مستمر حتى بعد الغياب ,فتطرقنا لمثل هذا لابد أن يكون بحذر شكرا

زر الذهاب إلى الأعلى