أخبار البلد

دبلوماسي غربي : رسائل نارية بين سوريا وأميركا تبدأ ببغداد وتنتهي بدمشق ..

فتح الاسبوع الاقليمي على جولة جديدة من الرسائل الساخنة المتبادلة بين باريس وواشنطن من جهة ودمشق من جهة ثانية. ففي موازاة الحراك الدبلوماسي المباشر الذي نفذته وواشنطن وباريس باتجاه المعارضة السورية من خلال المشاركة في احتجاجات حماة يوم الجمعة الماضي،
اقتحم أنصار الرئيس بشار الاسد التجمعات الدبلوماسية العائدة لسفارتي الدولتين المذكورتين في العاصمة السورية في إشارة واضحة إلى أنّ النظام السوري ذاهب حتى النهاية في مواجهته مع الولايات المتحدة وفرنسا .
دبلوماسي غربي وثيق الصلة بمجريات الاحداث في الشرق الاوسط كشف لموقع "النشرة" اللبناني أنّ الادارة الأميركية حضرت منذ أن نجح النظام في استعادة سيطرته العسكرية على منطقة جسر الشغور لخطوة سفيرها في سوريا، وحددت ساعة الصفر بعد أن أعلن الرئيس بشار الاسد عن موعد مؤتمر الحوار بين حكومته ومعارضيها، بحيث تعاظمت الخشية من عودة الهدوء إلى سوريا قبل تحقيق أي مكتسبات أو تنازلات تساعد على تقليم اظافر النظام البعثي بحسب التعبير.
غير أنّ النظام السوري الذي يجيد تماما السير على حافة الهاوية، كما يتقن اللعب ما بين الخطوط الحمراء استدرك الامر واستفاد من معطيين اقليميين جديدين، الاول زيارة وزير الدفاع الاميركي إلى بغداد مع ما يعني ذلك من اهمية قصوى تعلقها الادارة الاميركية على مصير قواتها العسكرية المفترض انسحابها نهاية العام الجاري من الاراضي العراقية، والثاني زيارة وزير الخارجية التركية محمد داوود اوغلوإلى حليفتها الاستراتيجية ايران مع ما يعني ذلك من تبدل في الموقف التركي بعد ان نجح النظام ايضا في توجيه رسائل ساخنة باتجاه انقرة أكان من خلال تحريك الحدود بين الدولتين، أم عبر الغزل السوري للاحزاب الكردية المعارضة لتركيا.
يضيف رابطا بين الصواريخ التي استقبلت المسؤول الاميركي خلال زيارته الرسمية إلى العراق، والدور السوري – الايراني في تحريك مطلقيها، ان النظام السوري وجه رسالة شديدة اللهجة إلى الاميركيين مفادها أن الدور السوري لم ينته في العراق، وبالتالي فان الاستمرار بالضغط على سوريا سيقابله تحريك الداخل العراقي وتفجير الشارع في وجه الوجود الاميركي وهذا امر ممكن خصوصا اذا ما تعاونت الثنائية الايرانية – السورية على تحريك هذا الملف في وجه واشنطن المندفعة بقوة باتجاه انهاك النظام السوري تمهيدا للبحث عن البدائل المحتملة.
اما في الرد الثاني فان الرسالة الاشد والاكثر وضوحا هي في السماح بتطويق سفارتي فرنسا واميركي، مع الاشارة إلى ان السفارتين تقعان في دائرة امنية شديدة الضبط، وبالتالي فان اقتصار الوضع على تطويق المقرين دون اقتحامهما فعليا يعني ان سوريا لا ترغب في اقفال الابواب الدبلوماسية، بل على العكس تماما فان المقصود هو مقارعة واشنطن والتأسيس لميزان قوى يسمح لها بلعب دور المفاوض بنجاح كامل، لاسيما ان مؤتمر الحوار السوري ما زال قابلا للحياة.
وازاء هذه التطورات الساخنة يعرب الدبلوماسي عن اعتقاده بان واشنطن ستجد نفسها مرغمة على اعادة حساباتها خصوصا ان زيارة وزير الخارجية التركية إلى ايران تخفي ما تخفيه من مواقف جديدة من شأنها ان تعيد التوازن إلى العلاقات المهزوزة بين انقره من جهة والمحور السوري – الايراني من جهة ثانية، وذلك في ظل اعتقاد راسخ لدى طهران ان ارهاق النظام السوري لن يمر مرور الكرام.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. اعتقد أن الغرب لا يقرأ التاريخ جيدا ، أو أن واضعو الاستراتيجيات لديه هم من الصهاينة فقط ، حيث أن اليهود مازالوايؤمنون أن يهوه يمشي أمام انبيائهم اينما حلوا وارتحلوا ، خسئوا هم وانبياؤهم ، يحمل عكازه المهترئة ليهش بها ابناء المنطقة كيفما شاء .

  2. اعتقد أن الغرب لا يقرأ التاريخ جيدا ، أو أن واضعو الاستراتيجيات لديه هم من الصهاينة فقط ، حيث أن اليهود مازالوايؤمنون أن يهوه يمشي أمام انبيائهم اينما حلوا وارتحلوا ، خسئوا هم وانبياؤهم ، يحمل عكازه المهترئة ليهش بها ابناء المنطقة كيفما شاء .

زر الذهاب إلى الأعلى