أخبار البلد

المفتي العام لـ«الوطن»: إذا سكت غيرنا فنحن لن نسكت

أكد سماحة الدكتور أحمد بدر الدين حسون المفتي العام للجمهورية العربية السورية «أننا بحاجة إلى جمع الأمة في الوقت الراهن, لا أن نزيد من تفرقتنا»
وجاء كلام سماحته تعليقاً على الأنباء التي تتحدث عن نية شركات إنتاج عربية تقديم مسلسلين، الأول عن الحسن والحسين رضي الله عنهما والثاني عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه,
وأضاف في تصريح خاص بـ«الوطن»: إذا أرادوا أن يكتبوا عن محمد صلى الله عليه وسلم بما يفرق هذه الأمة فلا أريد هذه الكتابة, وإذا أرادوا أن يكتبوا عن الحسن والحسين ومعاوية كتابة تجمع الأمة فأنا مع هذه الكتابة ومع هذه الأفلام والمسلسلات، أما أن نكتب بما يزيد من فرقتنا فأعتقد أنه كفانا فرقة فقد كُتب في التاريخ ما يكفي لتفرقنا، وتساءل حسون: هل يقصدون من وراء هذه المسلسلات إعادة كتابة التاريخ بشكل نستفيد منه ونعود من خلاله لتجمّع الكلمة أم يكتبونها لكي يزيدوا من تمزقنا تمزقاً آخر.
ورداً عن سؤال يتعلق بحال الأمة الإسلامية الفكري, وهل هي في حال تقبل فيه هذه المسلسلات قال الدكتور حسون: علينا أن نثقّف الأمة وليس علينا أن ننتظر حتى تقبل أو لا تقبل، وعلى المفكرين مهمة تثقيفها ثقافة جماعية, أما أن يصنعوا لها أفلاماً ويكتبوا كتباً تمزقها فهذه جريمة المثقفين وعندما يكتب هذا عن مذهبه وذاك عن طائفته وآخر عن حزبه وكل واحد يعتبر نفسه بحالة عصمة فهذه الخطورة الكبرى, لذا يجب أن نكتب تاريخنا باللغة التي تجمعنا، وأعطي مثالاً على ذلك استشهاد الحسين سلام الله عليه، كيف نكتب كتاباً أو نصنع فيلماً أو مسلسلاً بشكل لا نريق الدماء الزكية مرة أخرى, أما أن نصنع هذا الفيلم لنرسل من خلاله رسائل تُراق من ورائها دماء جديدة كما يحدث في العراق فأعتقد أنه يكفينا ما حدث هناك.
ويرى سماحة المفتي أن فيلم (الرسالة) للمخرج الراحل مصطفى العقاد (أعطى نتائج أجمل ما تكون).
وأشار الدكتور حسون إلى الحالة الأوروبية وقال: أوروبا على تناقض لغاتها وتناقض مذاهبها ورغم الحرب العالمية الأولى والثانية التي أودت بأكثر من أربعين مليوناً إلا أنها استطاعت أن تنصهر في دولة واحدة.
وتطرق الحديث مع سماحة الدكتور أحمد حسون إلى محاولات الصهاينة الإساءة للسيد المسيح عليه السلام وأمه مريم العذراء عليها السلام، من خلال ما عُرض على القناة العاشرة الإسرائيلية منذ أيام فقال: كان يجب أن يثور العالم الإسلامي لما حدث كثورته على الصور المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم, ولا أدري لماذا لم يثر! فنحن المسلمين لا يوجد لدينا فارق بين محمد عليه السلام وعيسى عليه السلام وطهر مريم العذراء, وإذا كان الإخوة المسيحيون قد سكتوا فنحن لن نسكت، لذلك سأرسل إلى الأمم المتحدة وإلى البابا وإلى جميع المراجع الدولية لأقول لهم: أما يكفي استهدافاً للشخصيات الدينية، فاستهداف المسيح بالنسبة لنا كاستهداف محمد صلى الله عليه وسلم, واستهداف العذراء سلام الله عليها كاستهداف خديجة أو الزهراء.
وختم الدكتور حسون حديثه بالقول: ما يحزنني أن كثيراً من الأفلام والكتب تزيد الفرقة وتنبش من التاريخ ما يعيد الصدام بيننا، لذا أقول لعلماء الدين والكتّاب عموماً: اتقوا الله إذ ليس هناك حاجة لشرذم الممزّق، أما إذا استطعتم أن تجمعوا المتفرق فهذا يكافئكم عليه الله ويسجله لكم التاريخ.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. كلام موزون و عظيم من رجل استثنائي
    بالفعل سماحة المفتي يشهد بالناس
    و لا يحتاج إلا شهادة من أحد

زر الذهاب إلى الأعلى