مقالات وآراء

يا أوباما .. الحرب على ليبيا ضجة سياسية أم حروب عدوانية .. بقلم غازي الحمود

احتج العديد من الأميركيون الذين يمثلون منظمات المجتمع بمختلف أشكالها على تصويت عضو الكونغرس الاطلنطي جون لويس، للاستمرار في تمويل تفجيرات ليبيا ..

ناخبوه شعروا بالغضب من هدوء الكونغرس إزاء ذلك، وكان ايضاً من بين النواب كتلة النواب السود، والتجمع التقدمي في ضوء سياسة الرئيس أوباما التي كان الكل متفائلاً إزائها عندما أطلق شعاراته الطنانة برفع سجن ابو غريب، والانسحاب من العراق، والآن جدول الانسحاب من أفغانستان، في ضوء الأزمة المالية العظيمة، التي تمر بها اليونان، والتي انعكست أيضا على الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، ولاسيما بعد التدخل في الشؤون الداخلية لبعض الدول، كباكستان، وليبيا، وغيرها.. 

علماً ان آخر الدراسات عن التكاليف الحربية المالية أكدت أن كل جندي أميركي موجود في أفغانستان يكلف الخزينة مليون دولار، هذا عدا المعدات والطلعات الجوية، والهجومات المكثفة، فكيف الأمر في ليبيا، التي أدرك الإيطاليون أخيراً أنهم وقعوا في الفخ الأوروبي إزاء الحرب الليبية، ولاسيما عندما أرادوا تعليق الهجوم على ليبيا , ثم خرج اثناء الاجتماع الذي صادف مع محادثة اوباما الاسبوعية للأمة واصفاً إياها، بأنها ضجة سياسية قائلاً: هناك الكثير من هذه الضجة هو السياسة. 

وهذه الضجة التي وصفها أوباما، هل يعلم أنها أوقعت الملايين من القتلى في ليبيا وافغانستان وباكستان، والعراق، هذه هي الضجة الحقيقية التي يقول اوباما لشعبه الأميركي المثقف، (هل توصف تلك الحروب بأنها ضجة حقيقة) هذه مقولتي للشعب الأميركي .. 

وكشف المؤتمر الذي انعقد قبل يومين في واشنطن عن أزمة رعاية صحية في القرار الاميركي مع ربطه بوجود تهديدات افتراضية خطيرة جداً، وهنا ينعكس على الانفاقات الهائلة التي بدأت بالأزمة الاقتصادية الحقيقية التي كانت عليها اميركا بين عامي 2009- 2010، حيث ان الحرب التي تشنها الولايات المتحدة على الشعب الليبي الآن، اضافة إلى العراق وافغانستان يكلف الخزينة العامة مبلغاً يقارب ثلاث مليارات دولار أسبوعياً، ومع ذلك فمازال الرئيس أوباما يدعو لهذه التي يسميها ضجة سياسية، ولم تخرج من فمه حتى كلمة حرب، مخالفاً بذلك بعض الفضائيات الأميركية نفسها التي تصور الأحداث عن كثب، وتبثها مباشرة. 

هذا أمر، والأمر الأكثر خطورة على الشعب الأميركي نفسه قبل الجنود الذين يقومون بالطلعات الجوية، ويقصفون اهداف تقول عنها قياداتهم بأنها أهداف عسكرية، لم تكن إلا مستشفيات، ومناطق سكنية، وغير ذلك.. 

والحقيقة الثالثة هي تقرير تلغراف بتاريخ 25 آذار 2011، والذي أثبت بأن هناك اعتراف على أن العديد من عناصر القاعدة من بين صفوف المتمردين، فهل المخابرات الأميركية بقوتها لا تعرف ذلك أم انها تجاهلت هذا التقرير. 

والحقيقة الأخيرة هي اعتراف احد الاميرالات وهو لوكلير لعضو في مجلس الشيوخ الأميركي بأن إحدى البعثات التي ارسلها حلف الناتو، كانت لاغتيال الزعيم الليبي نفسه، وبالفعل نفذت رمي القنابل، ولكنها فشلت في اغتيال العقيد القذافي، في حين انها نجحت في اغتيال نجله وثلاثة من أحفاده. 

كلمة أخيرة للشعب الأميركي 

يا أوباما، ما تسميه أنت ضجة حول ليبيا، والعراق وأفغانستان، ماذا نسميه في المقابل بالنسبة لفلسطين.. القتل في غزة، والقنابل الفوسفورية، والمذابح الإسرائيلية فيها، والقتل اليومي للشعب الفلسطيني، وحرق الأقصى، وتهويد القدس، والاغتيالات العشوائية.. ماذا تسميها يا أوباما.. 

سؤالنا هذا نوجهه للشعب الأميركي، علماً أنه شعب مثقف، ولكن عندنا نحن العرب يقولون: إذا كنت تدري فتلك مصيبة، وإذا كنت لا تدري فالمصيبة أعظم

بواسطة
غازي الحمود
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أخي غازي الحمود أشكرك كل الشكر على هذا المقال نعم هي حروب صهيونية عدوانية بحته و هذه الحروب على الأمة العربية و الإسلامية بدأت بالحرب الفكرية و الثقافية و من ثم تدرجت إلى أن وصلت بالحرب الفعلية على لبنان و أفغانستان و العراق أخيرا أصبحت حربا إعلامية كما حدث منذ الشهر الأول من سنة 2011 إلى يومنا هذا و ما تضمنه أيضا من تشويه صورة النبي الكريم صلواة الله عليه و سلم و من حرق لكتاب الله القران الكريم و هذا كله يصب في مصلحة إسرائييل بالدرجة الأولى في المنطقة العربية و الإسلامية . ابن سوريا الأسد بكل فخر و إعتزاز

زر الذهاب إلى الأعلى